السلفادور تُعدّل دستورها.. «الديكتاتور الأروع» رئيسا مدى الحياة؟

تعديل دستوري أقره برلمان السلفادور فتح الباب أمام الرئيس نجيب بوكيلة للترشح للرئاسة إلى ما لا نهاية.
البرلمان السلفادوري الذي يتمتّع فيه أنصار الرئيس نجيب بوكيلة أقر بأغلبية ساحقة الخميس تعديلا دستوريا يلغي العدد الأقصى للفترات الرئاسية المسموح بها ويجيز تاليا للرئيس بالترشّح إلى ما لا نهاية.
وبأغلبية 57 نائبا مقابل 3 صادق البرلمان على هذا التعديل الذي تمّ إقراره بموجب إجراء مُعجّل والذي ينصّ أيضا على إلغاء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وتمديد ولاية الرئيس من خمس سنوات حاليا إلى ستّ سنوات.
ومن أصل 60 مقعدا يتألف منها البرلمان، يشغل أنصار بوكيلة 57 مقعدا.
وفي يونيو/حزيران 2024 فاز بوكيلة بولاية ثانية بعد نيله 85% من الأصوات في انتخابات لم يتمكّن من الترشح إليها إلا بعد أن حصل على إذن خاص من المحكمة العليا إذ إنّ الدستور يحظر على الرئيس إعادة الترشّح.
وسارعت المعارضة إلى التنديد بالتعديل الدستوري.
وقالت النائبة المعارضة مارسيلا فيلاتورو خلال الجلسة العامة “اليوم، ماتت الديموقراطية في السلفادور (…) لقد خلعوا أقنعتهم”، مندّدة بمشروع التعديل الدستوري المفاجئ لذي عُرض أمام النواب في مستهلّ عطلة صيفية تستمر أسبوعا في البلاد بأسرها.
ويتمتّع بوكيلة (44 عاما) بشعبية جارفة بفضل الحرب الشرسة التي شنّها على العصابات وأدّت إلى انخفاض العنف في البلاد إلى مستويات تاريخية.
وتمكّن بوكيلة من قمع العصابات بفضل نظام استثنائي سمح بتنفيذ اعتقالات دون أوامر قضائية وأدّى إلى سجن عشرات آلاف الأشخاص.
ويصف نجيب بوكيلة نفسه بـ«الديكتاتور الأروع في العالم» و«الملك الفيلسوف».
وجاء اقتراح الحزب الحاكم هذا التعديل الدستوري بعد موجة قمع طالت معارضين ومدافعين عن حقوق الإنسان وأجبرت عشرات الصحفيين والناشطين على الفرار من البلاد.
من هو نجيب بوكيلة؟
وُلد نجيب بوكيلة وثلاثة آخرون من أشقائه لأب فلسطيني وأم سلفادورية، في 24 يوليو/تموز 1981 في العاصمة سان سلفادور.
وتعود أصوله إلى مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، وهو نجل رجل الأعمال المسيحي المؤثر إرماندو بوكيلة قطان، الذي اعتنق الإسلام لاحقا، وأصبح إماما لمسجد في السلفادور.
بدأ نجيب بوكيلة مسيرته السياسية في عام 2012 كرئيس لبلدية بلدة نويفو كوسكاتلان الصغيرة المدعومة من جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني.
وفي عام 2015، فاز في انتخابات رئاسة بلدية سان سلفادور، متغلبا على مرشح محافظ كان حزبه التحالف الجمهوري القومي، والذي حكم لفترتين.
بعد أن أصبح بوكيلة عمدة المدينة، بدأت العلاقة السياسية بينه وبين حزبه في التدهور، ويقول محللون إن جبهة “فارابوندو مارتي للتحرير الوطني” اعتبرته منتقدا قاسيا جدا لحكومة سلفادور سانشيز سيرين آنذاك.
وفي عام 2017، أدى انتقاده المتكرر لقيادات الجبهة إلى طرده، حيث تم اتهامه بالتشجيع على الانقسام الداخلي والتشهير السياسي ضد الحزب.
لم يشكل الطرد عقبة في طريق رجل الأعمال، بل صوّب أحلامه نحو قصر الرئاسة، وبدأ يحضر لخوض انتخابات 2019، كمرشح مستقل يعارض النظام السياسي القائم في البلاد.
لكن عدم انتمائه لحزب سياسي كان عقبة دستورية في طريق القصر، الأمر الذي دفع نجيب بوكيلة إلى اعتزامه تأسيس حزب “حركة الأفكار الجديدة” حتى يتمكن من الترشح.
في هذه الأثناء لم تولد “حركة الأفكار الجديدة” بسبب تحالف حزبي “جبهة فارابوندو مارتي” اليساري و”التحالف الوطني الجمهوري” المحافظ، ضد مشروع بوكيلة الذي انضم لاحقا لحزب صغير ينتمي إلى اليمين الوسط، وهو “التحالف الكبير من أجل الوحدة الوطنية” المعروف اختصارا بـ”غانا”.
هجومه على حماس
بعد الهجوم الذي شنته حركته حماس على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، هاجم رئيس السلفادور الحركة.
وكتب على “إكس” إنه “باعتباري سلفادوريا من أصل فلسطيني، فأنا متأكد من أن أفضل شيء يمكن أن يحدث للشعب الفلسطيني هو أن تختفي حماس تماما”.
وأضاف أن “تلك الوحوش المتوحشة لا تمثل الفلسطينيين”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز