اسعار واسواق

لحوم البقر على مائدة COP30.. أول تحرك جريء لمحاسبة أكبر مدمر لغابات الأمازون


في تحوّل لافت داخل مؤتمر COP30، طرحت للمرة الأولى قضية تعد من أكثر ملفات المناخ حساسية، وهي تأثير صناعة اللحوم في البرازيل، ودورها المحوري في تدمير الأمازون ورفع الانبعاثات.

أخيرا، تجرأ أحد المشاركين في مؤتمر الأطراف الثلاثين على طرح السبب الرئيسي وراء تدمير الأمازون وارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البرازيل.

فبعد أكثر من أسبوعين من الاجتماعات، ومئات الجلسات النقاشية التي تناولت كل موضوع تقريبا، جاء أول اقتراح صريح بفرض ضريبة على اللحوم ومنتجات الألبان في البرازيل، وتوجيه عائداتها نحو دعم الأغذية النباتية الصحية.

وقال تيم ريسو خلال مؤتمر صحفي عقده ائتلاف أسعار البروتين الحيواني الحقيقي (TAPP): “تكمن المشكلة الحقيقية هنا. هناك 60 ألف مندوب في مؤتمر COP30، ونحن الوحيدون الذين طرحوا هذا الموضوع”.

ورغم أن الأضرار الصحية والبيئية للحوم البقر واللحوم الأخرى مشكلة عالمية، فإن البرازيل تُعدّ الأكثر تضررًا. فقد أشار العرض التقديمي إلى أن 74% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد تأتي من إنتاج الغذاء، معظمها نتيجة إزالة مساحات واسعة من الغابات لتخصيصها للمزارع والمراعي.

وتبرز شركة JBS، أكبر منتج للحوم في العالم ومقرها البرازيل، كراعٍ رئيسي لمؤتمر الأطراف هذا العام، كما يشارك ممثلوها في “مجموعة عمل أنظمة الغذاء” المسؤولة عن صياغة توصيات سياسية للحكومات.

ورغم ضعف الحضور في فعالية تحالف TAPP، فقد حظيت الطروحات بتفاعل إيجابي، لاسيما فكرة أن المنتجات النباتية المستخرجة من غابات الأمازون الحيّة يمكن أن تكون أحد حلول المناخ.

وقالت لاريسا كاريرا من منظمة Te Protejo، وهي منظمة غير حكومية لاتينية تُعنى بحقوق الحيوان: “مستقبل الغذاء المستدام موجود بالفعل داخل الغابة”، مضيفةً: “يُظهر الأمازون أن الحلول قائمة. ودورنا هو دعمها وتوسيعها”.

وأشار المتحدثون إلى ضرورة أن تتصدر أوروبا هذا التحول. فالاتحاد الأوروبي يُنفق حاليًا 380 مليار يورو لدعم الزراعة، رغم أن هذا القطاع لا يمثل سوى 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي. وبفرض ضريبة قدرها يورو واحد فقط على كل كيلوغرام من اللحوم، يمكن جمع 35.6 مليار يورو تُستخدم لدعم الأغذية الصحية.

من شأن هذه الخطوة أيضًا تخفيف الضغط على الأنظمة الصحية. فقد استشهدت اللجنة بدراسة نشرتها مجلة لانسيت، تشير إلى أن فرض ضرائب صحية على اللحوم يمكن أن يقلل الوفيات المبكرة المرتبطة باستهلاك اللحوم الحمراء والمُصنّعة بنسبة 9%، إضافةً إلى خفض التكاليف الصحية عالميًا بنسبة تُقدّر بـ 14%.

وقال جيروم ريمرز من ائتلاف TAPP: “نحتاج من الحكومات توفير حوافز توجه المستهلكين نحو أغذية صحية للناس وللكوكب”.

وفقا للغارديان، دعا الائتلاف في مداخلته إلى إدراج إشارة واضحة في مخرجات مؤتمر الأطراف حول “التحول بعيدًا عن الإفراط في استهلاك البروتين الحيواني”.

كما تعرضت صناعة اللحوم لانتقادات حادّة بسبب انبعاثاتها الضخمة من غاز الميثان، المعروف بقدرته العالية على تسخين الكوكب مقارنة بثاني أكسيد الكربون. وتستعد شركة مايتي إيرث لتنظيم حلقة نقاش متخصصة في هذا الملف، تُعقد صباح اليوم.

وفي تطور إيجابي نادر، يُتوقع أن تُعلن شركة مارفريج، أحد أكبر مُنتجي لحوم البقر في البرازيل، عن هدفها الجديد المتعلق بخفض انبعاثات الميثان خلال أعمال اللجنة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى