اسعار واسواق

من الإكوادور لواشنطن.. الخناق يضيق على الإخوان عالميا


الخناق يضيق على الإخوان عالميا، مع توجيه دول عدة ضربات متتالية لأفرع وأذرع التنظيم، وقياداته، وشرايين تمويله.

وفي أحدث تحرك، صنف رئيس الإكوادور، دانيال نوبوا، الإخوان، “منظمة إرهابية”، لأنها ”تشكل تهديدًا للسكان المدنيين وسيادة الدولة وسلامتها“، وفق ما نقله موقع “سويس إنفو” السويسري.

ومن خلال مرسوم تنفيذي، كلف نوبوا أيضًا المركز الوطني للاستخبارات بتحليل تأثير ”الجماعة الإرهابية“ بين الجماعات المسلحة المنظمة التي تم تحديدها حتى الآن، والتنسيق مع أجهزة الاستخبارات في الدول الأخرى وتنظيم الإجراءات معها، إذا لزم الأمر.

وأدلى الرئيس بهذا التصريح بعد تلقيه تقريرًا استخباراتيًا مصنفًا على أنه سري، عن نفوذ الإخوان، وفق التقرير.

مشروع قانون بواشنطن

جاء ذلك بالتزامن مع إدخال واشنطن، جماعة الإخوان، الأربعاء، دائرة تحول تاريخي بإقرار لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب مشروع قانون يلزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصنيفها «تنظيماً إرهابياً عالميا» بكل فروعها.

القرار، الذي اتخذ خلال جلسة تابعتها «العين الإخبارية»، يشكل أقوى خطوة تشريعية منذ عقد على الأقل تجاه التنظيم، ويعيد الولايات المتحدة إلى مسار يتقاطع مع موقف دولة الإمارات والأردن ومصر والسعودية التي سبقت جميعها في حظر التنظيم وتصنيفه إرهابياً.

المشروع الذي قدّمه النائب الجمهوري ماريو دياز–بالارت نال تأييداً واضحاً من جميع الجمهوريين ونصف الديمقراطيين تقريباً داخل اللجنة، فيما شكّل انضمام نواب ديمقراطيين بارزين مثل براد شيرمان وبراد شنايدر وجاريد موسكوفيتز وجورج لاتيمر مؤشراً على تغيّر المزاج السياسي داخل المؤسسة التشريعية.

وجاء مشروع القانون، الذي حصلت «العين الإخبارية» على نسخة منه، بعد أيام قليلة من إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب خطوات لتصنيف بعض فروع الجماعة «إرهابية».

إقرار المشروع داخل لجنة الشؤون الخارجية يمثّل مرحلة محورية، إذ ينتقل الآن إلى قاعة مجلس النواب للتصويت الكامل، قبل وصوله إلى مجلس الشيوخ، ثم إلى مكتب الرئيس.

تحركات في أوروبا

إلى أوروبا، حيث تكتسب عملية مكافحة الإخوان زخما خلال الفترة الحالية، بعد خطوات متراكمة في عدة دول خلال السنوات الماضية، ساهمت بحصار الجماعة.

ومن النمسا إلى ألمانيا مرورا بإيرلندا وفرنسا وبلجيكا وسويسرا، تراكمت التحركات ضد الإخوان، بشكل دفع الجماعة إلى دائرة الرقابة والمواجهة، وجردها من أدوات جمع التمويل ونشر الدعاية. 

وفق دراسة لمركز دراسة التطرف في جامعة جورج تاون الأمريكية، صدرت عام 2023 وأعدّها أبرز الباحثين المتخصصين في ملف الإخوان لورينزو فيدينو، فإن الاتحاد الأوروبي وجميع أجهزة الأمن في دوله الـ27 تضع الإخوان والجمعيات والمنظمات المرتبطة بها تحت الرقابة، وتملك نظرة سلبية عن الجماعة.

وعلى سبيل المثال، قدم حزب البديل لأجل ألمانيا، ثاني أكبر كتلة برلمانية في البرلمان الألماني “البوندستاغ”، هذا الأسبوع، استجوابًا عاجلًا للحكومة حول منح تمويل حكومي لبعض المشاريع التي تديرها أذرع إخوانية، خاصة منظمة كليم المرتبطة بالجماعة، وطالب بتحقيق برلماني عاجل في الملف. 

قبل ذلك بأسبوع، كانت أذرع الإخوان على موعد مع ضربة قضائية، تتعلق برئيس “مركز مروة الشربيني” الثقافي والتعليمي في دريسدن، سعد الجزار، إذ أدانته محكمة ألمانية بالاستيلاء على تبرعات المصلين لمنافع شخصية، وتحويل أموال لحسابه الشخصي. 

ومطلع الشهر الجاري، وجهت السلطات الألمانية ضربة قاصمة للأذرع الدعائية المرتبطة بالإخوان، عبر حظر منظمة مسلم إنتراكتيف التي تنشط بالأساس في الدعاية عبر الفضاء الإلكتروني، ونفذت مداهمات أمنية لمقرات قادتها، بهدف جمع الأدلة. 

جاسوس النمسا

وفي النمسا المجاورة، حملت الأسابيع الماضية صدمة كبيرة للأوساط السياسية في النمسا، إثر الكشف عن جاسوس لجماعة الإخوان في هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية)، إذ تزايدت الدعوات لمواجهة الجماعة وحظر أذرعها في البلاد. 

وإثر الكشف عن القضية، طالب حزب الحرية، أقوى أحزاب البلاد، بتحقيق واسع في القضية، لمعرفة ما إذا كان الجاسوس، قد حذر الإرهابيين أو أعاق أو أفسد عمليات إحباط الهجمات الإرهابية. 

لكن الأمر اللافت في هذه القضية، هو أنها كشفت عن تحقيقات جارية ضد الإخوان وعناصرها في أروقة هيئة حماية الدستور، إذ نقل الجاسوس معلومات عن التحقيق إلى الجماعة، وكان هذا ضمن لائحة الاتهام. 

وفي فرنسا، قررت السلطات في يونيو/حزيران الماضي، حل “المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (IESH)”، الذي وُصف بأنه أقدم مركز لتدريب الأئمة في فرنسا، بسبب “ارتباطه بجماعة الإخوان”.

جاء ذلك بعد إصدار سلطات الأمن تقريرا حول نشاط الإخوان في البلاد، وما تمثله من تهديد للأمن والمجتمع، في تصعيد لمسار مكافحة الجماعة. 

وأظهر التقرير أن 7% من أماكن العبادة الإسلامية مرتبطة بجماعة الإخوان، وأن هذه الجماعة تشكل تهديدًا للتماسك الوطني.

يأتي هذا في سياق تزايد الضغوط لتكثيف مكافحة الإخوان واذرعها في البلاد، وتحذيرات إعلامية من تهديد الجماعة للمجتمع، واختراقها كيانات سياسية، مثل حزب فرنسا الأبية من أقصى اليسار. 

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى