“كيه-إكسبو” يرسّخ جسور التبادل الثقافي مع كوريا ‹ جريدة الوطن

انطلاقاً من القرية العالمية في دبي
اكتست القرية العالمية في دبي بألوان الثقافة الكورية وحيويتها، مع انطلاق معرض “كيه-إكسبو الإمارات”؛ المنصة الشاملة التي تجمع المحتوى الكوري ذائع الصيت عالمياً بتجارب الحياة اليومية ونمطها العصري. فمن البوب الكوري والويبتونز إلى عالم الجمال والمأكولات والمساحات التفاعلية للشخصيات، صُمّم الحدث ليكون مساحة للاكتشاف والمشاركة، على مدار يومي السبت والأحد الماضيين.
وبفضل سلسلة من التجارب المصممة بعناية، التي تمزج بين الترفيه والتكنولوجيا والتبادل الثقافي، سلّط معرض “كيه-إكسبو” الضوء على مختلف جوانب الثقافة الكورية من خلال موضوعات وبرامج موجهة للعائلات.
وقد زار المعرض عدداً من القناصة والدبلوماسيين من الفلبين واندونيسيا وهولندا وتايلاند واستراليا والكويت وجنوب أفريقيا.
وتمكن الزوّار من التجول في مناطق مُختارة بعناية، والاستمتاع بالعروض التفاعلية الحية، واختتام تجربتهم بحفل البوب الكوري على المسرح الرئيسي، بمشاركة تشين (CHEN)، وبيلي (Billlie)، وبنش (Punch)، وكيم جو وانغ، وفرقة البيكسز (PIXIES) المقيمة في الإمارات، وكل ذلك ضمن محتوى يحترم القيم المحلية ويتماشى مع الذائقة العالمية المتنوعة.
وتعليقاً على الحدث، قال راك-كيون كيم، رئيس قسم الابتكار العالمي في الهيئة الكورية للمحتوى الإبداعي: “يُعدّ معرض كيه-إكسبو منصة مهمة لكونها تتيح لعشّاق الثقافة الكورية في المنطقة التعرف على مختلف جوانب كوريا بشكل مباشر، بما في ذلك المحتوى الرقمي والمطبخ الكوري ومنتجات العناية بالجمال وأسلوب الحياة، إلى جانب التفاعل الثقافي مع الشرق الأوسط. ويشارك في هذا الحدث 12 وزارة ومؤسسة حكومية كورية، إضافة إلى 218 شركة كورية رائدة. وهو مهرجان شامل يضمّ معارض وأنشطة جماهيرية، وحفلات موسيقية مفتوحة للجمهور، إلى جانب جلسات استشارات تصديرية موجّهة للشركات وقطاع الأعمال”.
وأضاف راك-كيون كيم: “لقد انبهر الزوار واستمتعوا بتجارب متنوعة في المعرض. وقد تلقّينا ردود أفعال تشير إلى أنهم يشاهدون تنوع كوريا الثقافي وغناها عن قرب، خاصة داخل منطقة التجارب المستوحاة من ألعاب «إنجوي»، والتي تعيد تمثيل مشاهد من اللعبة وتعرض مجموعة واسعة من منتجات نمط الحياة. كما استمتع الزوّار بعرض «دي جي» للشخصيات بتقنيات بصرية وصوتية معزّزة عبر نظام سماعات متطور من «أل جي». وفي منطقة «ستبين»، تحمّس الضيوف للمشاركة في برنامج رقص عشوائي للبوب الكوري بالذكاء الاصطناعي”.
من جهته قال ويونغ-إيل بارك، مدير مركز الهيئة الكورية للمحتوى الإبداعي في الإمارات: “تُعدّ دبي مركزاً عالمياً لرأس المال وتبادل التكنولوجيا والنقل الدولي، ما يجعل استضافة معرض كيه-إكسبو فيها فرصة مثالية لعرض الثقافة الكورية أمام جمهور من مختلف أنحاء العالم”.
وتابع قال ويونغ-إيل بارك القول: “صُمّم معرض كيه-إكسبو الإمارات ليكون مساحة ثقافية تفاعلية وتجريبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فإلى جانب حفلات البوب الكوري، يمكن للزوّار الانخراط في تجارب عملية ضمن جناح مستحضرات التجميل الكورية، وحضور عروض الطهي في جناح المأكولات الكورية، واستكشاف معارض قائمة على الملكيات الفكرية للمحتوى الكوري الشهير، وكلها تجارب ترتبط مباشرة بموضوعات نمط الحياة اليومية التي تُجسّد جوهر الثقافة الكورية المعاصرة”.
واختتم راك-كيون كيم القول: “تُعدّ القرية العالمية واحدة من أبرز الوجهات الثقافية والسياحية في دبي، فهي فضاء يلتقي فيه الناس من مختلف أنحاء العالم لتبادل التجارب والتعرّف على ثقافات متنوّعة. وقد وجدنا فيها البيئة المثالية لعرض التقارب بين الذكاء الاصطناعي والمحتوى، وتبادل رأس المال العالمي، وتعزيز التعاون بين صنّاع المحتوى والعلامات التجارية الاستهلاكية، إلى جانب التواصل الثقافي عبر حفلات البوب الكوري”.
وفي رده على سؤال صحيفة الوطن، قال راك-كيون كيم حول تنافسية المحتوى الكوري. بأنه يمكن وصف تنافسية المحتوى الكوري من خلال ثلاثة عناصر رئيسية. أولًا: التواصل العاطفي، والذي يُصوّر المحتوى الكوري العلاقات الإنسانية والمشاعر اليومية ببراعة فائقة، مما يُتيح للجمهور التفاعل مع القصص بسهولة بغض النظر عن جنسياتهم أو خلفياتهم الثقافية. حيث أظهرت دراسات دولية حديثة أن المشاهدين غالباً ما يشعرون بالشفاء العاطفي من خلال المحتوى الكوري، وهي قيمة تتوافق بقوة مع الثقافات التي تُركّز على الأسرة والمجتمع.
ثانياً: الابتكار، حيث يُدمج المحتوى الكوري بفعالية التقنيات المتطورة، مثل الذكاء الاصطناعي، والوسائط الغامرة، وأنظمة إنتاج الموسيقى والفيديو المتقدمة في العملية الإبداعية.
ثالثاً: الإبداع المشترك، حيث تُولي كوريا أهمية كبيرة لنماذج الإنتاج المشترك التي تتضمن إنشاء محتوى بالتعاون مع شركاء محليين.
ونأمل في مواصلة تعزيز البرامج التعاونية مع المبدعين الشباب، والمؤسسات التعليمية، وشركات المنصات، كما نعتقد أن مثل هذه الشراكات ستصبح من أقوى محركات نمو البيئات الإبداعية في كلا البلدين.
في حين أجاب ويونغ-إيل بارك عن هدف أو استراتيجية محددة للتوطين لتقديم المحتوى الكوري إلى منطقة الشرق الأوسط. قائلاً بأننا لا ننظر إلى التوطين على أنه جلب استراتيجية متكاملة إلى المنطقة، بل كعملية مشتركة نبنيها مع دولة الإمارات العربية المتحدة. وهناك ثلاث اتجاهات نعتبرها الأكثر أهمية:
أولاً: الاكتشاف المشترك، حيث تتميز دولة الإمارات العربية المتحدة بمجتمع تتعايش فيه ثقافات متنوعة، لذا من الضروري الاستماع مباشرةً إلى الجمهور المحلي وأصحاب المصلحة في الصناعة وفهم ما يقدرونه ويفضلونه. لهذا السبب، يتضمن معرض كوريا للإبداع العديد من البرامج المصممة خصيصًا للمشاركة والاستماع المباشر.
ثانياً: الإنتاج المشترك، ونهدف إلى تعزيز الإنتاج المشترك وتبادل المواهب بشكل فعال، حتى يتمكن المبدعون والشباب والمؤسسات من كوريا والإمارات العربية المتحدة من تطوير مشاريع معاً، مما يسمح للمحتوى المُنتج في الإمارات العربية المتحدة بالتوسع عالمياً.
ثالثاً: النمو المشترك، من خلال الجمع بين نقاط قوة كلا البلدين في الذكاء الاصطناعي، والمحتوى الغامر، والألعاب، والملكية الفكرية، ونأمل أن نبني معاً منظومة محتوى إبداعية فريدة من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة. ونعتقد أن هذا النهج سيقود إلى شراكة مستدامة.




