لاندو نوريس.. بطل غير مثالي في فورمولا 1

توج البريطاني لاندو نوريس سائق ماكلارين بلقب بطولة العالم لسيارات فورمولا 1، بعد حلوله ثالثا في سباق جائزة أبوظبي الكبرى، في مشهد أثار التساؤل عن معنى “البطل المثالي”.
نوريس، الذي يصفه الكثيرون بأنه “غير مثالي”، أثبت أن الصدق مع النفس والعمل على تطوير القدرات الشخصية يمكن أن يكون الطريق الأقصر نحو النجاح، متحديًا أساطير رياضة السيارات التقليدية، ومثبتًا أن البطولة ليست دائمًا لمن يتسم بالقسوة أو الهيمنة على المنافسين.
بعد انتهاء جائزة أبوظبي الكبرى، انتشرت التساؤلات على نطاق واسع: هل يعد لاندو نوريس “بطلا مثاليا”؟.. وربما جاء هذا السؤال نتيجة التعود على نمط معين من الأبطال منذ بداية الألفية، حيث كان اللقب غالبًا يعود لأفضل سائق في العالم.. فالفورمولا 1 رياضة تعتمد على الماكينة، لكن الرجل خلف المقود يظل العامل الحاسم دائما.
وقال موقع “يورو سبورت” الرياضي الأوروبي، في نسخته الفرنسية، إن نوريس أصبح بطلًا عالميًا في أبوظبي، لكن قد يصفه الكثيرون بأنه “غير مثالي”، فالسائق البريطاني ليس قاسيًا أو مسيطرًا كما كان عليه معظم أسلافه، لكن في طريقه لإعادة بناء مسيرته.
وفي صراعه مع زميله الأسترالي أوسكار بياستري، ومنافسه الهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بو والذي كان حامل اللقب في آخر 4 سنوات، بقي نوريس حقيقيًا وصادقًا مع نفسه، وهذا، بحسب كثيرين، هو الأهم.
ووفقاً للموقع الرياضي الأوروبي فإن النقد الموجه لنوريس ينبع من مقارنته بأساطير مثل الألماني مايكل شوماخر، والبريطاني لويس هاميلتون، والألماني سيباستيان فيتل، وماكس فيرستابن، موضحاً أنه من الواضح أن نوريس ليس من هذا النوع، وربما لن يكون أبدًا.
نوريس القابل للخطأ
والسؤال عن “جمال” البطولة يتعلق بالتصور الشخصي لكل مشجع: هل يجب أن يكون البطل متفوقًا بشكل ساحق، مهيمنا على الانتصارات، وبراقًا في إنجازاته؟.. لكن نوريس ليس كذلك.
اعتبر البعض نوريس ضعيفا لأنه كان من أوائل السائقين الذين تحدثوا عن تحدياتهم الذهنية، وفشل أحيانًا في التفوق على زميله الأقل خبرة، ومع ذلك، عمل جاهدًا على تجاوز هذه العقبات.
وبعد فوزه باللقب، صرح قائلاً: ”لقد واجهت الكثير من اللحظات الصعبة في بداية الموسم.. أوسكار قام بعمل مذهل، وكان دائمًا أمامي.. أصبح الأمر معقدًا، لكن علينا أن نتعلم من هذه اللحظات ونتفهمها”.
العمل على الذات والارتقاء بالقدرات
نوريس، المولود في بريستول، تعاون عن كثب مع مدربه الشخصي لتحسين ثقته بنفسه، ومع مهندس السباق ويل جوزيف لفهم أسباب عدم شعوره بالثقة في سيارته رغم تفوقها الواضح، وهذا العمل ساعده على اللحاق بقدرات بياستري وأحيانًا بفيرستابن، مع الحفاظ على استمرارية كانت سر نجاحه هذا الموسم.
وظهر نوريس 18 مرة على منصات التتويج، أي مرتين أكثر من زميله، و3 مرات أكثر من سائق ريد بول، وهو ما اعتبره أهم من المغامرات الجريئة التي لا يفضلها.
وقال نوريس: ”أعتقد أنني فزت بالبطولة بطريقتي، كسائق عادل وصادق. هل كان بإمكاني أن أكون أكثر عدوانية وأتفوق على الآخرين؟.. بالتأكيد.. وربما سأحتاج لذلك في المستقبل. لكن هل كان ذلك ضروريا هذا العام؟.. هل هذا أسلوب السباق الذي أريده؟.. لا أظن ذلك”.
بطل أصيل وحقيقي
أضاف نوريس: ”لو لم أواجه هذه الصعوبات، هل كنت سأفهم كل هذا بهذه السرعة؟.. عندما أتنافس مع ماكس، رباعي البطولات، ومع أوسكار، الذي ربما سيتفوق علي في المستقبل، فهذا دليل على أدائي القوي. أشعر بأنني قدت بشكل أفضل في بعض اللحظات، وبمستوى لا يمكن لآخرين الوصول إليه”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




