توافق أمريكا والرباعية يعزز جهود إنهاء الحرب في السودان (خبراء)

تتسارع خطوات الرباعية الدولية نحو هدنة شاملة في السودان، وسط تأكيدات على انسجام الموقف الأمريكي مع هذه الجهود ومساعي دفع مسار السلام
هذا ما أكد عليه القيادي في تحالف “صمود” ووزير شؤون مجلس الوزراء في الحكومة الانتقالية السابقة في السودان، خالد عمر، في تصريح خاص للعين الإخبارية.
وقال إن التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، تأتي في إطار دعم جهود دول الرباعية الهادفة لفرض هدنة توقف الحرب في السودان بشكل كامل.
وأضاف “الولايات المتحدة دولة رئيسية في مبادرة الرباعية الدولية، وقد لعبت دورا قياديا في بناء الوساطة وتطوير خارطة الطريق التي صدرت في 12 سبتمبر/أيلول الماضي، وساهمت ايجابا في ترتيب مفاوضات واشنطن الأخيرة غير المباشرة التي طُرح خلالها مقترح الهدنة الإنسانية”.
وأوضح عمر أن أي تصريحات أمريكية- بما فيها وزير الخارجية- يجب قراءتها بوصفها امتدادا لمسار سياسي تقوده الرباعية مجتمعة، لا باعتبارها مواقف منفصلة أو متعارضة.
وذكّر بأن مستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس، كان قد دعا في بيان سابق، طرفي الصراع إلى توقيع الهدنة فورا ودون تأخير، بما يؤكد انسجام رؤية واشنطن مع جهود الرباعية لإيقاف الحرب ووقف جميع أشكال التسليح وحماية المدنيين.
وأشار إلى أن الرباعية أكدت على مبادئ رئيسية وردت في بيان 12 سبتمبر/أيلول الماضي، منها ضرورة وقف الحرب، ووقف كافة أشكال التسليح لأطراف القتال، كما أكدت على الموقف ضد الجماعات الإرهابية، وعدم الاعتداء على المدنيين وحمايتهم من كافة أشكال الانتهاكات.
وكان بولس، قد دعا إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان، محذرا من أن المعاناة الإنسانية هناك وصلت إلى مستويات كارثية.
وشدد بولس في تصريحات صحفية على أن ملايين المدنيين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة، مؤكدا أن الهدنة المقترحة يجب أن تكون خطوة أساسية نحو سلام دائم، وليست مجرد وسيلة مؤقتة لإنقاذ الأرواح.
وفي إطار التأكيد على وحدة الموقف الأمريكي، يرى الوزير السوداني السابق خالد عمر، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب- عبر وزارة الخارجية وطاقم مستشاريها- ملتزمة بالرؤية الكلية المتفق عليها داخل الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والإمارات ومصر والسعودية.
وأشار إلى أن تحالف “صمود” يثق بأن خارطة الطريق المطروحة من الرباعية هي الفرصة الأكبر والأكثر جدية لإنهاء الحرب، داعيا الأطراف السودانية إلى توفير الإرادة السياسية لإنجاحها.
انسجام بين واشنطن والرباعية
ومن جانبه، يشير المحلل السياسي السوداني سيبويه يوسف، إلى أن بعض القراءات المحلية حاولت انتزاع التصريحات الأمريكية من سياقها العام، مما خلق حالة “التباس” لدى الشارع السوداني.
وأكد سيبويه في حديث مع “العين الإخبارية” أن الجهود الأمريكية تنسجم كليا مع مسار الرباعية، ولا تتعارض مع موقف قوات الدعم السريع التي أعلنت قبولها بالهدنة، في مقابل رفض واضح من قيادة الجيش التي ما تزال تدفع نحو استمرار القتال.
كما لفت إلى أن بعض التقارير المرتبطة بانتهاكات مناطق سيطرة الدعم السريع تم التلاعب بها عبر الذكاء الاصطناعي من قبل مجموعات تسعى لإطالة أمد الحرب ولخدمة التنظيم الإخواني الذي أشعل الحرب، مستشهدا باعتذار قناة “فرانس 24” عن تقرير في هذا الاتجاه تبيّن أنه اعتمد على محتوى مفبرك. على حد قوله.
وبالنسبة للمحلل السياسي السوداني، فإن “إدارة الرئيس ترامب تدرك أن قيادة الجيش السوداني وحلفاءهم، هم من قاموا باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبهم، ومارسوا كثير من العمليات الإجرامية الموثقة، فضلاً عن أنهم قوى غاشمة تضم بداخل صفوفها كتائب إرهابية قامت بحرق سكان “الكنابي” في ولاية الجزيرة وسط السودان، ونفذت الإعدامات الميدانية في كثير من المناطق مثل “الصالحة” و”سنجة”، بجانب استهداف سكان “البوادي” في دارفور وكردفان، بحجة أنهم يمثلون الحواضن الاجتماعية لقوات الدعم السريع”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




