ماكينزي سكوت تقلص حصتها في أمازون وتقدّم 80 مليون دولار كتبرعات تاريخية

خفّضت ماكينزي سكوت، الزوجة السابقة لمؤسس أمازون جيف بيزوس، حصتها في الشركة بنسبة تقارب 42% لتصل قيمتها إلى نحو 12.6 مليار دولار، وفقا لإفصاح حديث لدى هيئة الأوراق المالية الأمريكية نقلته وكالة بلومبرغ.
ووفق تقرير صحيفة تايمز أوف أنديا، تشير البيانات إلى أن سكوت، التي كانت من كبار المساهمين في أمازون بعد طلاقها عام 2019، باتت تمتلك حاليًا نحو 81.1 مليون سهم، أي أقل بـ58 مليون سهم مقارنة بالعام الماضي، رغم الأداء القوي للسهم خلال الفترة ذاتها.
تزامن هذا التحرك المالي مع توسع ملحوظ في نشاطها الخيري، إذ أعلنت جامعة هوارد الأمريكية عن تلقيها تبرعًا غير مسبوق بقيمة 80 مليون دولار من سكوت، وهو من أكبر المساهمات في تاريخ الجامعة الممتد لـ158 عامًا.
ويُعد هذا التبرع أحدث حلقات دعمها للمؤسسات التعليمية، خصوصًا الجامعات والمراكز التي تخدم المجتمعات ذات الخلفيات العرقية المتنوعة. وأوضحت جامعة هوارد أن التبرع يأتي في وقت بالغ الأهمية، إذ تواجه الجامعات الأمريكية تحديات مالية نتيجة توقف التمويل الحكومي بسبب الإغلاق الفيدرالي الذي بدأ مطلع أكتوبر/تشرين الأول.
وأشارت إدارة الجامعة إلى أن الأموال ستُستخدم لدعم برامج المساعدات الطلابية، وتطوير البنية التحتية، وتمويل كلية الطب بمبلغ 17 مليون دولار، فيما سيُخصَّص الباقي لدعم العمليات التعليمية والبحثية.
وفي بيان رسمي، قال واين فريدريك، الرئيس المؤقت لجامعة هوارد: “هذا الاستثمار التاريخي يعزز قدرتنا على تحقيق رسالتنا في دعم التميز الأكاديمي والبحثي، وضمان استمرارية النجاح الطلابي والمؤسسي”.
ويأتي هذا التبرع ضمن سلسلة من المبادرات الكبرى التي أطلقتها سكوت خلال العامين الماضيين. ففي عام 2025 وحده، قدّمت 70 مليون دولار لصندوق الكليات والجامعات التاريخية للسود (UNCF)، و42 مليون دولار لمنظمة 10,000 Degrees في ولاية كاليفورنيا لدعم الطلاب من ذوي الدخل المحدود، إضافة إلى منح بقيمة 640 مليون دولار وزعتها على أكثر من 360 منظمة محلية في إطار مبادرتها “النداء المفتوح”.
وتقدّر ثروة سكوت حاليًا بنحو 35.6 مليار دولار وفق صحيفة وول ستريت جورنال، وهي من أوائل المنضمين إلى “تعهد العطاء” الذي أطلقه وارن بافيت وبيل وميليندا غيتس عام 2010، متعهدة بالتبرع بمعظم ثروتها للأعمال الخيرية. ومنذ طلاقها من بيزوس، تبنّت نهجًا يقوم على “التمويل غير المقيّد”، أي منح المؤسسات حرية كاملة في استخدام الأموال بما يخدم أهدافها التنموية.
وكانت سكوت قد بدأت رحلتها الخيرية مبكرًا، إذ أعلنت في عام 2020 عن تبرعات بلغت 1.7 مليار دولار لمنظمات تُعنى بالعدالة الاجتماعية وتمكين الفئات المهمشة، مثل Black Girls CODE وLatinoJustice وTransgender Law Center. وفي العام نفسه، وزعت أكثر من 4 مليارات دولار على 384 مؤسسة لدعم المجتمعات المتضررة من جائحة كورونا.
وفي عام 2021، قدّمت مع زوجها السابق دان جيويت نحو 2.74 مليار دولار لدعم 286 منظمة تركّز على قضايا العدالة الاجتماعية والتعليم والرعاية المجتمعية. وفي العام التالي، وصلت قيمة تبرعاتها إلى 570 مليون دولار شملت قطاعات التعليم والصحة والمساعدات الإنسانية.
وبذلك، تواصل ماكينزي سكوت ترسيخ مكانتها كإحدى أبرز المتبرعات في العالم، إذ تتعامل مع ثروتها بوصفها أداة لتوسيع الفرص وتقليص الفوارق الاجتماعية، في وقت تواصل فيه تقليص استثماراتها في أمازون لتوجيه مواردها نحو ما تعتبره “الاستثمار الحقيقي” في البشر والمجتمعات”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




