اسعار واسواق

«ميكرو ستراتيجي».. عملاق البيتكوين بـ650 ألف وحدة وصمود مالي تاريخي


يشهد القطاع الرقمي للعملات المشفرة حالياً حالة من عدم اليقين الواضح، مع تزايد التقلبات وشعور سائد بهشاشة السوق، وفي هذا السياق المتوتر، أعادت إعلان شركة “ميكرو ستراتيجي” إشعال المخاوف.

فقد اضطرت الشركة، التي تمتلك أكثر من 600 ألف بيتكوين، إلى خفض توقعاتها للأرباح السنوية وإنشاء احتياطي نقدي بقيمة 1.44 مليار دولار لضمان دفع الأرباح المقررة، في ظل ضغط هبوط سعر البيتكوين مؤخراً دون مستوى 90 ألف دولار، بحسب صحيفة “لوجورنال دو كوين” الفرنسية المتخصصة في العملات الرقمية.

هذه التطورات تبرز الدور المركزي لـ”ستراتيجي” في الأسواق، حيث أصبحت وكيل بيتكوين للأسواق التقليدية، ما يجعل مجرد فكرة “بيع قسري” في حال حدوث تصحيح كبير، تحفز روايات مخيفة عن احتمال حدوث استسلام جماعي تاريخي.

ما هي “ميكرو ستراتيجي”؟

بدأت “ميكرو ستراتيجي” كشركة برمجيات متخصصة في التحليلات وذكاء الأعمال، قبل أن تتغير هويتها جذرياً منذ 2020.

وتحت قيادة مايكل سايلور، المؤسس والرئيس السابق الذي أصبح رئيس مجلس الإدارة، تبنت الشركة استراتيجية جريئة: تحويل جزء كبير من سيولتها وديونها إلى بيتكوين.

حالياً، تمتلك الشركة أكثر من 649870 بيتكوين، ما يعادل نحو 3% من المعروض الكلي، لتكون من أكبر حاملي البيتكوين عالمياً، كما تم شراء هذه الكمية بسعر متوسط حوالي 74433 دولار، وأيضاً تمتلك الشركة تمويل هذه الاستثمارات يجمع بين التدفقات التشغيلية، والسندات، والأسهم الممتازة ذات الأرباح.

ويرى سايلور في البيتكوين مخزن قيمة طويل الأمد يتفوق على العملات التقليدية، وتحولت الشركة إلى وكيل سوق البيتكوين في الأسواق المالية التقليدية.


ماذا سيحدث إذا هبطت بيتكوين؟

والسيناريو الأول، هو هبوط بنسبة 70–80%، وهو لو انخفضت بيتكوين بنسبة 70–80%، أي إلى نطاق 15 ألف–25 ألف دولار، فإن “ميكرو ستراتيجي” تظل قادرة على العمل، والإيرادات التشغيلية تكفي لتغطية الالتزامات المالية، كما لا يوجد أي التزام ميكانيكي لبيع بيتكوين، وبمعنى آخر، السوق قد يتألم، لكن الشركة نفسها ستبقى صامدة.

والسيناريو الثاني، هو هبوط شبه كارثي بنسبة 90–95%، فإذا هبطت بيتكوين إلى 5 آلاف–10 آلاف دولار، سينتج عن ذلك انهيار تاريخي، لكن القلق الحقيقي ليس بيع بيتكوين، بل دفع الأرباح المقررة من الأسهم الممتازة.

حتى في هذه الحالة، فالإيرادات الشهرية للشركة تغطي حوالي 20 ضعف الأرباح المقررة، فقط في السيناريو الأقصى يمكن تعليق الأرباح مؤقتاً، وليس بيع البيتكوين، كما أن التعليق مؤقت ويمكن رفعه بمجرد تحسن السوق، مما يتيح للشركة امتصاص الصدمة وانتظار الدورة التالية.

وأظهرت “ميكرو ستراتيجي” قدرة عالية على الصمود خلال فترات الهبوط الشديد. خلال دورة 2022، حيث هبط البيتكوين 77% لم تبيع الشركة بيتكوينها، وبنيتها المالية كانت أضعف بكثير من اليوم، كما أن هناك مخاوف “التصفية الفورية” لم تتحقق.

واليوم، تمتلك الشركة هيكلة مالية أقوى وإيرادات أعلى بكثير من التزاماتها، وتجربة مباشرة في مواجهة التقلبات الشديدة.

الخطر الحقيقي

التهديد الأكبر لا يأتي من السعر أو من الهبوط، بل من العاطفة الجماعية فقدان الثقة، وردود أفعال مفرطة، والذعر المتسلسل، والروايات المخيفة المنتشرة على وسائل التواصل، وهذه الديناميات النفسية هي التي تسبب أكبر موجات الاستسلام، أكثر من أي أساس مالي.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى