حصول «G42» على رقائق أمريكية متقدمة يعكس «قدرات فائقة وشراكة عميقة»

يعكس قرار البيت الأبيض، السماح بتصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى مجموعة “G42″، شراكة استراتيجية عميقة للغاية بين الإمارات وأمريكا، وفقا لما أكده خبراء في تصريحات خاصة لـ”العين الإخبارية”.
وحسب الخبراء، يمثل القرار اعترافا واضحا بقدرة الإمارات الفائقة على بناء بنية تحتية تكنولوجية وفق أعلى معايير الأمان الرقمي.
والأربعاء، أعلنت وزارة التجارة الأمريكية رسميا، قرار البيت الأبيض بالسماح بتصدير أشباه موصلات أمريكية متقدمة إلى مجموعة “جي 42″، ما مثل إظهارا كبيرا للدعم من جانب الولايات المتحدة لتطلعات أبوظبي في مجال الذكاء الاصطناعي.
ورحّبت “جي 42” عبر بيان رسمي بقرار البيت الأبيض، ووصفته بأنه “خطوة تمثّل نقلةً نوعية من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ ضمن ممرّ الذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة”.
وأكد يوسف العتيبة سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة أن قرار البيت الأبيض، السماح بتصدير الرقائق الأمريكية إلى دولة الإمارات يمثل محطة جديدة في الشراكة الموثوقة والمستدامة بين البلدين.
تفويض من نوع خاص
وقال جيل-إيمانويل جاكيه، نائب رئيس معهد جنيف الدولي لأبحاث السلام، والأستاذ المحاضر في مدرسة جنيف للدبلوماسية والعلاقات الدولية، إن الموافقة التي منحتها الولايات المتحدة لشركة G42 الإماراتية تعكس رغبة واشنطن في ترسيخ موقعا قيادي للإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأوضح جاكيه في تصريحات لـ”العين الإخبارية” أن الموافقة، هي بمثابة “تفويض من نوع خاص” يؤكد حرص الولايات المتحدة على تعزيز علاقاتها مع الإمارات في مجال بالغ الأهمية من الناحية الاستراتيجية.
وأوضح: “تسهم الموفقة في خلق نوع من التحالف أو الشراكة التكنولوجية مع دولة محورية في المنطقة تمتلك طموحات تكنولوجية كبيرة”.
وبحسب جاكيه، تهدف هذه الشراكة التكنولوجية أيضاً إلى تعزيز التحالف الدبلوماسي للولايات المتحدة مع الإمارات، وهي الحليف التاريخي لواشنطن.
وأشار نائب رئيس معهد جنيف الدولي لأبحاث السلام إلي أن الإمارات تحولت إلى قوة إقليمية فيما يتعلق باستثمارات التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
اعتراف عالمي وشراكة حقيقية
من جانبه، قال محمود فرج، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن هذه الخطوة هي اعتراف عالمي بقدرة الإمارات على بناء بنية تحتية تكنولوجية تتوافق مع أعلى معايير الأمان الرقمي، ما يضعها في قلب منظومة الذكاء الاصطناعي العالمية.
وأضح فرج في تصريحات لـ”العين الإخبارية”: “وجود هذه الشرائح المتقدمة في بنية تحتية إماراتية يعني أنها لم تعد مجرد مستخدم للتقنيات الحديثة، بل شريك فعلي في تصميم وتشغيل وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم”.
وأضاف أن الخطوة تشمل تطبيقات البحث العلمي، والذكاء الصناعي، والبنية التحتية السحابية، وحتى تطوير حلول سيبرانية متقدمة تحمي البيانات الحساسة، كما أن القرار يعكس ثقة أمريكية استثنائية، ويؤكد أن الإمارات قادرة على الالتزام التام بالبروتوكولات والقوانين الدولية الخاصة بالتكنولوجيا الحساسة.
وأشار إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى دفع عجلة الابتكار بشكل أسرع، ويفتح المجال للشركات والمؤسسات في المنطقة لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بأمان وكفاءة عالية، فهذا القرار لا يفتح أبوابًا لتكنولوجيا جديدة فحسب، بل يضع الإمارات في مركز قيادة الحوسبة المتقدمة على مستوى الشرق الأوسط، بل والعالم، ويضع أسسًا لشراكات طويلة الأمد قائمة على الثقة والامتثال التقني.
مشاريع هيكلية كبرى
جدير بالذكر أن الخطوة تسهم في تسريع تنفيذ المشاريع الاستراتيجية الجارية في دولة الإمارات، وفي مقدمتها مشروع “ستارغيت الإمارات”، وهو مجمّع حوسبة للذكاء الاصطناعي بسعة واحد غيغاواط تنفّذه “جي 42” لصالح “أوبن إيه آي” بالشراكة مع “أوراكل” و”سيسكو” و”إنفيديا” و”سوفت بنك غروب”.
ويأتي “ستارغيت الإمارات” ضمن المشروع الأوسع نطاقاً، وهو مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي – الأمريكي بسعة 5 غيغاواط، المصمّم لتلبية متطلبات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وتوفير خدمات حوسبية مع خفض زمن معالجة البيانات في المنطقة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




