«COP30».. الدول الجزرية الصغيرة تلقي الضوء على شريان الحياة الأخير

بين أمواج القلق التي تتصاعد مع تسارع التغير المناخي، تقف الدول الجزرية الصغيرة في مواجهة الوجود ذاته، رافعة شعار “1.5 درجة مئوية” ليس كهدف بيئي فحسب، بل كحدٍّ فاصل بين البقاء والزوال.
في مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) في بيليم، يتجدد نداء هذه الدول المهددة بالغرق، مطالبة العالم بالوفاء بتعهداته المناخية قبل فوات الأوان.
من قلب الجزر الممتدة في المحيطات، تتحدث هذه الدول بصوتٍ واحد يحمل وجع الشعوب الصغيرة التي تدفع الثمن الأكبر لارتفاع الحرارة العالمية. إنها رسالة بقاء موجّهة إلى الكبار: “خفضوا الانبعاثات.. فحياتنا ليست قابلة للتفاوض”.
وبين وعود المؤتمرات وموجات الأعاصير، تحاول الجزر التمسك بآخر خيط من الأمل – درجة ونصف فقط – كرمز للعدالة المناخية.
تصر الدول الجزرية الصغيرة على ضرورة التزام المجتمع الدولي بهدف 1.5 درجة مئوية، معتبرة هذا الحد بمثابة “شريان حياة” لبقائها في مواجهة تهديدات الغرق والعواصف المتزايدة.
وأكدت توياتا أبيلو-أويلي، منسقة التخفيف في تحالف الدول الجزرية الصغيرة (AOSIS)، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، أن هذه الدول جاءت إلى مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) في مدينة بيليم البرازيلية لتطالب العالم باحترام التزاماته.
وقالت: “الدول الجزرية الصغيرة هنا للمطالبة باحترام 1.5. هذا ليس شعارا سياسيا، إنه شريان حياة لبقائنا، ولشعوبنا، وجزرنا الصغيرة. فحياتنا ليست قابلة للتفاوض”.وأضافت أبيلو-أويلي، التي استغرقت رحلتها يومين كاملين للوصول من ساموا إلى بيليم، أن الوقت ينفد أمام المجتمعات الجزرية التي تواجه كوارث متكررة وتدهورًا بيئيا متسارعا.
وفي فعالية جانبية ضمن اليوم الأول للمؤتمر، أشار أونا ماي جوردون، المدير السابق لشؤون تغير المناخ في الحكومة الجامايكية والمستشار في مركز تغير المناخ التابع للمجتمع الكاريبي، إلى أن إعصار “ميليسا” الذي ضرب جامايكا مؤخرا كشف حجم الكارثة. وقال: “ضرب إعصار ميليسا جامايكا قبل أسبوع ونصف فقط، وكل جامايكي يعرف الآن معنى كلمة كارثية”.
وأوضح أن العاصفة كانت الأقوى في تاريخ البلاد، إذ تسببت في مقتل العشرات وخسائر تجاوزت 28% إلى 32% من الناتج المحلي الإجمالي للعام الماضي. وأضاف بأسى: “لقد فقدنا تراثنا الثقافي، كنائس عمرها 300 عام، وجزءا من هويتنا. الناس يتألمون”.
ويحذر العلماء من أن تجاوز الحد المستهدف (1.5 درجة مئوية) سيؤدي إلى تغييرات لا رجعة فيها، تشمل ذوبان القمم الجليدية وارتفاعًا أسرع في مستوى البحار، وهو ما ينذر بمصير مشابه لإعصار “ميليسا” الذي دمّر أجزاء واسعة من الكاريبي.
من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تجاوز هذا الحدّ الأسبوع الماضي بأنه “فشل أخلاقي وإهمال مميت”، مؤكدا أن العواقب ستكون وخيمة على الشعوب الأضعف التي لم تسهم في الأزمة، لكنها تتحمل وطأتها كاملة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




