اسعار واسواق

«العين الإخبارية» تحقق.. كيف يحصل الإخوان على أموال حكومية بألمانيا؟


مئات الآلاف من اليوروهات خرجت من جيوب دافعي الضرائب الألمان، لتصب في شرايين الإخوان، وتمول أنشطتها، وترسخ أقدام ّوجوهها الناعمة.

فجماعة الإخوان تطبق نظرية “خيل الحكومة”؛  وكلما انكشفت أذرع من أذرعها في ألمانيا، ودخلت مسار الوصم المجتمعي والسياسي، وسقطت تحت دائرة الرقابة الاستخباراتية، دشنت أذرع أخرى بعناوين “ناعمة”، وأهداف تدغدغ مشاعر “مسؤولي الاندماج”. 

1.5 مليون يورو

في هذا السياق، تمسك “العين الإخبارية” بشريان الأموال الذي يصب في تحالف “كليم” المرتبط بالإخوان ووجه الجماعة الناعم، ترصد المبالغ الذي سارت فيه، وكيف يخدع السلطات الألمانية، استنادا لوثاثق رسمية حديثة. 

ووفق مذكرة أرسلتها الحكومة للبرلمان في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومتاحة لـ”العين الإخبارية”، قدمت وزارة الداخلية الاتحادية دعما ماليا لـ”كليم” قدره 60 ألف يورو في السنة المالية 2024، و373 ألف يورو في السنة المالية 2025.

فيما قدمت مفوضة الحكومة الفيدرالية لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج، وهي في الوقت نفسه مفوضة الحكومة الفيدرالية لمكافحة العنصرية، دعما لمشروع لتحالف كليم، بـ54770.22 يورو في 2022، و281610.90 يورو في 2023، و٢٠٢٢٨٣ يورو في 2024، و٢٣٠٢٥٤ يورو في 2025.

فيما يقول الموقع الإلكتروني لبرنامج “عش الديمقراطية” التابع لوزارة الأسرة الاتحادية، أن تحالف “كليم” حصل على تمويل من البرنامج قدره، 625 ألف يورو، في عام 2025. 

تتبع خيوط التمويل قاد “العين الإخبارية” إلى مذكرة أخرى أرسلتها حكومة ولاية برلين، لبرلمان الولاية، في أواخر أغسطس/آب الماضي، كشفت حصول مشروع ”التعرف على العنصرية ضد المسلمين – التصرف بكفاءة – دعم المتضررين“ الذي يديره “كليم”، على منح بقيمة 99993,83 يورو في عام 2025. 

فيما حصل مشروع ”الرصد المجتمعي للعنصرية ضد المسلمين“ الذي يديره كليم، على منح بقيمة 172572,75 يورو في عام 2025، من ولاية برلين أيضا. 

ووفق إحصاء “العين الإخبارية”، فإن تحالف كليم حصل إجمالا على مليون و500 ألف يورو في عام 2025، من الحكومة الاتحادية وبلدية برلين. 

خداع

ويفتح هذا التدفق المالي ملفًا شائكًا في ألمانيا، يتعلق بتمويل منظمات تنشط في منطقة رمادية؛ أي لا ترتبط بروابط مباشرة بالإخوان لكنها تعمل في إطار شبكة الجماعة وتنفذ استراتيجيتها بأموال حكومية تحصل عليها تحت غطاء دعم الديمقراطية والاندماج.

ووفق مذكرة الحكومة الاتحادية المرسلة للبرلمان، فإن “كليم” تزعم أنها تنفق الأموال على أنشطة ضد العنصرية، ومؤتمرات صحفية، وفعاليات توعوية.

أما مذكرة حكومة ولاية برلين، فذكرت “منذ 1 يناير/كانون الثاني 2025، تدعم إدارة برلين للعمل والشؤون الاجتماعية والمساواة والاندماج والتنوع ومكافحة التمييز مشروع ”رصد العنصرية ضد المسلمين – التصرف بكفاءة – دعم المتضررين“، ومشروع “الرصد المجتمعي للعنصرية ضد المسلمين”، التابعان لتحالف “كليم”، وهما مشروعان مخصصان لرصد حالات العنصرية وتقديم الدعم للضحايا. 

برنامج “عش الديمقراطية”، يقول بدوره، إن تحالف كليم يعمل كمنظمة منسقة في إطار شبكة التعاون ضد العنصرية تحت عنوان ”تطوير بنية تحتية مركزية على مستوى الاتحاد الفيدرالي في مجال العنصرية“. 

لكن بعض الأحداث التي وقعت مؤخرا، تكشف كيف تستغل الإخوان، الأموال، في غير مساراتها الحقيقة. وعلى سبيل المثال، أدانت محكمة ألمانية، رئيس “مركز مروة الشربيني” الثقافي والتعليمي في دريسدن، سعد الجزار، وهو أحد أهم أذرع الإخوان في ألمانيا، بالاستيلاء على تبرعات المصلين لمنافع شخصية. 

كليم والإخوان 

وتدير الإخوان تحالف “كليم” من خلف ستار “ناعم” لتحقيق أهدافها ونشر أفكارها المتطرفة في ألمانيا.

