اسعار واسواق

«المسلحون الأجانب».. معضلة كبرى في إعادة تشكيل الجيش السوري


تواجه سوريا معضلة بالغة التعقيد في مسار إعادة بناء جيشها الوطني تتعلق بكيفية التعامل مع آلاف المقاتلين الأجانب الذين حاربوا ضمن فصائل المعارضة، لا سيما “هيئة تحرير الشام”.

ويشير تقرير لمجلة ناشيونال إنترست، طالعته العين الإخبارية، إلى أن هذه القضية تتداخل مع اعتبارات محلية وإقليمية ودولية، في ظل تحولات جذرية في الموقف الغربي تجاه دمشق، حيث أثار رفع العقوبات الأمريكية “موجة دهشة”، خاصة مع “تبني واشنطن خطة لدمج المسلحين الأجانب في الجيش السوري الجديد، متخلية عن مطلب ترحيلهم”.

الفرقة 84: الإطار العملي للدمج

وبحسب المجلة فإن الحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد الشرع “تقود خطة لدمج 3500 مسلح أجنبي – غالبيتهم من الإيغور – ضمن الفرقة 84 التابعة للجيش الوطني”.

وقد تجسد هذا التوجه، وفق ناشيونال إنترست “بترقية 6 مسلحين أجانب بين 49 ضابطا في ديسمبر/كانون الأول 2024، وهي خطوة وصفتها القيادة بوفاء لتضحياتهم”.

لكن هذه السياسة أثارت جدلاً واسعاً “بعد تقارير عن تورط عناصر أجنبية في مجازر بساحل سوريا (فبراير/ شباط 2025) راح ضحيتها أكثر من ألف مدني علوي”.


النفوذ الأجنبي وتحديات السيادة

وتشير التقديرات إلى أن 30 بالمائة من مسلحي “هيئة تحرير الشام” أجانب، بينهم 7000 مسلح إيغوري يشكلون الكتلة الأجنبية الأكبر. وقد عززت مجموعات مثل “ملحمة تاكتيكال” و”ألبانيان تاكتيكال” نفوذها عبر الإشراف على تدريب وحدات من الجيش الجديد عبر شركات أمنية خاصة، وفق التقرير ذاته.

وقبل تبني خيار الدمج، تباينت المقترحات بين الترحيل وإعادة التأهيل واللجوء المشروط، لكنها “باءت بالفشل” إما لرفض الدول استقبال مسلحيها أو للمخاوف الأمنية. هذا التحول في الموقف الدولي -الذي برره المبعوث الأمريكي توم براك بـ”الاستجابة لديناميكيات سوريا الجديدة” يركز الآن على مواجهة داعش والنفوذ الإيراني بدلاً من إقصاء الفصائل المدمجة.

تحديات البناء

وتواجه عملية دمج المسلحين الأجانب تحدياً جوهرياً، بحسب التقرير، يتمثل في “الانقسام الحاد للخارطة العسكرية السورية، حيث تتعايش قوى متعددة ومتنافسة تشمل “هيئة تحرير الشام”، و”الجيش الوطني” المدعوم تركياً، و”قوات سوريا الديمقراطية” الكردية، إلى جانب فصائل درزية وعلوية من بقايا النظام السابق.

وتلاقي هذه العملية “تعقيدات بسبب حسابات إقليمية متداخلة، فتركيا تسعى جاهدة لتعزيز نفوذ الجيش الوطني في الشمال كحاجز استراتيجي أمام الطموحات الكردية، بينما تُعبر إسرائيل عن قلقها البالغ من أي تمركز لقوى متطرفة قرب حدودها الجنوبية وتستغل ذلك لتبرير استهدافاتها المتكررة”، وفق مجلة ناشيونال إنترست.

وفي سياق متصل، تبدي الصين تحفظات شديدة على “منح مسلحي الإيغور شرعيةً رسمية داخل البنية العسكرية الجديدة، خشية انتقال تأثيرات التطرف إلى أراضيها، مما يهدد بفتح باب التوتر بين دمشق وبكين”، وفق التقرير.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى