قصة نجاح «ديبيندر غويال».. فشل يتحول إلى إمبراطورية رقمية للطعام

                            من الصعب حقا بدء مشروع تجاري بعد تجربة فشل، حيث يصبح الانطلاق من جديد تحديا أكبر. وكان ديبيندر غويال من بين رواد الأعمال الذين اضطروا لذلك في بداية حياتهم المهنية، بعد أن لم تسر محاولته الأولى مع شركة “فودليت” كما خطط لها.
لم تحقق المحاولة الأولى النجاح كما توقع، ومع ذلك لم يستسلم غويال، بل قرر خوض تجربة ثانية، حيث غيّر اسم الشركة إلى “زوماتو” وبدأ من الصفر. وكانت المحاولة الثانية هي ما جعلت ديبيندر حديث المدينة في الهند، وأصبحت زوماتو اليوم شركة بمليارات الدولارات.
النجاح ليس دائمًا على الأبواب، فالأخطاء جزء من الرحلة، والتعلم منها والبدء من جديد هو ما يميز الرواد. هذا بالضبط ما فعله ديبيندر غويال، الذي لم يترك الفشل يثنيه عن حلمه.
في عام 2008، كان ديبيندر وبانكاج تشاداه زميلين في شركة باين آند كومباني، ولاحظا خلال إحدى وجبات الغداء مشكلة متكررة: جميع أعضاء المكتب يقضون وقتًا طويلاً في البحث عن أماكن توصيل الطعام، بسبب عدم توفر قوائم الطعام على الإنترنت.
استجابة لذلك، ابتكروا “فودليت”، حيث التقطوا صورًا لقوائم المطاعم في دلهي ونشروها على موقع إلكتروني. لم تكن الفكرة سيئة، لكن طريقة التنفيذ كانت خاطئة، ولم يُظهر الاسم أي دلالة على الخدمة المقدمة، ولم يكن لديهم نموذج عمل حقيقي. النمو كان بطيئًا للغاية، ولم يحقق أي ربح.
وبعد عام 2010، ومع تغيير اسم الشركة إلى زوماتو، غيّروا مسار حياتهم بالكامل بقرار واحد. أصبحت زوماتو اليوم واحدة من أكثر الشركات قيمة في الهند.
وُلد ديبيندر في 26 يناير/كانون الثاني 1983 في موكتسار، بلدة صغيرة في البنجاب، لعائلة من الطبقة المتوسطة تقدّر التفوق الدراسي. كان بارعًا في الأرقام وشغوفًا بحل المسائل الصعبة، ودرس بجد حتى نجح في اجتياز أحد أصعب امتحانات القبول في الهند.
حصل على شهادته من المعهد الهندي للتكنولوجيا في دلهي عام 2005 في تخصص الرياضيات والحوسبة، وعُيّن مستشارًا في شركة باين آند كومباني عام 2006، حيث حصل على منصب جيد براتب مناسب وفرص ترقية وظيفية. ومع ذلك، شعر بأن هناك شيئًا ينقصه، إذ لم يكن يرغب في العمل لدى شخص آخر طوال حياته، بل أراد أن يبتكر شيئًا يحل مشاكل حقيقية لأشخاص حقيقيين.
بحلول عام 2010، أطلق ديبيندر وبانكاج رسميًا شركة زوماتو، وكان الاسم جذابًا وسهل الحفظ، ليصبح نقطة انطلاق جديدة. تم توثيق الشركة رسميًا باسم DC Foodiebay Online Services Private Limited، وحصلت على أول تمويل رئيسي من Info Edge، ما سمح لهم بتوظيف عدد قليل من الموظفين والسعي للتوسع خارج دلهي.
لم يكن ديبيندر مجرد مدير يجلس في المكتب، بل كان يخرج بكاميرا ويلتقط صورًا للطعام في المطاعم، ويزور المئات من الأماكن، ويتحدث مع أصحاب المطاعم ويقنعهم بتحميل قوائم الطعام على الموقع الإلكتروني.
بحلول عام 2011، كانت زوماتو موجودة بالفعل في ست مدن رئيسية: دلهي، ومومباي، وبنغالور، وتشيناي، وبوني، وكولكاتا. وكان أهم تحدٍ هو التأكد من صحة المعلومات، إذ أي خطأ في رقم الهاتف أو قائمة الطعام قديمة كان سيؤدي إلى فقدان ثقة المستخدمين.
وفي عام 2012، اتخذ ديبيندر خطوة غير مسبوقة، عندما قرر توسيع نطاق زوماتو خارج الهند، على الرغم من تشكيك العديد من المستثمرين والمستشارين. توسّعت الشركة إلى الإمارات العربية المتحدة، وسريلانكا، وقطر، والمملكة المتحدة، والفلبين، وجنوب إفريقيا خلال عام واحد.
كما بدأت زوماتو بالاستحواذ على شركات صغيرة لتسريع التوسع، مثل Urbanspoon في الولايات المتحدة وأستراليا، وMenu-Mania في نيوزيلندا، بالإضافة إلى عدد من الشركات المحلية في أسواق مختلفة.
وبحلول عام 2015، كانت زوماتو موجودة في 23 دولة حول العالم، مثبتة أن نجاحها لم يقتصر على الهند فقط، بل كانت خدمتها تحل مشكلة عالمية يمكن تطبيقها في أي مكان.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
				



