اسعار واسواق

«ميركوسور» يضع أوروبا أمام اختبار التعددية.. هل تنجح مفاوضات الـ26 عاماً؟


دعا الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الاتحاد الأوروبي السبت، إلى التحلي بـ«الشجاعة»، إثر إرجاء توقيع اتفاق التبادل الحر مع دول ميركوسور.

وقال لولا في مستهل قمة التكتل الأمريكي الجنوبي في مدينة فوز دو إيغواسو بجنوب البرازيل، “من دون إرادة سياسية ومن دون شجاعة من جانب القادة، لن يكون ممكناً إنهاء مفاوضات مستمرة منذ 26 عاماً”.

وأملت الأرجنتين والبرازيل والباراغواي والأوروغواي توقيع هذا الاتفاق بالأحرف الأولى السبت، ومثلها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين وغالبية دول الاتحاد الأوروبي.

لكن التوقيع أرجئ في نهاية المطاف، على وقع غضب المزارعين الأوروبيين، وخصوصاً في فرنسا وإيطاليا.

وأضاف لولا “بين أيدينا فرصة لنوجه رسالة مهمة إلى العالم دفاعاً عن التعددية، ولنعزز موقفنا الاستراتيجي وسط ظروف دولية تشهد مزيداً من التنافسية. ولكن، ويا للأسف، لم تتخذ أوروبا قرارها بعد”.

وتابع “تلقيت بالأمس رسالة من رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي يعربان فيها عن أملهما بتوقيع الاتفاق في يناير/كانون الثاني”.

وسيسمح الاتفاق للأوروبيين بزيادة صادراتهم من المركبات والآلات والنبيذ والمشروبات الروحية إلى أمريكا الجنوبية، مقابل تسهيل دخول اللحوم والسكر والأرز والعسل وفول الصويا من دول ميركوسور إلى الأسواق الأوروبية، الأمر الذي يثير قلق القطاعات الزراعية المعنية.

وبدأ ممثلو دول ميركوسور اجتماعاتهم الجمعة في مدينة فوز دو إيغواسو بجنوب البرازيل، فيما يأمل الاتحاد الأوروبي توقيع اتفاق للتبادل التجاري الحر مع التكتل في 12 يناير/كانون الثاني.

وأفاد مصدر في المفوضية الأوروبية ودبلوماسيان بأن الموعد الجديد المستهدف بات 12 كانون الثاني/يناير في الباراغواي، مؤكّدين معلومات نشرها موقع “يوراكتيف” المتخصص.

وبعد أكثر من 25 عاما من المفاوضات، ينص اتفاق الاتحاد الأوروبي-ميركوسور على إقامة أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم.

ودعا الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين (النقابة الزراعية الأكبر في فرنسا)، أعضاءه إلى الاستمرار في التعبئة رغم التأجيل، مصرا على رفض الاتفاق.

وتجمّع عشرات المزارعين الجمعة أمام منزل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في توكيه، وألقوا أطنانا من الروث والإطارات والأغصان عند المدخل.

وكان الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا قد مهّد لهذا التأجيل الخميس، بعد مكالمة هاتفية مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي طلبت منه “الصبر”، مؤكدة له أن إيطاليا ستدعم الاتفاق في نهاية المطاف.

في المقابل، رأت الحكومة الألمانية، وهي من أبرز المؤيدين للاتفاق، الجمعة أن التوقيع بات محسوما.

وقال نائب المتحدث باسم الحكومة سيباستيان هيله إن “المستشار (فريدريش ميرتس) سعيد جدا، لأن السؤال لم يعد ما إذا كان الاتفاق سيُوقَّع، بل متى”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى