الأتمتة والتقنيات الذكية تقود مستقبل صناعة الأغذية في الشرق الأوسط ‹ جريدة الوطن

يشهد قطاع الأغذية والمشروبات في الشرق الأوسط تحولًا جذريًا مدفوعًا بتسارع الرقمنة وتطور سلوك المستهلكين، لا سيما مع نمو الطلب على التسوق الإلكتروني وتزايد الحاجة إلى الكفاءة التشغيلية والاستدامة. ومع اقتراب انعقاد معرض جلفود للتصنيع 2025، تبرز أهمية الأتمتة والذكاء الاصطناعي كعناصر رئيسية لإعادة تشكيل سلاسل الإمداد وتعزيز مرونة القطاع في مواجهة التحديات المستقبلية.
وقال رامي يونس، المدير العام لشركة سويس لوج الشرق الأوسط، معلقاً: “مع توسع أسواق التجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة الغذائية في الشرق الأوسط، حيث ارتفعت الطلبات عبر الإنترنت خلال العام الماضي بنسبة 30%، أصبحت الأتمتة عنصرًا أساسيًا لاكتساب ميزة تنافسية في قطاع الأغذية والمشروبات وتلبية الطلب المتزايد على أنظمة التوزيع والتخزين المتقدمة. إن الحكومات تُولي أولويةً خاصة للأمن الغذائي والكفاءة التشغيلية من خلال الروبوتات والذكاء الاصطناعي وأنظمة المستودعات الذكية التي تعمل على تعزيز سلاسل الإمداد جنباً إلى جانب مع ضمان الجودة، مشيرا إلى أن تبسيط عمليات المستودعات وسلسلة التوريد أصبح أمرًا لا غنى عنه لتحقيق تلك الغاية.
فعلى الصعيد العالمي، يُفقد ما يقرب من 30% من الأغذية قبل وصولها إلى المستهلكين، وتُساعد الأتمتة على الحد من هذه النسبة من خلال التعامل الدقيق والتخزين القابل للتتبع. ففي مجال الخدمات اللوجستية للأغذية، يُمكن للأنظمة الذكية مثل AutoStore مضاعفة الإنتاج مع الحفاظ على دقة اختيار تتجاوز 99%، مما يُمكّن الشركات من تلبية الطلب المتزايد على التجارة الإلكترونية والأطعمة الجاهزة بكفاءة. ومن ثم فإنه من خلال تقليل الأخطاء والإهدار، تعمل هذه التقنيات على دعم الاستدامة بشكل مباشر عبر سلسلة القيمة. تلعب فعاليات مثل معرض جلفود للتصنيع دورًا أساسيًا في هذا التطور، إذ تجمع المبتكرين وصناع القرار لاستكشاف التقنيات التي تعزز تنافسية المنطقة. وبالتالي فإنه من خلال تبني الأتمتة، يمكن لشركات الأغذية والمشروبات ضمان مستقبل عملياتها ودعم هدف المنطقة في أن تصبح رائدة عالميًا في إنتاج الأغذية المتقدمة والمستدامة.”
إن مستقبل صناعة الأغذية في الشرق الأوسط يعتمد بشكل متزايد على مدى سرعة تبني التقنيات الذكية التي تُسهم في رفع الكفاءة التشغيلية وتقليل الهدر وتعزيز الاستدامة. ومع اقتراب جلفود للتصنيع 2025، تتجه الأنظار نحو الحلول المبتكرة التي ستقود الجيل الجديد من سلاسل الإمداد الغذائية، لتجعل من المنطقة مركزًا عالميًا للتصنيع والتوزيع الذكي للأغذية.




