الضغوط تحاصر المغرب قبل «أمم أفريقيا».. وحكيمي الأفضل في القارة

ترك عبدالرزاق خيري بصمة ناصعة في كرة القدم المغربية خلال ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي.
وتحتفظ الذاكرة بهدفي خيري التاريخيين في مرمى البرتغال خلال نهائيات كأس العالم 1986 التي أقيمت في المكسيك، مساهماً بشكل كبير في ترشح “أسود الأطلس” إلى ثمن النهائي.
وخاض خيري 16 مباراة مع منتخب المغرب ضمن مختلف المسابقات سجل خلالها 4 أهداف وصنع هدفاً وحيداً.
وتخرج النجم المعتزل من مدرسة شبان نادي الجيش الملكي، وحمل قميصه لفترة 14 عاماً، من 1981 إلى 1995.
وانتقل خيري بعدها لنادي السويق العماني، قبل أن ينهي مسيرته عام 1997 مع نادي هلال يعقوب المنصور.
اقتحم خيري بعد ذلك عالم التدريب وأسهم في صعود 4 أندية إلى دوري الأضواء، وهي المغرب الفاسي والفتح الرباطي، فضلاً عن اتحاد تواركة ووداد فاس.
كما أشرف خيري على تدريب عدة أندية، أبرزها الجيش الملكي الذي قاده لاحتلال المركز الثاني في موسم 2012-2013.
ويتطلع خيري لتجديد العهد مع عالم التدريب خلال الموسم المقبل بعد حصوله على شهادة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF Pro)، وهي أعلى شهادة تدريب في كرة القدم على المستوى الأفريقي.
وفي مقابلة خاصة مع “العين الرياضية”، تحدث خيري عن حظوظ منتخب المغرب في بطولة أمم أفريقيا، ومدى إمكانية تأثير الضغوطات الجماهير والإعلامية سلبياً على “أسود الأطلس”.
كما تطرق خيري إلى العوامل التي أسهمت في النهضة الكروية التي يعيشها المغرب خلال السنوات الأخيرة.
وفي نفس السياق، كشف عن مواهب منتخب المغرب للشباب، المتوج مؤخراً بكأس العالم تحت 20 عاماً، التي بإمكانها دخول حسابات المنتخب الأول في المستقبل القريب، إضافة إلى رؤيته لمنتخب الناشئين الذي يخوض مونديال قطر 2025.
وفي جانب آخر، أشاد خيري بخطوة حكيم زياش بالانتقال إلى الدوري المغربي عبر بوابة الوداد، ورشّح أشرف حكيمي للفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2025.
وفي خاتمة الحوار، قدّم عبدالرزاق خيري تشكيلته التاريخية المثالية لمنتخب المغرب.
الضغوطات قوية ولكن
اعترف عبدالرزاق خيري بصعوبة مهمة منتخب المغرب خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025، نظراً للضغوطات الإعلامية والجماهيرية المسلطة على اللاعبين.
وقال في هذا الصدد: “المسؤولية ستكون كبيرة للغاية على المدرب واللاعبين، خاصة وأن الجميع في المغرب يرغب في تجديد العهد مع اللقب القاري بعد فترة غياب استمرت لقرابة النصف قرن”.
وتابع: مفتاح التتويج باللقب القاري يمر حتما عبر التغلب على الضغوط النفسية، حيث إن تقديم (أسود الأطلس) لأفضل مستوياتهم البدنية والفنية سيفتح الباب أمام بفوزهم بلقب أمم أفريقيا. وعلى العكس من ذلك، ستصبح المهمة صعبة للغاية في صورة عدم تخلصهم من الضغط السلبي”.
وواصل حديثه: “اللاعبون يملكون خبرات كبيرة وينشطون في المستوى العالي، ما يسمح لهم بتحويل الضغط إلى حافز إيجابي، خصوصاً مع أفضلية الأرض والجمهور”.
وأتم: جميع الظروف مناسبة للنجاح، ولا أعتقد أن المنتخب سيفوت هذه الفرصة التاريخية لإهداء المغرب ثاني ألقابه في كأس أمم أفريقيا”.
ثمرة استراتيجية ناجحة
وبخصوص العوامل التي ساعدت منتخبات المغرب المختلفة على تحقيق قفزة نوعية في السنوات الأخيرة، قال عبدالرزاق خيري: “كرة القدم لا تعترف بالحظ، هناك استراتيجية ناجحة تم وضعها من على أعلى المستويات السياسية ، وتم تطبيقها باحترافية من قبل الاتحاد المغربي لكرة القدم مما أدى لكل هذه النجاحات.
وتابع: “الكثيرون اعتبروا أن بلوغ المنتخب الأول المركز الرابع في بطولة كأس العالم 2022 كان ضربة حظ، غير أن واقع الأمور أثبت عكس ذلك من خلال فوز المنتخب الأولمبي بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية 2024، إلى جانب تتويج منتخب الشباب مؤخراً بلقب كأس العالم للشباب 2025”.
وأردف: عقلية اللاعب المغربي تغيرت بشكل إيجابي في السنوات الأخيرة، حيث ترسخت لديه ثقافة تحقيق الإنجازات على المستوى العالمي”.

عثمان معما يستحق التواجد مع المنتخب الأول
وأبدى عبدالرزاق خيري إعجابه الشديد بالمستويات التي قدمها الموهبة عثمان معما خلال نهائيات كأس العالم للشباب الأخيرة.
وقال في هذا الصدد: شخصياً، أنا منبهر بما قدمه اللاعب في المونديال الأخير، أعتقد أنه يستحق فرصة مع المنتخب الأول انطلاقاً من فترة التوقف الدولي المقبلة.
وأوضح: أعتقد أن معما يملك جميع الإمكانات البدنية والفنية والتكتيكية التي تسمح له بإثبات وجوده مع المنتخب الوطني في المستقبل القريب”.
وأتم بالقول: “الثنائي جسيم ياسين وياسر زبيري بإمكانهما دخول حسابات منتخب (أسود الأطلس) الأول، في ظل امتلاكهما أيضاً لمؤهلات رائعة”.

خطوة زياش ذكية
في موضوع آخر، أشاد عبدالرزاق خيري، بخطوة حكيم زياش بالانتقال لنادي الوداد الرياضي بهدف تجديد العهد مع أجواء المنافسات.
وقال خيري: “أعتقد أن قرار زياش بالانتقال للدوري المغربي ذكي للغاية، خاصة وأن المستوى الفني للمسابقة المحلية ارتفع في السنوات الأخيرة وأعتبره شخصياً أفضل من بعض الدوريات الأوروبية”.
وأضاف بالقول: “نجم تشيلسي الأسبق ستتاح له فرصة اللعب في مستوى عالٍ، مما سيساعده على تجديد العهد مع منتخب المغرب”.

حكيمي المرشح الأبرز
وفي إجابة عن سؤال وجه له بخصوص مرشحه للفوز بلقب أفضل لاعب أفريقي لعام 2025، قال عبدالرزاق خيري: “بكل تأكيد أشرف حكيمي هو المرشح الأبرز للتتويج بهذه الجائزة الفردية بعد النجاحات الكبيرة التي حققها مع فريقه باريس سان جيرمان، بجانب مساهمته الكبيرة في السلسلة التاريخية في عدد الانتصارات المتتالية التي حققها منتخب المغرب”.
وأضاف: “أعتقد أن حكيمي تعرض لظلم كبير في جائزة الكرة الذهبية وكان يستحق التواجد على الأقل ضمن قائمة أفضل 3 لاعبين في العالم.

تشكيل الأحلام لمنتخب المغرب
وفي خاتمة حواره، اختار عبدالرزاق خيري التشكيل التاريخي لمنتخب المغرب:
حراسة المرمى: بادو الزاكي (مع الإشادة بإنجازات ياسين بونو).
خط الدفاع: أشرف حكيمي – قاسم سليماني – العربي أحرضان – نور الدين النيبت.
خط الوسط: عبدالمجيد الظلمي – عزيز بودربالة – محمد التيمومي.
خط الهجوم: مصطفى حجي – أحمد فرس – حسن عسيلة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز



