تخترق المؤسسات مثل مخدر بطيء

أطلقت مجلة “لوبوان” الفرنسية، صرخة تحذير ضد الإسلام السياسي، وتسلله إلى المؤسسات وقيم الجمهورية الفرنسية، التي أضعفتها الانقسامات.
وبعد مرور 10 سنوات على هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 في باريس، و5 سنوات على اغتيال المعلم صامويل باتي، تبدو فرنسا مشلولة كما لو أن الصدمة تحولت إلى ملل، ثم إلى استسلام.
وقالت المجلة الفرنسية إن الإسلام السياسي ينتشر في تفاصيل الحياة اليومية وفي المؤسسات الفرنسية.
وأضافت:” لم يعد يفرض الخوف عبر العنف وحده، بل يتقدم بواجهة الاحترام، ومطالب الأقلية، وحق الاختلاف، بل ومن المفارقات المؤلمة، عبر العمل النقابي أو حتى دفاعاً عن حرية المرأة”.
وفي مواجهة الإسلام السياسي، تتراجع الجمهورية، التي أضعفتها الانقسامات وشلها القلق من الاتهامات بالتمييز أو الإسلاموفوبيا، خطوة خطوة، بحسب “لوبوان”.
وأشارت المجلة الفرنسية إلي أنه منذ 10 سنوات، كان الإرهابيون يقتلون الشباب الذين جاؤوا للاستماع إلى الموسيقى، فيما كان آخرون يهاجمون مقاهي باريس، أحد أهم علامات العاصمة الفرنسية.
وتابعت:” في ذات الفترة، كانوا يقتلون الصحفيين في شارلي ويمارسون المجازر بحق اليهود في متجر هايبر كاشر، كانت كراهيتهم موجهة نحو الفرح، والحرية، والتنوع، والحياة نفسها”، مضيفة أن “فرنسا تم استهدافها”.
وأضافت المجلة: “داخل اليسار الديمقراطي، يجرؤ بعض المسؤولين الشجعان فقط على مواجهة الإسلام السياسي، بينما يخشى البقية ذلك، إذ يتم غسل أدمغتهم عبر خطاب الضحية”، الذي وصفته لوبوان بأنه “السلاح الأقدم والأقوى لجماعة الإخوان”.
وأوضحت لوبوان، أنه في المجتمع، من يعارض الإخوان، “يصنف فورًا كفاشي”، مضيفة أن “معرفة الروابط التاريخية بين الإخوان والنازية تجعل هذا الوضع صادمًا أكثر”.
حلف
وقالت “لوبوان” إن الإسلام السياسي “لم يعد يتوقف عند الدعوة للانفصال، بل وجد حلفاء في اليسار الراديكالي”.
وأضافت أن الفيلسوف باسكال بروكنر حذر من أن ما يجمع “الإسلام السياسي واليسار ليس تحالفًا أيديولوجيًا، بل تنازلاً أخلاقيًا يقوم على تبرير التطرف باسم المظلومية، وتبرير الكراهية باسم المعاناة، وتحويل الجلادين إلى ضحايا”.
وأوضحت المجلة: “لم نعد نتحدث عن الجرائم الإسلاموية، بل عن لوم من يجرؤ على التحدث عنها، ولم نعد ندين دعاة الكراهية، بل نطارد من يجرؤ على ذكر الإسلام السياسي”.
دعوة للمواجهة
لوبوان ذكرت أن السلطات العامة تبدو مرهقة، مشيرة إلى أن الدعوات المستمرة لـ”التسامح”، والحملات ضد «العنصرية المنهجية»، والمظاهر الاستعراضية، أضعفت “الرسالة الجمهورية، متابعة أن “الإسلام السياسي يزدهر حيثما وجد فراغ، ويشغل المساحة التي تركها الشعور بالعار وكراهية الذات”.
ثم قالت “هناك حاجة ملحة لاستعادة شجاعة التنوير، ومواجهة الإسلام السياسي بوضوح”.
وأضافت أن الإسلام السياسي “لا يحاصر الجمهورية، بل يتسلل إليها مثل مخدر بطيء، يغذيه جبن البعض وتواطؤ البعض الآخر”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز




