تكساس.. ولاية «الهواجس الأمنية» تحظر الإخوان «دفاعاً عن التنوع»

من بين الولايات الخمسين، تعد تكساس الأكثر حضوراً على ساحة النقاشات الأمنية في الولايات المتحدة الأمريكية.
حضور فرضته شروط الجغرافيا على الولاية المحاذية للمكسيك، ما جعلها نقطة تدفّق للمهاجرين، ووسَمها بطابع فريد آخر، إذ تمتلك قاعدة سكانية ضخمة ومتنوعة.
فالولاية التي تعتبر ثاني أكبر ولايات أمريكا من حيث المساحة والسكان، توصف بأنها “دولة داخل دولة” نظراً لحجمها ونفوذها الاقتصادي، وهو ما كان واقعاً بالفعل، إذ كانت تكساس جمهورية مستقلة قبل انضمامها إلى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.
جغرافياً، تقع تكساس في جنوب الولايات المتحدة، وتمتد على مساحات متنوعة الطبيعة، من السهول الواسعة إلى المناطق الساحلية المطلة على خليج المكسيك.
وبحكم التنوع العرقي والثقافي في تكساس، كانت الولاية مسرحاً لأعمال تطرف داخلي عابر للقارات، وهو ما فرض وجود مؤسسات أمنية ارتبطت بشكل وثيق مع الأجهزة الفيدرالية لمكافحة التطرف العنيف، سواء كان مرتبطاً بتنظيمات خارجية أو بدوافع عنصرية داخلية.
وعلى مستوى الأمن القومي، تلعب تكساس دوراً محورياً نظراً لاستضافتها عدداً من أهم القواعد والمراكز العسكرية في الولايات المتحدة، إلى جانب وجود مؤسسات أمنية وفيدرالية تعمل في مجالات مكافحة الجريمة المنظمة والتهريب والاتجار عبر الحدود.
ففي تكساس تتداخل هويات متنوعة، أبرزها اللاتينية والأمريكيون من أصول أفريقية، لكن أيضاً تُقدَّر نسبة المسلمين فيها بما يقرب من 1.7% من إجمالي سكان الولاية وفق تقديرات عام 2010، وهي نسبة أعلى من المعدل الوطني في البلاد.
ودخلت تكساس بقوة في سجالات الملفات الأمنية، وهو ما يمكن تلمّسه في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب، الذي أشار إلى وقوع هجمات ذات دوافع متطرفة في الولاية، التي شهدت خلال العقد الماضي حالات إطلاق نار عشوائي بدوافع عنصرية.
وبالنظر إلى عقلية سلطات الولاية التي تضع الأمن كأولوية في ظل التنوع الذي تتصف به، يقرأ المراقبون قرار حاكمها الجمهوري غريغ أبوت بتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود الوطنية.
وبرّر بيان مكتب حاكم تكساس القرار باعتبار الجماعة تسعى إلى تطبيق أيديولوجيتها بالقوة، وهو أمر يتنافى — على الأرجح — مع قيم الحفاظ على التنوع.
تُعرف تكساس تاريخياً بأنها معقل للحزب الجمهوري، حيث تسيطر الميول المحافظة على المشهد السياسي في معظم أنحاء الولاية.
ويغلب على تكساس اللون الأحمر المميز للجمهوريين في الخرائط الانتخابية، إذ لم يفز مرشح ديمقراطي رئاسي بالولاية منذ عام 1976. ويرجع هذا الميل إلى عوامل ثقافية وتاريخية، حيث يعتنق جزء كبير من سكان المناطق الريفية والمراكز الحضرية الأصغر سياسات محافظة تركز على خفض الضرائب، وحقوق حمل السلاح، والحدود الحكومية الدنيا.
ويرتبط اسم تكساس بصناعة النفط والغاز، قبل أن تتحوّل في العقود الأخيرة إلى مركز متقدم أيضاً في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
وتحتضن الولاية مركز ليندن جونسون للفضاء (ناسا) في هيوستن، وهو معلم عالمي في مجال أبحاث الفضاء والرحلات المأهولة.
وثقافياً، تواصل تكساس تقديم نفسها باعتبارها فضاءً متنوعاً وغنياً، يجمع بين إرث الريف الأمريكي وصعود مجتمع تكنولوجي حديث. وقد أسهمت الجامعات الكبرى في الولاية في تعزيز دورها العلمي، خصوصاً في مجالات الفضاء والهندسة والطب.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




