الذكاء الاصطناعي يعيد رسم ملامح الحياة بالكامل بحلول 2030.. ماذا سيحدث؟

مع تسارع موجات الابتكار في الذكاء الاصطناعي بوتيرة غير مسبوقة، يبرز سؤال محوري حول شكل حياتنا بحلول عام 2030.
هذا السؤال كان محور التقرير الختامي لسلسلة “The State of AI”، الذي قدّم قراءة متوازنة تجمع بين التفاؤل بالحلول الجديدة والقلق من تحوّل التكنولوجيا إلى عامل يوسع الفجوات الاجتماعية.
ووفق تقرير صحيفة فايننشال تايمز، يتطور الذكاء الاصطناعي بسرعة مذهلة، إلا أن تأثيره الفعلي على حياة الناس يتحرك بوتيرة أبطأ. ويرجع ذلك إلى أن المجتمعات لا تعتمد التقنيات الجديدة فور ظهورها، بل تحتاج إلى دورات طويلة من التكيّف، والتشريعات، والاستثمار في البنية التحتية. هذا التباين بين سرعة الابتكار وبطء التبني سيظل السمة الأبرز في السنوات المقبلة.
ويتوقع التقرير أن يشهد عام 2030 انتشارًا واسعًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مفاصل الحياة اليومية. فقد تصبح الروبوتات المنزلية جزءًا مألوفًا من روتين الأسر، تساعد في التنظيف والطهي وأداء المهام الأساسية. وفي الشوارع، قد تنتشر سيارات ذاتية القيادة تعمل كـ”روبوتاكسي”، ما قد يعيد رسم مشهد النقل الحضري بالكامل. أما في أماكن العمل، فمن المرجح أن تتحول نظم المساعدة الرقمية إلى شريك معرفي يعتمد عليه الموظفون في الإنتاج والابتكار.
لكن هذه القفزات لن تكون متاحة للجميع بالمستوى نفسه. ما وصفه الخبراء بـ”انقسام الذكاء الاصطناعي” قد يتحول إلى واقع ملموس: فالمجتمعات القادرة على تحمل تكلفة الخدمات الذكية وبناء بنية تحتية قوية ستستفيد أولاً، بينما تبقى الفئات الأقل قدرة خارج دائرة الاستفادة. ويرى بعض المحللين أن هذا الانقسام قد يعمّق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية القائمة، ليصبح الذكاء الاصطناعي معيارًا جديدًا للتمييز بين الطبقات.
كما قد تتحوّل التكنولوجيا نفسها إلى ساحة محتكرة من قبل مجموعة صغيرة من الشركات الكبرى، التي تمتلك القدرة المالية والبحثية على تطوير النماذج المتقدمة والسيطرة على بيانات المستخدمين. هذه المركزية تثير مخاوف حول الشفافية، وتضع مستقبل الذكاء الاصطناعي بين أيدي عدد محدود من اللاعبين العالميين. ويشير التقرير إلى أن ترك مجال الابتكار العلمي بالكامل لقوى السوق قد يجعل الذكاء الاصطناعي يخدم الربحية قبل خدمة المجتمع.
من جهة أخرى، تحمل السنوات المقبلة فرصًا ضخمة لقطاعات الصحة والتعليم والخدمات العامة. فقد يصبح التشخيص الطبي أسرع وأكثر دقة بفضل النظم الذكية، بينما قد يستفيد الطلاب من معلمين افتراضيين قادرين على تخصيص المحتوى وفق قدراتهم ووتيرة تعلمهم. كما يمكن للمدن الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي لإدارة الطاقة والنقل والنفايات بكفاءة أعلى.
ويخلص التقرير إلى أن عالم 2030 سيشهد طفرة غير مسبوقة في قدرات الذكاء الاصطناعي، لكن استفادة البشر منه ستتوقف على السياسات، والاستثمار، والعدالة الرقمية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




