اسعار واسواق

اليورانيوم في دم مصابات السرطان بالعراق.. إشارات تستدعي القلق (خاص)


كشفت دراسة علمية حديثة عن تسجيل مستويات مرتفعة من عنصر اليورانيوم في عينات دم لنساء مصابات بالسرطان في محافظة المثنى بالعراق.

واليورانيوم معدن ثقيل يتمتع بسمية كيميائية ومخاطر إشعاعية، ويُعرف بأن التعرض المزمن له، حتى بتركيزات منخفضة، قد يسهم في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة، من بينها السرطان.

وخلال الدراسة التي تنشرها دورية “نوكلير أناليسس” في عدد مارس/ آذار المقبل، وحصلت “العين الإخبارية” على نسخة منها، حلل الباحثون عينات دم لمجموعتين من النساء المقيمات في مركز محافظة المثنى، مجموعة لنساء سليمات، وأخرى لمريضات بالسرطان.

واستخدم الباحثون من كلية العلوم بجامعة القادسية، تقنية تحليل مسارات الانشطار النووي باستخدام كاشف “CR-39″، وهي تقنية دقيقة لقياس تركيز اليورانيوم في العينات الحيوية، مع إجراء تحليلات إحصائية لمقارنة النتائج بين المجموعتين.

نتائج مقلقة

أظهرت النتائج أن متوسط تركيز اليورانيوم في دم النساء السليمات بلغ 1.14 ميكروغرام/لتر، في المقابل، ارتفع المتوسط لدى مريضات السرطان إلى 2.93 ميكروغرام/لتر، أي أكثر من الضعف.

وبيّنت التحليلات وجود فرق إحصائي كبير بين المجموعتين، ما يشير إلى ارتباط محتمل بين ارتفاع مستوى اليورانيوم في الدم والإصابة بالسرطان لدى النساء.

هل للمهنة دور؟

وسجّلت الدراسة ملاحظة أولية مفادها أن النساء العاملات في القطاع الصحي أظهرن مستويات أعلى من اليورانيوم في الدم مقارنة بغيرهن من المهن الأخرى، سواء بين النساء السليمات أو المصابات بالسرطان.

غير أن الباحثين شددوا على أن هذه النتيجة غير حاسمة وتحتاج إلى دراسات أوسع لتأكيدها وتفسير أسبابها.

فحوصات لدماء ملوثة بعنصر اليورانيوم

ماذا تعني هذه النتائج؟

لا تؤكد الدراسة وجود علاقة سببية مباشرة، لكنها تطرح إشارات مقلقة تستدعي تعزيز المراقبة البيئية، توسيع الفحوص الصحية، وإجراء دراسات أشمل لتحديد مصادر التعرض المحتملة لليورانيوم.

ويرجع التعرض لليورانيوم في العراق إلى مجموعة من العوامل البيئية والصناعية المحتملة، في مقدمتها بقايا المخلفات العسكرية الناتجة عن استخدام ذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب خلال حروب سابقة، والتي قد تلوث التربة والمياه وتنتقل إلى الإنسان عبر الهواء والغذاء.

كما تشمل المصادر المحتملة تلوث المياه الجوفية في بعض المناطق الغنية طبيعيا باليورانيوم، إضافة إلى الأنشطة النفطية والصناعية التي قد تسهم في إطلاق عناصر ثقيلة إلى البيئة المحيطة. ويلعب الغبار والعواصف الترابية دورا مهما في نقل جسيمات دقيقة ملوثة لمسافات بعيدة، ما يزيد من فرص الاستنشاق أو التعرّض غير المباشر.

ويؤكد الباحثون أن تحديد المصدر الدقيق للتعرض يتطلب قياسات بيئية شاملة ومستمرة، إذ تختلف مستويات التلوث من منطقة إلى أخرى داخل البلاد.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى