انفجار غامض وقمع «ممنهج».. سيناريو الإخوان لإنهاء اعتصام تعز

في تعز، المدينة التي تئن من ممارسات «الإخوان»، لم يكن الانفجار الذي وقع بالقرب من مبنى المحافظة ومقر حزب الإصلاح، مجرد حدث أمني عابر، بل واقعة استُخدمت لطيّ صفحة احتجاجات أربكت التنظيم وقياداته.
ففي مدينة تنزف منذ سنوات، بدا أن الانفجار لم يكن سوى المفتاح الذي فُتحت به أبواب القمع، لإغلاق واحد من آخر هوامش الاحتجاج المدني في تعز.
فما جرى في ساحة الحرية يتجاوز واقعة فض اعتصام، ليعكس نمطًا متكررًا في إدارة حزب الإصلاح – ذراع الإخوان في اليمن – للأزمات: تحويل الفوضى إلى فرصة، والأمن إلى أداة، والعدالة إلى عبء يجب التخلص منه، بحسب مراقبين.
فماذا حدث؟
استغل «الإخوان» انفجار عبوة ناسفة وقع بالقرب من مبنى المحافظة ومقر حزب الإصلاح، كذريعة لفض الاعتصام الاحتجاجي المفتوح وإزالة مخيماتهم بالقوة عقب أشهر من نصبها للمطالبة بتحقيق العدالة.
وفضت قوات أمنية موالية لحزب الإصلاح، ذراع إخوان اليمن، الخميس، اعتصاما احتجاجيا في مدينة تعز، بعد ساعات من وقوع انفجار في المدينة.
وكانت مخيمات الاعتصامات الاحتجاجية قد نصبت في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي قبالة حزب الإصلاح، عقب اغتيال مسلح إخواني مديرة صندوق النظافة والتحسين بمحافظة تعز أفتهان المشهري.
وانضم لهذه المخيمات عشرات من أهالي ضحايا الاغتيالات التي شهدتها تعز خلال الأشهر والسنوات الماضية، للمطالبة بتحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين في الوحدات الأمنية والعسكرية الإخوانية.
وقال أحد المحتجين لـ«العين الإخبارية»، إن «مسلحيون يرتدون بزة الأمن الموالي للإخوان اعتدوا على المحتجين، ومزقوا المخيمات بالقوة، وهاجموا المعتصمين المطالبين بتحقيق العدالة في وضح النهار».
جاء فض الإخوان لمخيمات الاعتصام بعد ساعات من انفجار عبوة ناسفة جوار المخيمات وأمام مقر حزب الإصلاح ومبنى المحافظة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص بينهم طفل، وإصابة 11 آخرين بينهم نساء وطالبات.
تبريرات إخوانية
وكتبرير لفض الاعتصامات في ساحة الحرية، زعم ناشطون موالون لحزب الإصلاح الإخواني، أن الانفجار استهدف مباشرة مقر التنظيم في تعز، وأن بين الضحايا قيادات إخوانية أحدهم يدعى إبراهيم الشراعي.
وأعربت أسرة افتِهان المشهري في بيان عن صدمتها من «الهجوم على خيمة ساحة الحرية، وتمزيقها، والاعتداء الجسدي على أبنائنا المرابطين والمعتصمين فيها، وتهديدهم بالتصفية الجسدية عبر إشهار السلاح في وجوههم، في سلوك خطير يمثّل انحرافًا جسيمًا عن دور الدولة، ومحاولة لفرض هيبة السلاح على مواطنين عُزّل بدلاً من حماية أرواحهم».
وندد البيان بأشد العبارات بـ«الانفجار الإرهابي الآثم الذي وقع بالقرب من ساحة الحرية والعدالة بمدينة تعز»، مشيرا إلى أنه «مشهد دموي يعكس حجم الانفلات الأمني الخطير الذي تعيشه المدينة».
انفجار غامض
وكان مصدر أمني في تعز قال لـ«العين الإخبارية»، إن العبوة الناسفة كانت مموهة على شكل بطارية طاقة ووضعها سائق دراجة نارية قبالة مبنى حزب الإصلاح ومبنى المحافظة بجوار المخيمات، وقد ترك طفله إلى جانبها.
وأوضح المصدر، أن انفجار العبوة أدى لمقتل الطفل وهو نجل سائق الدراجة واثنين من المارة، فضلا عن إصابة 11 شخصا آخرين.
ويرى مراقبون أن الانفجار كان «مبررًا للإخوان لإنهاء الاحتجاجات التي كانت تشكل ضغطاً كبيراً عليهم، خاصة وأن هذه الاعتصامات كانت تطالب بالعدالة وإصلاحات عسكرية وأمنية في المحافظة».
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز




