ترامب يشن حرباً على اللحوم الأجنبية!
اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شركات تعبئة اللحوم الأجنبية المملوكة من الخارج بالتواطؤ لرفع أسعار لحم البقر في الولايات المتحدة.
وجاء إعلان ترامب عبر منصاته على وسائل التواصل بعد أيام من خسارة حزبه الجمهوري في انتخابات محلية ركز فيها الديمقراطيون على قضية تكاليف المعيشة.
وطلب ترامب من وزارة العدل فتح تحقيق عاجل في ما وصفه بـ«تلاعب واحتكار غير مشروع» في السوق. وكتب أن قراره يستهدف «حماية المزارعين الأمريكيين الذين يُحمَّلون ظلماً مسؤولية ما تفعله شركات اللحوم الأجنبية المهيمنة على السوق»، مضيفاً أن هذه الشركات «تهدد أمن الغذاء الوطني».
وكانت أسعار لحم البقر قد ارتفعت إلى مستويات قياسية وهو ما يعود إلى تراجع أعداد الماشية بسبب الجفاف، إضافة إلى الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على واردات البرازيل، وهي أحد كبار مصدّري اللحوم. ورغم الأسعار المرتفعة، فإن الطلب المحلي على اللحم لا يزال قوياً، بحسب غلين تونسر، مدير “مؤشر الطلب على اللحوم” في جامعة كانساس، الذي أوضح أن تركيبة ملكية شركات التعبئة لم تتغير كثيراً خلال السنوات الأربع الماضية.
4 شركات كبرى
وتمثل 4 شركات كبرى معظم سوق لحوم البقر الأمريكي، من بينها شركة “جيه بي إس” البرازيلية، أكبر منتج للحوم البقر في العالم. وتواجه الشركة منذ سنوات دعاوى تتعلق بتحديد الأسعار. ففي عام 2022، وافقت على تسوية بقيمة 52.5 مليون دولار بعد اتهامها مع “تايسون فودز” وشركات أخرى بتقليص عدد المذبوحات لرفع الأسعار.
لكن خبراء الاقتصاد الزراعي يشككون في أن يؤدي تحقيق جديد إلى خفض الأسعار، إذ يرى ديريل بيل، أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة أوكلاهوما، أن «تفكيك الشركات الكبرى سيؤدي في النهاية إلى رفع أسعار اللحوم للمستهلكين وخفض أسعار المواشي للمزارعين».
وفي المقابل، قال “معهد اللحوم الأمريكي” إن الصناعة تعاني من خسائر فادحة بسبب قلة المعروض من الماشية، رغم الطلب القوي. وأكدت الرئيسة التنفيذية للمعهد، جولي آنا بوتس، أن بيانات وزارة الزراعة تثبت أن شركات التعبئة تعمل بخسارة منذ أكثر من عام، وأن الأزمة مرشحة للاستمرار حتى عام 2026.
تحركات ترامب أعادت تسليط الضوء على ملف أسعار الغذاء الذي شكّل محوراً في معارك رئاسية سابقة، إذ سبق للرئيس جو بايدن ونائبته آنذاك كامالا هاريس أن أعلنا مبادرات لتعزيز المنافسة ومواجهة ما وصفاه بـ«جشع الشركات الغذائية». وبينما يرى مراقبون أن خطوة ترامب قد تحمل بعداً سياسياً وسط ضغوط داخلية حول كلفة المعيشة، يؤكد آخرون أن تأثيرها الفعلي على السوق سيظل محدوداً ما لم تتغير ديناميكيات العرض والطلب.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز
