اسعار واسواق

10 أعوام من المفاوضات المناخية الشاقة.. ماذا تحقق منذ اتفاق باريس؟


مر عقد من الزمن على خروج “اتفاق باريس”، الصادر عن “مؤتمر الأطراف المعني بالتغيرات المناخية في دورته الحادية والعشرين” (COP21) عام 2015، ويتضمن الاتفاق 29 مادة.

بعد مرور 10 سنوات، تغيرت الكثير من المعطيات والأحداث حول العالم، ما أدى إلى حدوث تحولات كبيرة في ملف المناخ. ومع ذلك، قد تكون هذه مناسبة مناسبة لإلقاء نظرة على أبرز التطورات في ملف المفاوضات المناخية خلال العقد الأخير منذ خروج “اتفاق باريس”.

وفي هذا التقرير ترصد “العين الإخبارية” بشكل مبسط تطورات ملف المناخ خلال العقد الأخير

COP22

انعقد COP22 في مراكش بالمغرب عام 2016، وهو المؤتمر التالي مباشرة لـCOP21، وركز على تنفيذ اتفاق باريس، لذلك يُسمى أحيانًا “مؤتمر العمل”.

أطلق المؤتمر “شراكة مراكش للعمل المناخي العالمي” (Marrakech Partnership for Global Climate Action – MPGCA)، بهدف تعزيز التعاون بين الحكومات والجهات الفاعلة غير الحكومية لخفض الانبعاثات وزيادة القدرات على التكيف مع آثار التغيرات المناخية، بما يدعم تنفيذ اتفاق باريس.

COP23

استضافته مدينة بون في ألمانيا عام 2017، برئاسة دولة فيجي، لتكون أول دولة جزرية تتولى رئاسة المؤتمر.

ركز المؤتمر على “كتابة قواعد باريس” (Paris Rulebook)، وهي مجموعة من الإرشادات والقواعد لتحديد كيفية تنفيذ اتفاق باريس، كما تناول تمويل التكيف مع آثار التغيرات المناخية.

COP24

انعقد COP24 في مدينة كاتوفيتشي، بولندا عام 2018، وكان محطة مفصلية؛ إذ تم اعتماد “كتاب قواعد باريس” للشفافية والتقارير، ما شكل خطوة أساسية في ترجمة أهداف الاتفاق إلى إجراءات ملموسة.

COP25

انعقد COP25 في مدريد بإسبانيا عام 2019، برئاسة دولة تشيلي، ولم تُحقق النتائج التوقعات العالية للتقدم في اتفاق باريس، بل جاءت النتائج ضعيفة نسبيًا، ما ألقى بالعبء على الدورة التالية.

COP26

استضافته مدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة عام 2021، وكان أحد أهم المحطات؛ إذ خرج من COP26 “ميثاق غلاسكو”، الذي دعا إلى التخلص التدريجي من الفحم، ومضاعفة تمويل التكيف إلى 40 مليار دولار بحلول العام 2025.

COP27

انعقد في مدينة شرم الشيخ بمصر عام 2022، حيث وافقت الأطراف على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار. وركز COP27 أيضًا على العدالة المناخية ودعم القارة الأفريقية.

COP28

انعقد في إكسبو دبي بالإمارات عام 2023، حيث خرجت دعوات للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، إضافة إلى مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030، وكذلك التقييم العالمي للتقدم المحرز.

COP29

استضافت مدينة باكو بأذربيجان COP29 عام 2024، وتم الإعلان عن الهدف الكمي الجماعي الجديد (NCQG) بقيمة 300 مليار دولار سنويًا، على الرغم من أن هذا المبلغ لم يتوافق مع طموحات الدول النامية.

COP30

انعقد في بيليم بالبرازيل عام 2025، وكان من المقرر أن يشكل لحظات محورية، خاصة وأن اتفاق باريس بلغ عامه العاشر، وعادت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) إلى وطنها الأصلي بعد قمة الأرض في ريو دي جانيرو عام 1992.

لكن المؤتمر خرج بنتائج محبطة أكثر من كونه إنجازات، وفق وصف العديد من الخبراء.

ماذا يقول الخبراء؟

تقول الدكتورة حنان كسكاس، مسؤولة الحملات السياسية في “غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”: “منذ اتفاق باريس 2015، تحولت المفاوضات من وضع أهداف طموحة نحو تحدي التنفيذ الفعلي. ترى غرينبيس أن الفجوة بين المساهمات الوطنية المعلنة (NDCs) والأهداف العلمية لم تُسد، بينما منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتسارع في الاحترار بمعدل ضعف المتوسط العالمي، ما يجعل العمل المناخي عاجلًا جدًا. القمم السابقة مثل COP24 وCOP26 أظهرت ضعف الآليات التنفيذية للتمويل والتكيف، وغياب المساءلة عن الدول ذات المسؤولية التاريخية في الانبعاثات والصناعات الملوثة للبيئة.”

بينما يرى عمر الشوشان، رئيس اتحاد الجمعيات البيئية: “منذ اتفاق باريس 2015، تغيّر المشهد العالمي بصورة عميقة، سواء على مستوى الإطار التفاوضي أو التحولات الاقتصادية والجيوسياسية التي فرضت على الدول إعادة صياغة أولوياتها”.

أما الدكتور جواد الخراز، منسق مبادرة تيراميد، فيقول: “شهد مسار مفاوضات المناخ تطورًا ملحوظًا منذ اتفاق باريس في COP21 عام 2015، الذي وضع إطارًا عالميًا ملزمًا للحد من الاحترار دون درجتين مئويتين، مع مساهمات وطنية محددة (NDCs) وتعهد بـ100 مليار دولار سنويًا للدول النامية. لكن التنفيذ بقي بطيئًا، مع تأثير جيوسياسي كبير: انسحاب أمريكا مؤقتًا (2017-2021)، جائحة كوفيد، حرب أوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة”.

وتنتقل الكرة إلى ملعب تركيا وأستراليا في COP31، والذي من المتوقع أن تزدحم أجندته بالكثير من الأعمال التي تُركت دون حسم.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى