إسرائيل تكشف تفاصيل «اغتيال» حزب الله لشهود «مرفأ بيروت»

اتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله اللبناني باغتيال شخصيات لبنانية كانت على صلة مباشرة أو غير مباشرة بانفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب 2020، في محاولة لمنع كشف تفاصيل تخزين نترات الأمونيوم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن وحدة خاصة تابعة لحزب الله اللبناني تُعرف بـ«الوحدة 121» مسؤولة عن اغتيال عدد من الشخصيات اللبنانية التي كانت، بحسب الرواية الإسرائيلية، تعتزم الكشف عن معلومات حول انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن عمليات الاغتيال طالت أربعة أشخاص بينهم ضباط في الجمارك وصحفي وناشط سياسي، بدعوى ارتباطهم بمعلومات تشير إلى مسؤولية حزب الله في تخزين نترات الأمونيوم في المرفأ، وهي المادة التي تسببت لاحقاً في الانفجار الكارثي.
وأكد أدرعي أن هذه العمليات جاءت في سياق خطة تهدف إلى طمس الأدلة ومنع أي كشف محتمل عن تورط حزب الله في الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية وأحدث أضراراً واسعة وأدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
من هم الشهود؟
ووفق أدرعي فإن الشهود الأربعة هم:
جوزيف سكاف
وكان جوزيف سكاف يشغل منصب رئيس قسم الجمارك في مرفأ بيروت قبل اغتياله.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن سكاف قُتل عام 2017 بعد مطالبته بإخراج شحنات نترات الأمونيوم من المرفأ، والتي كانت بحسب المزاعم تحت سيطرة حزب الله.
يُشار إلى أن هذه الشحنة نفسها أدت لاحقاً إلى الانفجار المروع عام 2020.
منير أبو رجيلي
منير أبو رجيلي، رئيس وحدة منع التهريب في الجمارك، قُتل طعناً في ديسمبر 2020، بعد أن قدم معلومات حول ارتباط حزب الله بتخزين نترات الأمونيوم في المرفأ. وفق الجيش الإسرائيلي، كان أبو رجيلي أحد الشخصيات التي هددت بكشف حقيقة الانفجار والمسوغات الأمنية المتعلقة به.
جو بجاني
جو بجاني، المصور الذي وثق المشاهد الأولية للانفجار، اغتيل بالرصاص في ديسمبر 2020 أثناء قيادته لسيارته. وأكد الجيش أن منفذي الاغتيال سرقوا هاتف بجاني الخلوي بعد مقتله، في محاولة لحذف أي محتوى قد يشكل دليلاً على تورط حزب الله في الانفجار.
لقمان سليم
لقمان سليم، ناشط سياسي وصحفي معروف بانتقاداته لحزب الله ونظام الأسد، اغتيل بالرصاص في فبراير 2021. وقد وقع اغتياله بعد فترة وجيزة من اتهامه المباشر لحزب الله بالمسؤولية عن الانفجار.
الوحدة «121» ودورها في العمليات
وبحسب الجيش الإسرائيلي، تُعرف الوحدة 121 التابعة لحزب الله بأنها الجهة المسؤولة عن تنفيذ العمليات الخاصة والاغتيالات. استُخدمت هذه الوحدة لضمان عدم كشف أي معلومات مرتبطة بانفجار المرفأ، عبر استهداف الشخصيات التي يُرجح أنها كانت على معرفة مباشرة بالملفات الجمركية والأمنية.
وأكد الجيش أن الوحدة لم تكتفِ بالاغتيالات، بل قامت بسرقة الأدلة من مكان الحوادث، بما في ذلك هواتف الضحايا، في محاولة طمس أي دليل قد يكشف عن تورط الحزب.
ويشير الجيش الإسرائيلي إلى أن هذه الاغتيالات جاءت في سياق منع أي معلومات تتعلق بانفجار المرفأ من الوصول إلى التحقيقات الرسمية، وطمس أي آثار على تورط حزب الله في تخزين نترات الأمونيوم.
التحقيقات اللبنانية وتعقيداتها
ونفى حزب الله أي علاقة له بالاغتيالات الأربع، بينما لم تنجح التحقيقات القضائية اللبنانية حتى الآن في التوصل إلى نتائج حاسمة في أي من هذه القضايا.
منذ وقوع الانفجار في أغسطس/آب 2020، تواجه التحقيقات اللبنانية تعقيدات سياسية وأمنية، حيث تعثرت التحقيقات القضائية بسبب الضغوط السياسية والمحاولات لمنع المحققين من الوصول إلى أدلة كاملة.
ويواصل أهالي الضحايا مطالبتهم بكشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن الانفجار، معتبرين أن التحقيقات الرسمية لم تقدم أي إجابات شافية بشأن أسباب الانفجار أو الجهات المسؤولة عنه.
سرقة الأدلة ومحاولة طمسها
وأكد الجيش الإسرائيلي أن منفذي الاغتيالات سرقوا هاتف جو بجاني بعد مقتله، في إطار محاولات طمس الأدلة. وتضمن ذلك حذف أي محتوى قد يشير إلى تورط حزب الله في الانفجار، بما في ذلك الوثائق والصور المتعلقة بالتحقيقات الأولية.
كما استهدفت العمليات شخصيات مرتبطة بالملفات الأمنية والجمركية في مرفأ بيروت، بهدف قطع أي صلة بين هذه المعلومات والمسؤولين أو المحققين المكلفين بالتحقيق في الانفجار.
تأتي هذه الاتهامات الإسرائيلية في وقت لا تزال فيه التحقيقات اللبنانية تواجه تحديات كبيرة، وسط استمرار التوترات السياسية الداخلية والضغوط من أطراف إقليمية ودولية.
ويشير الجيش الإسرائيلي إلى أن هذه الأحداث تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تتخذها الجهات الموالية لحزب الله لضمان عدم كشف أي معلومات حول تورطه في انفجار المرفأ، وهو الانفجار الذي أدى إلى خسائر بشرية ومادية ضخمة، وترك تداعيات مستمرة على الوضع الأمني والسياسي في لبنان.
كما أكدت الجهات الرسمية اللبنانية استمرار متابعة التحقيقات رغم الصعوبات السياسية والأمنية المحيطة بالقضية، بما يشمل التحقيقات المتعلقة باغتيالات الضحايا الأربع.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