ورأى التحالف النور بعد أن لعبت منظمة تنشط في المجتمع المدني ومعروفة باسم “إنسان”، غير أنها مرتبطة بشكل قوي بالإخوان الإرهابية، دورًا كبيرًا في هذا الصدد.

فمحمد حجاج، العضو المنتدب لمنظمة إنسان، هو أيضًا نائب رئيس “مركز طيبة الثقافي”، الذي تصنفه تقارير أصدرتها هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانية) كجزء من شبكة الإخوان في ألمانيا.

وبخلاف حجاج، هناك جسر آخر يربط “إنسان” بـ”كليم”، ويوطد الروابط مع شبكة الإخوان، يتمثل في شخصية مثيرة للجدل تعد وجهًا ناعمًا للجماعة الإرهابية في ألمانيا، وهي نينا موهي، وفق رصد لـ”العين الإخبارية”.

موهي، التي تتولى دورًا قياديًا في مجلس إدارة جمعية إنسان، تلعب دورًا أخطر عبر تحالف “كليم”، إذ تشغل منصب منسقة منظمة “كليم” والمتحكمة فيها.

وتستخدم الإخوان تحالف “كليم” في مهاجمة منتقديها وشيطنة مواقفهم والضغط على الحكومة الألمانية لتحقيق أهدافها عبر ادعاء المظلومية والتعرض لانتهاكات واعتداءات عنصرية.

وقاد تحقيق “العين الإخبارية” خلف الروابط بين تحالف كليم والإخوان الإرهابية أيضًا إلى 3 طلبات إحاطة قدمت في برلمان ولاية شمال الراين ويستفاليا “غرب” حول التحالف، في الفترة بين منتصف يوليو/تموز 2020 ومنتصف فبراير/شباط 2021.

وحاولت هذه الطلبات النبش في علاقة تحالف كليم بالإخوان الإرهابية وكيف يدار التحالف، وحاولت الضغط على حكومة الولاية لتقديم إجابات واضحة في هذا الإطار.

وفي رد على طلبات الإحاطة، قالت حكومة الولاية في 18 فبراير/شباط 2021 إن ثلاث منظمات أعضاء في تحالف كليم تملك روابط مع جماعة الإخوان دون أن تحدد هذه المنظمات.

وبخلاف منظمة إنسان، فإن حكومة الولاية كانت تقصد منظمة “الشباب المسلم” في ألمانيا أيضًا، كأحد المنظمات المرتبطة بالإخوان وتنشط في كليم.

وكانت دراسة سابقة للمركز الاتحادي للتعليم السياسي (حكومي) في ألمانيا ذكرت أن منظمة الشباب المسلم جزء من شبكة الإخوان وجزء من منظمة “فيميسو”، المنظمة المظلية للمنظمات الشبابية الإخوانية في أوروبا.

أما المنظمة الثالثة المرتبطة بالإخوان في تحالف كليم، فهي المركز الإسلامي للبنات والمرأة والأسرة، والمعروف اختصارًا باسم “رحمة”.

تجفيف التمويل؟

حصول “كليم” على أموال من جيب دافعي الضرائب، دفع حزب البديل لأجل ألمانيا، ثاني أكبر كتلة برلمانية في البرلمان الألماني “البوندستاغ”، لتقديم استجواب عاجل للحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حول منح تمويل حكومي لبعض المشاريع التي يديرها التحالف.

وفي ديباجة الاستجواب، قالت كتلة حزب البديل لأجل ألمانيا: “تدعم الحكومة الفيدرالية منذ سنوات المنظمات العاملة في مجالات تعزيز الديمقراطية والاندماج ومكافحة التمييز.. ومن بين هذه المنظمات التحالف ضد معاداة الإسلام والمسلمين (كليم)، وشبكة المنظمات الألمانية الجديدة، وشركاء إقليميون مثل “Teilseiend e. V”، والأكاديمية الإسلامية في هايدلبرغ”.

أما مذكرة الحكومة المقدمة للبرلمان الاتحادي في 30 أكتوبر الماضي، فقالت “تتوفر معلومات متفرقة تختلف في دقتها وأهميتها وحداثتها عن المنظمات الأعضاء في تحالف كليم. لذلك، سيتم مراجعة استمرار الدعم المقدم لها”، في إشارة لعلاقة بعض هذه المنظمات بالإخوان. 

توجه الحكومة الألمانية لمراجعة الدعم المقدم لـ”كليم”، يتقاطع مع موجة دولية ضد جماعة الإخوان، حيث تعمل الولايات المتحدة على توصيف بعض أفرع الجماعة في الشرق الأوسط، كمنظمات إرهابية أجنبية. 

في هذا السياق، تقول الخبيرة الألمانية الأبرز في شؤون الإخوان، سيغريد هيرمان، لـ”العين الإخبارية”، إن القرار الأمريكي “سيجعل وصول (المنظمات المرتبطة بالإخوان) إلى الأموال العامة (في الدول الأوروبية) أكثر صعوبة”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى