باتيل وهيغسيث ونويم.. نجوم الكاميرات في إدارة ترامب

برز العديد من أعضاء فريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل لافت للنظر، ليس فقط من خلال قراراتهم ومواقعهم الحساسة، بل عبر حضور إعلامي لافت اتسم بالاستعراض، والتصريحات المثيرة، وأحيانًا بالجدل.
وعلى الرغم من عدم إخفاء ترامب تفضيله ظهور مساعديه بصورة قوية وجذابة، لكن هذا الأسلوب في مؤسسات الأمن القومي، قد يتحول من أداة سياسية إلى نقطة ضعف مؤسسية، وفقا لموقع “أكسيوس”.
كاش باتيل
أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل، الذي حظي بقدر من الأضواء يفوق بكثير ما اعتاد عليه أسلافه، وغالبًا لأسباب غير مواتية.
ففي أكثر من حادثة أمنية كبرى، من بينها اغتيال تشارلي كيرك وإطلاق النار في جامعة براون، سارع باتيل إلى الإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن إلقاء القبض على الجناة، قبل أن يتضح لاحقًا أنهم لا يزالون طلقاء.
وزاد من حدة الانتقادات توقيت نشر مقابلة بودكاست غير واضحة، سُجلت قبل حادثة براون، تحدث فيها عن علاقته العاطفية مع مغنية، ما اعتُبر افتقارًا للحساسية في لحظة تخضع فيها قيادته لتدقيق شديد.
هذا الحضور الإعلامي المكثف أثار استياءً داخل أروقة المكتب. ونقل أحد العملاء المتقاعدين حديثًا لموقع “أكسيوس” قوله إن ميل باتيل للظهور أمام الكاميرات مرتديًا سترات ميدانية خاصة بمكتب التحقيقات الفيدرالي لم يلقَ ترحيبًا واسعًا، قائلًا بتهكم: “أنت مدير إف بي آي، ارتدِ بدلة رسمية!”.
وتفاقمت الانتقادات مع تقارير تحدثت عن تعيين متحدث إعلامي شخصي له، وطلبه أسطولًا جديدًا من سيارات “بي إم دبليو” المصفحة.
بيت هيغسيث
أما وزير الدفاع بيت هيغسيث، فقد نقل خبرته السابقة كمقدم برامج تلفزيونية إلى منصبه الجديد، ليصبح أحد أكثر وجوه البنتاغون حضورًا أمام الكاميرات.
ووفقًا للمتحدث باسم وزارة الدفاع، كينغسلي ويلسون ، فإن كونه “الوزير الأكثر ظهورًا للجمهور” ليس أمرًا عفويًا، بل جزء من استراتيجية تهدف إلى التواصل المباشر مع الأمريكيين دون “عدسة إعلامية مشوهة”، على حد تعبيره.
ويعزز البنتاغون هذا النهج بإصدار مقاطع فيديو متكررة لهيغسيث، في مقابل تقليص المؤتمرات الصحفية التقليدية.
ومن اختياراته اللافتة في المظهر، مثل مناديل الجيب ذات الطابع الوطني والجوارب العسكرية، إلى تعليقاته اللاذعة حول اللياقة البدنية و”أيديولوجية الوعي الاجتماعي”، يولي هيغسيث اهتمامًا واضحًا بالبعد الاستعراضي لمنصبه.
ولم يتردد في الاعتراف بذلك علنًا، قائلًا في منتدى ريغان للدفاع الوطني: “أعرف كيف تُملأ فقرات الأخبار التلفزيونية.. لا بد من القيام بذلك”.
كريستي نويم
وفي وزارة الأمن الداخلي، اختارت كريستي نويم مسارًا مشابهًا، إذ نصّبت نفسها الوجه الإعلامي لسياسة ترامب المتشددة في الهجرة.
وقادت حملة دعائية ضخمة بلغت كلفتها نحو 200 مليون دولار عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعة، ما غذّى تكهنات استمرت قرابة عام حول نيتها استثمار ملف الهجرة لبناء رصيد سياسي شخصي.
وزادت هذه الشكوك مع الكشف عن أن إحدى الجهات المنتجة للإعلانات سبق أن عملت في حملاتها الانتخابية لمنصب حاكم الولاية.
وتحوّل حضور نويم الميداني المتكرر برفقة عناصر إدارة الهجرة والجمارك، ودوريات الحدود، وخفر السواحل – غالبًا وهي ترتدي زيّ هذه الوحدات – إلى مادة إعلامية دائمة، حتى أطلق عليها الإعلام الشعبي لقب “باربي الهجرة والجمارك”.
وبررت وزارة الأمن الداخلي ذلك بأن ارتداءها الزي الرسمي يأتي “تكريمًا للرجال والنساء الذين تقودهم”، إلا أن منتقديها رأوا فيه جزءًا من حملة استعراضية مدروسة.
وخلال الولاية الأولى لترامب، كان يُنظر إلى الابتعاد عن الأضواء باعتباره أفضل وسيلة للبقاء في مواقع النفوذ.. غير أن هذا المنطق يبدو أقل حضورًا في ولايته الثانية، حيث يواصل باتيل وهيغسيث ونويم شغل واجهة المشهد الإعلامي، من دون أن ينعكس ذلك سلبًا على مواقعهم حتى الآن.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




