حصاد 2025.. الإمارات منارة للإشعاع الثقافي وصون التراث

إنجازات ثقافية بالجملة حققتها دولة الإمارات على مدار عام 2025، رسخت مكانتها مركزاً إقليمياً وعالمياً للإبداع والمعرفة، وحاضنة للتراث، ومنارة للإشعاع الثقافي.
إنجازات ثقافية بالجملة حققتها دولة الإمارات على مدار عام 2025، رسخت مكانتها مركزاً إقليمياً وعالمياً للإبداع والمعرفة، وحاضنة للتراث، ومنارة للإشعاع الثقافي.
قرارات وتشريعات ومبادرات وإنجازات فارقة عززت مكانة الإمارات كوجهة عالمية للمعرفة والإبداع والثقافة والبحث العلمي، توجت بافتتاح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قبل أيام، متحف زايد الوطني، الذي يوثق إرث المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ويعد هذا المتحف، الخامس الذي تفتتحه دولة الإمارات خلال عام 2025، في إطار حرصها على توثيق الإرث التاريخي للإمارات وحماية وصون الهوية الثقافية والتراث العريق والحفاظ عليهما ونقلهما إلى أجيال المستقبل، وذلك بعد افتتاح متحف التاريخ الطبيعي في أبوظبي، 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومتحف العين بعد عملية تطوير شاملة قبلها بنحو شهر، ومتحف “تيم لاب فينومينا أبوظبي” للفنون الرقمية، أبريل/نيسان الماضي، ومتحف دبي للفنون، أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
على صعيد ذي صلة بحرص القيادة على توثيق الإرث التاريخي لدولة الإمارات والحفاظ عليه، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مارس/آذار، موقع مزرعة الشيخ زايد التاريخية في منطقة الخوانيج في دبي موقعاً وطنياً ثالثاً بجانب “دار الاتحاد” و”عرقوب السديرة” وذلك تخليداً لما يرمز إليه المكان من معانٍ وطنية وما شهده من لقاءات تاريخية مهمة في مراحل تأسيس دولة الإمارات.
أيضا شهد العام الجاري إنجازاً تاريخياً في مسيرة الإمارات لصون التراث الثقافي، بعد أن اعتمدت لجنة التراث العالمي، قرارًا جماعيًا بإدراج “الفاية” في إمارة الشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
على صعيد القرارات والتشريعات، شهد االعام الجاري، إطلاق السياسة الوطنية للحفاظ على التراث المعماري الحديث، وصدور مرسوم إنشاء حي الشارقة للإبداع، إضافة إلى موافقة مجلس الوزراء على إعداد قانون اتحادي لحماية التراث الثقافي.
وبجهود وحكمة قيادة دولة الإمارات يتواصل تحليق راية الإبداع الإماراتية عالية خفاقة، شاهدة على مكانة تتعاظم وإنجازات تتزايد بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وإخوانه حكام الإمارات، تؤسس بها الدولة للانطلاق نحو مستقبل زاهر في مئويتها 2071.
أبرز تلك الإنجازات ترصدها “العين الإخبارية” في هذا التقرير:
متحف زايد الوطني
في حدث وطني استثنائي، شهدته دولة الإمارات مع ختام 2025، افتتح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بحضور أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، رسمياً متحف زايد الوطني في المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات وذلك تزامناً مع احتفالات الدولة بعيد الاتحاد الـ54، يوم 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ويوثق متحف زايد الوطني إرث المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويسرد قصة هذه الأرض وتاريخها منذ العصور القديمة حتى يومنا الحاضر عبر رحلة تفاعلية تجمع بين أحدث التقنيات والتجارب السمعية والبصرية والقطع الأثرية والمقتنيات التاريخية.
ويعد تصميم المتحف تحفة معمارية مستوحاة من شكل جناح الصقر أثناء التحليق، ليجسّد طموح دولة الإمارات وارتباطها العميق ببيئتها الطبيعية وتراثها الثقافي.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن متحف زايد الوطني صرح وطني يخلد مسيرة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ونهجه في القيادة والبناء ورؤيته الإنسانية بجانب كونه يربط تاريخ الإمارات العريق بحاضرها ومستقبلها والتعريف بثقافتنا وتراثنا وتقاليدنا عبر التاريخ.
وأشار إلى أهمية المتحف في توثيقه أبرز المحطات التاريخية التي مرت بها دولة الإمارات وما حققت من إنجازات وطنية شكلت ملامح مسيرتها ورسخت مكانتها.
وبيّن أن الحفاظ على إرث المؤسس الشيخ زايد وتوثيقه وتخليده ليبقى مصدر إلهام للأجيال المقبلة يعد مسؤولية وطنية مشتركة.
وتشمل مجموعة مقتنيات متحف زايد الوطني أكثر من 3,000 قطعة، تعرض منها 1,500 قطعة مختارة لتروي قصة حول تاريخ هذه الأرض.
ويحتوي المتحف على صالة عرض مخصَّصة للمعارض المؤقتة، وحديقة المسار التي تعد بمثابة صالة عرض خارجية يبلغ طولها 600 متر، يروي من خلالها المتحف قصة أرض الإمارات على مدى التاريخ الحضاري والإنساني.
مزرعة الشيخ زايد التاريخية
أيضاً على صعيد ذي صلة، بتوثيق الإرث التاريخي للإمارات وترسيخ الوعي الوطني لدى مختلف أفراد المجتمع والأجيال المتعاقبة حول الخطوات المحورية التي قادت إلى تأسيس الاتحاد، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مارس/آذار، موقع مزرعة الشيخ زايد التاريخية في منطقة الخوانيج في دبي موقعاً وطنياً ثالثاً بجانب “دار الاتحاد” و”عرقوب السديرة” وذلك تخليداً لما يرمز إليه المكان من معانٍ وطنية وما شهده من لقاءات تاريخية مهمة في مراحل تأسيس دولة الإمارات.
وترتبط مزرعة الشيخ زايد في الخوانيج بذكرى تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أقام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فيها خلال شهر مارس/آذار عام 1971 حوالي أسبوعين عقد خلالهما لقاءات ومباحثات متتالية مع إخوانه حكام الإمارات مهدت الطريق إلى الاتفاق بشأن الاتحاد والدستور الذي وقع بعد حوالي أربعة أشهر في يوم “عهد الاتحاد”.
يأتي هذا القرار في إطار حرص القيادة الحكيمة على ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن.

متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي
وقبل أسبوعين من افتتاح متحف زايد الوطني، شهد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حفل الافتتاح الرسمي لمتحف التاريخ الطبيعي أبوظبي في المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، والذي تمتد مساحته على أكثر من 35,000 متر مربع، ويُعد أكبر متحف من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على استعراض الإرث والتاريخ الطبيعي للمنطقة العربية.
ويُعزز افتتاح متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة على خريطة الثقافة والبحث العلمي عالمياً، من خلال إتاحة الفرصة أمام الزوّار والباحثين لعيش رحلة تمتد عبر 13.8 مليار عام من تاريخ الأرض والكون والحياة، عبر معارض وتجارب تفاعلية وأبحاث علمية رائدة تجمع بين التاريخ والمعرفة والاكتشاف في مكان واحد.
ويضم المتحف مجموعات نادرة من النيازك والأحفوريات العملاقة، ومشاهد مُعاد تخيُّلها للعالم الطبيعي في أبوظبي، إلى جانب معارض تفاعلية وبرامج تعليمية تُعرِّف الزوّار بتاريخ الكون والتنوّع البيولوجي، إلى جانب احتضان المتحف مركزاً بحثياً متخصصاً يُعنى بعلوم الحفريات والأحياء والبيئة، إسهاماً في توسيع دائرة المعرفة والثقافة، ودعماً للجهود الدولية الرامية إلى حماية الطبيعة واستدامتها للأجيال القادمة.

متحف العين
جاء افتتاح المتحف بعد نحو شهر من افتتاح متحف العين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد عملية تطوير شاملة لترميم المبنى التاريخي حفاظاً على قيمته الثقافية والأثرية.
ويعد مشروع تطوير وترميم المتحف إعادة لتعريفه كمنارة للمعرفة والتواصل الإنساني، مع المحافظة على جذوره العريقة، ويأتي هذا التطوير ليشمل الهوية المعمارية والمحتوى المتحفي، مستخدما أحدث التقنيات لتقديم قصة العين الثرية والممتدة عبر آلاف السنين.
يضم المتحف قطعاً أثرية يعود تاريخها إلى أكثر من 8,000 عام، ومجموعة من المقتنيات الثقافية المادية التي تسلّط الضوء على عادات السكان وممارساتهم، إلى جانب معارض تستكشف الإرث الثقافي الغني للمنطقة حتى يومنا الحاضر.
إطلاق متحف دبي للفنون
كذلك شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، في الشهر نفسه إعلان متحف دبي للفنون “DUMA” الذي تشيده مجموعة “الفطيم”، ليكون صرحاً معمارياً وثقافياً يضاف إلى الأيقونات الساحرة التي تميز المشهد الحضاري في إمارة دبي.
ويُتوقع أن يشكل متحف دبي للفنون “DUMA” منصة عالمية للفنانين الناشئين والموهوبين ومصدر إلهام للزوار من مختلف أنحاء العالم، بما يقدمه من تجارب فنية وإنسانية آسرة، تعزز الروابط الثقافية وتفتح آفاقاً جديدة للنمو الشخصي والتبادل المعرفي.

متحف “تيم لاب فينومينا أبوظبي”
وفي 17 أبريل/نيسان الماضي، شهد الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، حفل افتتاح متحف “تيم لاب فينومينا أبوظبي” للفنون الرقمية، الذي يعرض تجارب فنية تفاعلية متنوعة، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى إثراء المشهد الثقافي والفني في المنطقة الثقافية في السعديات.
وأكّد خلال افتتاح المتحف، أهمية هذا الصرح الثقافي والفني الجديد في ترسيخ مكانة الإمارة كوجهة رائدة لاحتضان مختلف أشكال الفنون المبتكرة، مشيداً بالجهود التي تبذلها الجهات والمؤسسات المعنية لإثراء المشهد الثقافي والفني والإبداعي على مستوى الإمارة.
وأشار إلى أن افتتاح هذا المتحف يعكس الاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة لتعزيز الابتكار الثقافي، ودعم المعارف الفنية، ومواصلة ترسيخ مكانة الإمارة كملتقى للتبادل الثقافي والتواصل الحضاري عبر الفن والثقافة.
ويمتد متحف “تيم لاب فينومينا أبوظبي” على مساحة 17,000 متر مربع، وهو ثمرة تعاون بين المجموعة الفنية العالمية “تيم لاب” ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، حيث تعكس هذه التجربة الفنية الجهود المتواصلة للإمارة من أجل دعم الإبداع والابتكار الثقافي على المستوى العالمي، من خلال تقديم أعمال فنية تحويلية تدمج بين الفن والعلم والتكنولوجيا في مختلف الأشكال والأعمال الفنية.
وقد تم تصميم متحف “تيم لاب فينومينا أبوظبي” لإطلاق العنان للخيال الفني لدى الزوّار، حيث يتطور التصميم الفني لكل قطعة فنية من خلال التفاعل بين الضوء والصوت والحركة.

إطلاق “دارة آل مكتوم”
على صعيد ذي صلة، شهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حفل إطلاق “دارة آل مكتوم”، التي يشرف عليها المكتب التنفيذي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وتهدف الدارة إلى توثيق الإرث الحضاري المادي والشفاهي لحكام إمارة دبي والأسرة الحاكمة وحفظه للأجيال القادمة، وإنشاء أرشيف خاص بحكام دبي، وسيرهم الذاتية ومقتنياتهم وإسهاماتهم الأدبية والفكرية، وتوثيق دورهم التاريخي والقيادي في تحويل الإمارة إلى مركز حضاري واقتصادي عالمي حديث ومتطور.
كما تهدف الدارة إلى تعميم ونشر الإرث الفكري الإنساني والحضاري لحكام الإمارة عبر مختلف الوسائل الإعلامية.
حي الشارقة للإبداع
أيضا، أصدر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، مرسوماً أميرياً في يناير/ كانون الثاني الماضي بشأن إنشاء وتنظيم حي الشارقة للإبداع.
يهدف المجمع إلى تحقيق ما يلي:
1. أن يكون مركزاً للمبدعين والموهوبين في مجالات تصميم الأزياء والمجوهرات وتصميم المنتجات والحرف اليدوية.
2. جذب العلامات التجارية الإقليمية المميزة بالإضافة إلى ممارسات التصميم الحديثة.
3. أن يكون مكاناً للتصنيع بشكل يدعم المصممين المبدعين ويكون مساحة ثقافية تستقطب الزوار المهتمين بكافة مجالات التصميم والفنون.
4. الاحتفاء بالعلامات التجارية في مجال التصميم من خلال عرض منتجات الأزياء الحديثة في المنطقة.
إدراج “الفاية” بقائمة اليونسكو
أيضا سجّلت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازًا تاريخيًا جديدًا في مسيرتها لصون التراث الثقافي، بعد أن اعتمدت لجنة التراث العالمي في دورتها الـ47 في باريس يوليو/تموز الماضي، قرارًا جماعيًا بإدراج “الفاية” في إمارة الشارقة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وحظيت “الفاية”، التي تقع في المنطقة الوسطى من إمارة الشارقة، بهذا الاعتراف لما تتمتع به من “قيمة عالمية استثنائية”، كونها تحتفظ بأحد أقدم وأطول السجلات المتواصلة لوجود الإنسان في البيئات الصحراوية، والتي تعود إلى أكثر من 200 ألف عام.
وباتت “الفاية” ثاني موقع في دولة الإمارات ينال هذا الاعتراف العالمي المرموق، بعد إدراج مواقع العين الثقافية في عام 2011.
ويؤكّد إدراج ملف الترشيح الدولي “المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية” على مكانة الشارقة والإمارات كمهدٍ للتاريخ البشري المبكر، ويعزّز من حضورها في سجلّ الحضارات الإنسانية العريقة.
ويُسجَّل لـ”الفاية” أنه الموقع الصحراوي الأول الذي يوثّق لحقبة العصر الحجري والمسجل في قائمة التراث العالمي، ما يجعل هذا الاعتراف علامة فارقة في فهم تطوّر الإنسان، إذ تشكّل الصحارى نحو 20% من المواطن البيئية على سطح الأرض، وتقع في مواقع محورية على خارطة استيطان الإنسان للكوكب، ويجسّد استقرار الإنسان فيها فصلًا حاسمًا من فصول التاريخ البشري.
مجمع التواريخ
ضمن الإنجازات الثقافية البارزة التي شهدها عام 2025، أطلق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن خلال الدورة الـ44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب لعام 2025؛ الذي أقيمت خلال الفترة من 5 حتى 16 نوفمبر/تشرين الثاني في مركز إكسبو الشارقة أحدث إصداراته الموسوعة الوثائقية الضخمة “مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس أحداث في حوليات من عام 1622م إلى 1810م”.
ويُعدّ هذا العمل مشروعاً علمياً متكاملاً يضم 33 مجلداً باللغة العربية ومثلها باللغة الإنجليزية ويضم 1473 وثيقة تاريخية من الأرشيفات الإنجليزية والهولندية والفرنسية والعثمانية مما يجعله مرجعاً أساسياً للباحثين في تاريخ المنطقة.
أيضا أعلن حاكم الشارقة خلال المعرض الانتهاء من المرحلة الأولى من “الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والإعلام”، مشيرا إلى الهدف من ورائها إلى تعريف العلوم والآداب، وجميع الفروع العلمية المتعلقة باللغة العربية والعلوم الشرعية، والعلوم الإنسانية، وفيها عرض لتراجم وسير كل العلماء والفلاسفة، والأدباء والشعراء، واللغويين والمفسرين، والخلفاء والملوك وغيرهم، منذ نشأة تاريخ العرب، مروراً بالحضارة الإسلامية وعلمائها وفلاسفتها وأعلامها الذين أغنوا المكتبة المعرفية الإنسانية، بشتى المصنفات والكتب، في مختلف المعارف والعلوم والآداب.
الحفاظ على التراث المعماري الحديث
وفي خطوة مهمة في مسيرة الإمارات لحفظ التراث، أطلقت وزارة الثقافة الإماراتية في مارس/آذار “السياسة الوطنية للحفاظ على التراث المعماري الحديث”.
وتهدف هذه السياسة إلى وضع رؤية وتوجهات وطنية شاملة تُعنى بالتراث المعماري الحديث، تحقيقًا لاستراتيجية الوزارة نحو تعزيز الهوية الوطنية وترويج التراث الثقافي، وترسيخ القيم التاريخية والثقافية لهذا التراث، ودعم الابتكار والإبداع في هذا المجال، حيث تُشكل المعالم المعمارية جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية وعناصر التراث الثقافي المادي للدولة، كما تعكس قيماً ثقافية متعددة تُسهم في تعزيز التلاحم الوطني والتكاتف المجتمعي.
يأتي إطلاق هذه السياسة في وقت تشهد فيه دولة الإمارات تطوراً متسارعاً في مختلف المجالات، حيث تعكس الجهود المبذولة في أبوظبي، ودبي، والشارقة لحماية التراث المعماري الحديث، والتي تعد نموذجاً يُحتذى به على المستوى الوطني.
ومن خلال هذه السياسة، تعزز دولة الإمارات التزامها بحماية هويتها الثقافية وتراثها الحضاري، انسجاما مع رؤيتها الوطنية الطموحة و”مئوية الإمارات2071″، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارات كدولة رائدة عالميا في صون التراث وإثرائه للأجيال القادمة.
قانون اتحادي بشأن التراث الثقافي
على صعيد ذي صلة أيضا بالحفاظ على التراث، وافق مجلس الوزراء يونيو/حزيران على إعداد قانون اتحادي بشأن التراث الثقافي.
يهدف القانون إلى حماية التراث الثقافي للدولة وتوثيقه بكافة أنواعه، والكشف عنه والمحافظة عليه وإدارته والترويج له، وتشجيع دراسته، وتعزيز التبادل والتنوع الثقافي له، وضمان استدامته، وتشجيع الجهات المعنية في الدولة على دعم السياحة التراثية والثقافية، وإدراج التراث الثقافي ضمن خطط التنمية المستدامة لها، وتعزيز مكانة التراث الثقافي وأهمية المحافظة عليها من خلال خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ودمجها في حياة المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز




