جون ميجور.. «الوسيط النزيه» بين تشارلز وديانا

في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 1992، وقف رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، جون ميجور، أمام مجلس العموم ليعلن خبر انفصال ولي العهد في ذلك الوقت الأمير تشارلز والأميرة ديانا، الخبر الذي صدع أركان الملكية.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، لم يكن ميجور مجرد ناقل للبيان الرسمي، بل كان الطرف الثالث الذي حاول، بمهارة دبلوماسية ونزاهة شخصية، الحد من لهيب الحرب العاتية بين تشارلز وديانا.
تقمص ميجور، الذي شغل منصبه في الفترة من 1990 إلى 1997، دور “الوسيط النزيه” بين الزوجين المتناحرين، مستثمراً أبرز صفاته كشخصية عقلانية ومتعاطفة.
ووفقاً للخبير الملكي فالنتين لو في كتابه “السلطة والقصر”، كان ميجور “مستمعاً متعاطفاً مع ديانا في الوقت الذي شعرت فيه بأكبر قدر من الوحدة”.
من جانبها، وجدت ديانا في ميجور ملاذاً ومرشداً. وكان سكرتيرها الخاص، باتريك جيبسون، يروي أنها كانت تلتقي ميجور بانتظام لشرب الشاي.
وأضاف جيبسون: “تلقيت رسالة واضحة جداً بأنها كانت تستمتع بهذه اللقاءات. لقد كان شخصية هامة وشديد التعاطف معها ومرشدا ناصحا لها”.
لم تقتصر جهود الوساطة التي قام بها ميجور على الجانب الإنساني فحسب، بل كانت مدفوعة أيضاً ببعد سياسي مؤسساتي. فبالإضافة إلى تعاطفه الطبيعي مع ديانا، كان ميجور يدرك بعمق التداعيات الكارثية المحتملة لانفصال ولي العهد على سمعة الملكية كمؤسسة، وسعى ضمنياً إلى “حماية الملكية”.
وكان يشارك بانتظام في “الجلسات الأسبوعية” مع الملكة إليزابيث الثانية ليطلعها على تطورات الموقف، بينما كان يعقد جلسات منفصلة مع كل من تشارلز وديانا.
وحتى على مستوى العائلة، حرص ميجور، كما يذكر مساعد بالقصر، على “بذل قصارى جهده” لضمان شعور الأميرين الصغيرين ويليام (10 سنوات آنذاك) وهاري (8 سنوات) بأن الحكومة تهتم بأمرهما في خضم هذه العاصفة العائلية.
بل إن ثقة القصر بمنهجية ميجور وصلت إلى درجة أن جيبسون شعر بأن باكنغهام كانت لديه “رغبة مفهومة” في أن يتولى رقم 10 داونينغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء) تنظيم الأمور، في ظل علاقة الزوجين “المتوترة إلى حد بعيد”.
واستمر دور ميجور الداعم حتى بعد الإعلان الرسمي.. ففي يوم الإعلان نفسه، التقى بكلا الطرفين على حدة في محاولة لطمأنتهما، وحافظ على علاقة وثيقة مع ديانا وهي تتلمس طريقها في الحياة العامة المنفردة. حتى عندما زارت نيبال عام 1993، طُلب من سكرتيرها إعداد تقرير بشأن الزيارة وتقديم التقارير لرئيس الوزراء، الذي فكر لاحقاً في إمكانية منحها دور رعاية رسمي متعلق بالأطفال.

وظهرت مشاعر ميجور الدفاعية تجاه الأميرة بوضوح بعد بث المقابلة المثيرة للجدل لديانا مع مارتن باشير عام 1995. فبعد أن علق صديق مقرب لتشارلز، نيكولاس سوامز، على المقابلة واصفاً ديانا بأنها تبدو في “مراحل متقدمة من جنون الارتياب”، يروي لو أن ميجور لقيه لاحقاً في ردهة البرلمان وأمره بحزم أن “يصمت”.
وظل ميجور، في السنوات اللاحقة، يتحدث بإعجاب عن ديانا ودورها، ووصف انفصال الزوجين بأنها “قضية محزنة جداً”، معتبراً إياها “مسألة مناقشة وتفاوض”، معربا عن اعتقاده بأن “لها دوراً ستلعبه”، مؤكداً أنها “عضو في العائلة الملكية، وستظل عضواً”.
وحضر ميجور وزوجته جنازة ديانا في سبتمبر/أيلول 1997، بعد 4 أشهر من تركه منصبه.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




