اسعار واسواق

ترامب لا يخشى نووي روسيا.. دافع آخر خلف رغبته في «سلام أوكرانيا»


منذ اندلاع حرب أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، كانت التهديدات النووية هي الخطر الأكبر الذي أثار المخاوف حول العالم.

وأثار الخطاب الغامض للكرملين وتهديدات بعض المسؤولين الأكثر صراحة في الإعلام، مخاوف بشأن انتهاك روسيا للمحرمات النووية في أوكرانيا، وذلك على الرغم من رفض محللين لفكرة أن الأسلحة النووية توفر ميزة كبيرة في ساحة المعركة.

وتسبب التخوف من “الخطوط الحمراء” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تأخير الولايات المتحدة تسليم أوكرانيا أسلحة طلبتها.

لكن المؤرخ والمؤلف سيرهي بلوخي أكد لمجلة “نيوزويك” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يخشى التهديدات النووية التي أطلقها بوتين خلال حرب أوكرانيا.

وقال “لا أرى أن ترامب يخشى روسيا أو استخدامها للأسلحة النووية. الخوف من روسيا النووية كان الدافع الأكبر لإدارة الرئيس السابق جو بايدن”.

ووفقًا لكتاب “الحرب” للصحفي بوب وودوارد، فإن إدارة بايدن تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن بوتين يفكر في استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا لتجنب الخسائر في ساحة المعركة، مما دفع الرئيس الديمقراطي إلى تحذير نظيره الروسي من مثل هذه الخطوة،  حسب صحيفة “واشنطن بوست”.

وقال بلوخي “لا أحد يعلم إلى أي مدى يعد هذا مجرد ابتزاز أو خداع أو حقيقة. لكن بشكل عام، أعتقد أن إدارة بايدن ارتكبت خطأً فادحًا لقد شعرت بالخوف من هذه التصريحات الصادرة عن موسكو”.

وأضاف “لقد غيرت إدارة ترامب قواعد اللعبة تمامًا على عدة مستويات. هناك عوامل أخرى تُحرك سياسته الخارجية، ليس من بينها الخوف من روسيا نووية”.

ومؤخرا، تصاعدت حدة الخطاب حول الأسلحة النووية، حيث أمر بوتين المسؤولين بدراسة كيفية استئناف التجارب النووية، وذلك ردًا على منشور لترامب على وسائل التواصل الاجتماعي ذكر فيه أنه أصدر تعليماته لوزارة الحرب ببدء تجارب الأسلحة النووية بسبب برامج التجارب التي تقوم بها دول أخرى.

لكن المحللين تساءلوا عما إذا كان ترامب يقصد اختبار الصواريخ أم تفجير الرؤوس الحربية النووية وزاد الالتباس بسبب تصريح وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت بأن الولايات المتحدة لن تستأنف تجارب التفجير، التي أُجريت آخر مرة في التسعينيات، بل ستستأنف “اختبارات النظام”.

وتعليقا على تصريحات بوتين وترامب، قال مسؤول في البيت الأبيض لـ”نيوزويك” إن الرئيس أصدر تعليماته إلى وزارتي الحرب والطاقة بإجراء تجارب على الأسلحة النووية على قدم المساواة في عملية “ستبدأ فورًا”.

وأضاف أن “الولايات المتحدة أعربت لسنوات عن مخاوفها من عدم التزام روسيا والصين بوقف التجارب النووية المعلن. ترامب كان واضحًا أنه: “إذا فعلت دول أخرى ذلك، فسنفعله”.

ومع استمرار الجدل النووي بين واشنطن وموسكو، أعرب بلوخي عن قلقه بشأن أمر آخر وهو محطات الطاقة النووية في أوكرانيا مثلما حدث في زابوريجيا عندما دارت معركة على أراضي المحطة، واشتعلت النيران في أحد مبانيها، فكانت تلك “اللحظة الأخطر بلا منازع”. وأوضح أن الخطر لم يختف، بل أصبح أقل حدة لأن المفاعلات أصبحت الآن أكثر برودة.

وردا على سؤال حول الفرق الرئيسي بين سباق التسلح النووي الأول واليوم، قال بلوخي “الأمر الرئيسي هو أن لدينا الآن عددًا أكبر بكثير من الدول النووية مقارنةً بخمسينيات القرن الماضي، ولدينا تقريبًا لوائح أو اتفاقيات للحد من التسلح، أقل مقارنةً بما كان لدينا في السبعينيات والثمانينيات، لذا، هناك عدد أكبر من اللاعبين، وقواعد أقل، مما يجعل الأمر برمته أكثر خطورة”.

وأوضح أن “نظام منع الانتشار النووي القائم منذ ستينيات القرن الماضي يواجه مأزقًا بسبب الحرب في أوكرانيا.”

وحول خطاب ترامب المتغير بشأن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، قال بلوخي “من الواضح أن ترامب يُريد أن يُخلّد اسمه في التاريخ كصانع سلام، وجائزة نوبل جزء من هذه القصة”.

وأضاف “تتغير تكتيكاته وخطاباته، لكن هذا هو هدفه الأسمى.. يريد أن يخلد اسمه كأول من أنهى كل حرب حدثت في العالم”.

وتابع “الحرب في أوكرانيا هي محور الاهتمام.. أعتقد أنه إذا كان مثابرًا بما يكفي، فسيكون قادرًا على تحقيق ذلك”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى