اسعار واسواق

سياحة دينية أم تعبئة سياسية؟ ألف قس أمريكي في إسرائيل


في زيارة وُصفت بـ«الأضخم من نوعها» منذ قيام إسرائيل، سافر أكثر من ألف قسّ وقائد رأي مسيحي من الولايات المتحدة إلى تل أبيب هذا الشهر.

الرحلة، التي جرت في ذروة موسم أعياد الميلاد، استضافتها حكومة بنيامين نتنياهو، ونُظّمت بدعم مباشر من التيار الإنجيلي الصهيوني في الولايات المتحدة، وهدفت – وفق ما أوردته وسائل إعلام أمريكية – إلى إعداد المشاركين للعمل «كسفراء غير رسميين لإسرائيل» داخل مجتمعاتهم.

وبحسب شبكة «فوكس نيوز»، موّلت الحكومة الإسرائيلية هذه الزيارة التي خُصصت لتقديم برامج تدريبية مكثفة، في توقيت يتزامن مع واحدة من أهم المناسبات الدينية لدى المسيحيين، إلى جانب عيد الفصح.

شملت الرحلة لقاءات سياسية وأمنية رفيعة المستوى، ضمن ما وُصف بأنه «تجربة» تهدف إلى تعزيز الارتباط الديني والسياسي بإسرائيل.

وتولى تنظيم الرحلة مايك إيفانز، الكاتب والقيادي الإنجيلي البارز، وأحد أبرز حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل الأوساط الإنجيلية، إضافة إلى كونه صديقًا مقربًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومؤسس مركز «أصدقاء صهيون للتراث» في القدس.

وأوضح إيفانز أن هدف الرحلة هو «إتاحة الفرصة أمام القساوسة لاختبار إسرائيل عن قرب، والتذكير بالحقائق التأسيسية للإيمان»، مشيرًا إلى أن البرنامج شمل لقاءات مع مسؤولين حكوميين وقادة عسكريين وأمنيين، إضافة إلى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ.

 

غير أن مضمون الزيارة بدا، في جانب منه، موجّهًا أيضًا إلى ترسيخ الدعم لسياسات الحكومة الإسرائيلية العسكرية، لا سيما في غزة والضفة الغربية.

وخلال الزيارة، تبنّى عدد من المشاركين خطابًا يصوّر إسرائيل باعتبارها «ضحية دائمة». وقالت تامرِن فولي، وهي مشاركة من ولاية فلوريدا، لموقع «فوكس ديجيتال»، إن «أكثر من نصف الفلسطينيين يتبنون أيديولوجيا حماس»، من دون تقديم أدلة على هذا الادعاء.

وكانت تقارير صحافية قد أشارت سابقًا إلى أن علاقة ترامب بالتيار الإنجيلي الصهيوني تعمّقت منذ عام 2003، عقب تواصله مع وايت-كاين، التي عرّفته لاحقًا على قيادات إنجيلية نافذة، بينهم مايك إيفانز، لعبوا دورًا مؤثرًا في تشكيل مواقفه الداعمة لإسرائيل.

غير أن شعار «الدفاع عن الحياة» يثير تساؤلات في ظل ما تشهده غزة؛ فبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة في مايو/أيار، قُتلت أكثر من 28 ألف امرأة وفتاة في القطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بمعدل امرأة وفتاة كل ساعة نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

وتشير أرقام وزارة الصحة في غزة إلى تجاوز عدد القتلى 70 ألفًا، فيما تذهب تقديرات أخرى إلى أعداد أعلى بكثير، معظمهم من المدنيين.

ومع ذلك، يرى كثير من الإنجيليين الأمريكيين أن العمليات الإسرائيلية تشكل «ردًا مشروعًا» على هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

ووفق استطلاع لمجلس شيكاغو للشؤون العالمية، يعتقد 64% من الإنجيليين البيض، أن عمليات إسرائيل العسكرية في غزة لها ما يبررها، وهي نسبة تفوق بكثير متوسط الرأي العام الأمريكي.

وفي تحليل نشره موقع «ريسبونسيبل ستيت كرافت»، أشار بول آر بيلار إلى أن غالبية الأخبار الواردة من غزة لا تتعلق بمعارك مباشرة، بل بـ«عمليات قتل واسعة النطاق تطال المدنيين»، بمعدل يقارب 150 قتيلًا يوميًا منذ أواخر عام 2023.

كما لفت تقرير آخر إلى أن مايك إيفانز سبق أن عمل على رواية خيالية غير منشورة صوّرت حربًا شاملة على إسرائيل، مع طمس واضح للفصل بين المدنيين والمقاتلين.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى