تبعات «الانقلاب الفاشل».. قتلى ومطاردة للمتورطين في بنين

خسائر بشرية أعلنت عنها حكومة بنين، الإثنين، جراء محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد، الأحد.
وأعلنت حكومة بنين عقب اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء، مقتل عدة أشخاص في البلاد خلال محاولة الانقلاب التي أُحبطت الأحد.
صباح الأحد، اندلعت “اشتباكات عنيفة” بين الحرس الجمهوري والانقلابيين أمام مقر إقامة الرئيس باتريس تالون، ما أسفر عن “خسائر بشرية في الجانبين”، بحسب الحكومة.
وأفادت الحكومة أيضا بوفاة زوجة مدير الديوان العسكري للرئيس الجنرال بيرتان بادا التي أُصيبت “بجروح قاتلة” قبل ساعات قليلة في هجوم آخر شنه الانقلابيون.
يأتي ذلك فيما تواصل سلطات بنين عملية البحث عن ضباط متهمين بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة، في وقت استنفرت دول في غرب أفريقيا قواتها لتقديم دعم عسكري.
وساد الهدوء العاصمة الاقتصادية كوتونو وعادت حركة المرور إلى طبيعتها بحلول ظهر الإاثنين، وفقا لمراسلي وكالة فرانس برس، بعد أن أعلن ضباط في اليوم السابق على التلفزيون الوطني “إقالة” الرئيس.
وظهر الرئيس باتريس تالون البالغ 67 عاما على التلفزيون في ساعة متأخرة الأحد ليعلن أن الوضع “تحت السيطرة تماما”.
وتأتي هذه المحاولة الانقلابية قبل أشهر من انتخابات رئاسية مقررة في أبريل/نيسان، ينبغي أن يسلّم بعدها الرئيس السلطة عقب ولايتين رئاسيتين في البلد الواقع على الساحل الغربي لأفريقيا والذي يسجل نموا اقتصاديا قويا، رغم أعمال عنف يشنّها إرهابيون في شماله.
شهدت منطقة غرب أفريقيا اضطرابات سياسية لا سيما منذ بداية العقد الحالي مع حدوث انقلابات في بوركينا فاسو والنيجر جارتي بنين وكذلك في مالي وغينيا ومؤخرا في غينيا بيساو في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وطلبت بنين مساعدة عاجلة من جارتها نيجيريا، التي أكدت في ساعة متأخرة الأحد أنها نفذت ضربات على كوتونو ونشرت قوات عسكرية.
كما أعلنت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) عن دعمها العسكري لبنين، إلا أنه تم إلغاء اجتماع كان من المقرر عقده في أبيدجان الإثنين.
وصرح مصدر عسكري في بنين لوكالة فرانس برس الاثنين بأن السلطات “ليست في وضع يسمح لها بتحديد عدد” المتورطين في محاولة الانقلاب، “ولا عدد المتوارين حاليا”، لكن “يُفترض أن العديد منهم قد فروا” إلى الريف.
وأضاف المصدر أن “البحث لا يزال مستمرا”، مؤكدا تنفيذ “اعتقالات”.
وأفادت مصادر أخرى وكالة فرانس برس أنه تم اعتقال حوالي 12 شخصا، وأن قائد الانقلاب، اللفتنانت كولونيل باسكال تيغري، لا يزال مختفيا.
في كوتونو، أُغلق الطريق المؤدي إلى المقر الرئاسي بعد ظهر الإثنين، وشوهدت دبابات عسكرية في أماكن أخرى من المدينة.
وأعلنت إيكواس عن نشر قوات من غانا وساحل العاج ونيجيريا وسيراليون في بنين لمساعدة الحكومة على “الحفاظ على النظام الدستوري”.
ويتولى باتريس تالون الحكم منذ 2016، وينهي العام المقبل ولايته الثانية، وهي الحد الأقصى المسموح به بحسب الدستور.
واستُبعد الحزب الديموقراطي أكبر حزب معارض من الانتخابات الرئاسية التي باتت محصورة بين الحزب الحاكم ومرشح معارض يعتبر “معتدلا”.
وقال هذا الحزب في بيان اطلعت عليه فرانس برس إنه “يرفض أي استيلاء على السلطة بالقوة، ويدين بشدة هذه الأعمال التي لا تشرف بلدنا”.
ورغم الإشادة بالتنمية الاقتصادية التي حققتها بنين في عهده، يتعرض تالون بانتظام لاتهامات من معارضيه بأنه تبنى نهجا استبداديا في بلد سبق أن تميّز بديناميته الديموقراطية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




