موسكو تتحدى أمريكا في «حديقتها الخلفية».. صواريخ إلى فنزويلا
وسط التوترات مع الولايات المتحدة، تسعى فنزويلا للحصول على دعم عسكري من روسيا ويبدو أنها حصلت عليه بالفعل.
الأسبوع الماضي، ذكرت بعض التقارير أن فنزويلا طلبت المساعدة من روسيا في ظل الضغوط الأمريكية على كاراكاس، وردا على ذلك كشف نائب بارز في لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي أن الكرملين أرسل بالفعل أنظمة دفاع جوي جديدة إلى فنزويلا.
وفي مقابلة مع صحيفة “غازيتا” الروسية، تحدث أليكسي جورافليف، النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع بمجلس الدوما عن عدد من الأسلحة التي قدمتها موسكو سابقًا لكاراكاس، بما في ذلك مقاتلات سو-30 إم كيه 2 وأنظمة إس-300 في إم.
وأشار إلى وصول أنظمة دفاع جوي روسيا إلى فنزويلا وذلك وفقا لما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.
وقال جورافليف إنه “وفقًا لأحدث المعلومات، تم تسليم منظومتي “بانتسير-إس1″ و”بوك-إم2إي” الروسيتين مؤخرًا إلى كاراكاس بواسطة طائرة نقل من طراز إيل-76″.
بالإضافة إلى ذلك، ألمح جورافليف إلى أن روسيا قد تكون منفتحة على إرسال أسلحة هجومية، مثل الصواريخ الباليستية، إلى فنزويلا.
وإذا صحت هذه المعلومات فإنها تعكس المزيد من التقارب بين روسيا وفنزويلا في ظل تصاعد التوترات بين كاراكاس والولايات المتحدة.
وفي حين لا يزال مصدر الدفاعات الجوية الجديدة غير واضح، فإن مثل هذه الشحنات من شأنها أن تؤثر أيضًا على المخزون العسكري الروسي في ظل حرب أوكرانيا.
ولم يتمكن “بيزنس إنسايدر” من التحقق من صحة تصريحات جورافليف لكن بيانات “فلايت رادار” لمراقبة الرحلات الجوية أظهرت أن طائرة شحن من طراز “إليوشن Il-76 ” هبطت في كاراكاس في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث مكثت هناك يوم قبا أن تتجه إلى كوبا.
والطائرة كانت تشغلها شركة “أفيكون زيتوترانس” وهي شركة شحن روسية فرضت عليها وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عام 2023 بسبب نقلها معدات دفاعية مثل الصواريخ والرؤوس الحربية وقطع غيار المروحيات، وأدرجت واشنطن فنزويلا كإحدى وجهات التسليم.
ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كانت الطائرة تحمل “أنظمة بانتسير إس-1″، وما إذا كانت هذه هي الطائرة التي أشار إليها جورافليف.
ويوفر نظام صواريخ “بانتسير إس-1” أرض-جو دفاعًا جويًا قصير إلى متوسط المدى، وهو أحدث بكثير من نظام “بيتشورا-2 إم” الذي استلمته فنزويلا من روسيا قبل أكثر من عقد.
ويتميز الجيل الأحدث من نظام “بانتسير-إس-1” بأنه أكثر قدرة على الحركة وبأجهزة استشعار فائقة، كما أنه أكثر فعالية في إصابة الأهداف الطائرة على ارتفاعات منخفضة مقارنةً بنظام “بيتشورا-2 إم”.
وسيعمل نظام “بانتسير-إس-1” ليكمل نظامي “إس-300 في إم” و”بوك-إم-2 ” اللذين اشترتهما فنزويلا أيضًا من روسيا قبل سنوات.
ويمكن لنظام “إس-300 في إم” تغطية مسافات تصل تقريبًا إلى 120 ميلًا، ويُستخدم عادةً لمواجهة الصواريخ الباليستية والطائرات المقاتلة، بينما يغطي نظام “بوك-إم2” حوالي 30 ميلًا، وهو أكثر ملاءمةً لمواجهة الطائرات والمروحيات وصواريخ الكروز.
في المقابل، يتراوح مدى نظام “بانتسير إس-1” بين 12 و20 ميلًا، ويُستخدم غالبًا لتوفير دفاع جوي نقطي، وأحيانًا لحماية الأصول بعيدة المدى.
وفي مقابلته مع “غازيتا” قال جورافليف إن روسيا غير مُقيّدة بتزويد فنزويلا بصواريخ هجومية حديثة وأضاف “المعلومات المتعلقة بكميات وأسماء ما يتم استيراده من روسيا سرية، لذا قد يُفاجأ الأمريكيون”.
ولم يوضح النائب ما إذا كان قد تم تسليم أي شحنات، لكنه أضاف أنه لا يرى أي مشكلة في إرسال روسيا صاروخ”أوريسشينك” الباليستي أو صواريخ”كاليبار” إلى كاراكاس.
وتشعر فنزويلا بالقلق مع تكثيف الولايات المتحدة وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي وشنها غارات جوية على قوارب اتهمتها بتهريب المخدرات.
والشهر الماضي، نشرت البحرية الأمريكية حاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد ر. فورد”، في المنطقة إلى جانب 9 سفن حربية أخرى على الأقل.
ومع تزايد التصعيد، وجهت الولايات المتحدة اتهامات الإرهاب المرتبط بالمخدرات لمادورو الذي ينفي ذلك تماما.
وأشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دائما إلى إمكانية مهاجمة فنزويلا بشكل مباشر، لكنه أصدر أيضًا تصريحات متناقضة بشأن خططه.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
