قبيل انتخابات العراق.. السوداني يعيد ترتيب «الإطار» ويقصي وجوه المالكي

                            كشف مصدر سياسي مطلع لـ«العين الإخبارية» عن تصاعد حدة التوتر داخل الإطار التنسيقي الشيعي الحاكم في العراق.
جاء ذلك بعد غياب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن الاجتماع الدوري للإطار، الذي عُقد في مكتب زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في وقت اتخذ فيه السوداني قرارًا بإبعاد أحد أبرز المقربين من المالكي من منصب حساس في مؤسسة إعلامية رسمية.
ووفقًا للمصدر، فإن السوداني أنهى تكليف هشام الركابي من عضوية مجلس مفوضي هيئة الإعلام والاتصالات، وعيّن بدلاً عنه باسم العوادي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، وهو القرار الذي أثار استياءً واسعًا داخل جناح دولة القانون.
واعتبر المقربون من المالكي أن إبعاد الركابي يحمل دلالات سياسية واضحة، ويعكس رغبة رئيس الوزراء في تقليص نفوذ المالكي داخل المؤسسات التنفيذية والإعلامية التي ظلت لسنوات تُدار من قبل شخصيات قريبة من ائتلاف دولة القانون.
غياب متكرر للسوداني
وأوضح المصدر لـ«العين الإخبارية» أن السوداني علّق اجتماعاته داخل الإطار التنسيقي، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يغيب فيها رئيس الوزراء عن اجتماعات الإطار الحاكم خلال الأسابيع الأخيرة، في مؤشر على فتور العلاقة بين مكونات الائتلاف الشيعي الداعم للحكومة.
من جانبه، علّق هشام الركابي على القرار قائلاً إنه «مستغرب»، مؤكداً تمسكه بحقه القانوني في الطعن أمام القضاء العراقي، مضيفاً: «أؤمن بعدالة القضاء وإنصافه».
ويُعد الركابي، المولود عام 1976، مدير المكتب الإعلامي للمالكي وأحد أبرز الوجوه الإعلامية المقربة منه، وقد شغل عدة مناصب خلال فترة حكم المالكي التي استمرت ثماني سنوات.
بيان الإطار وتجاهل الخلاف
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أصدر الإطار التنسيقي بيانًا عقب الاجتماع، أكد فيه «وحدة الموقف ودعم الحكومة»، دون أي إشارة إلى غياب السوداني أو الخلاف المستجد.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع تناول ملف المياه والاتفاق العراقي–التركي، وشدد على ضرورة «حماية الحقوق المائية والسيادة الوطنية». كما استذكر مرور خمس سنوات على تأسيس الإطار، مشيدًا بدور الحكومة والبرلمان في «تحسين الخدمات ومواجهة المشاريع الخارجية».
وأكد الإطار في ختام بيانه «دعمه الكامل لاستقلال القضاء العراقي ودوره في ترسيخ العدالة وهيبة الدولة»، مجددًا «التزامه بالعمل بروح الوحدة والمسؤولية الوطنية لبناء عراق قوي ومستقر».
ويرى مراقبون أن قرارات السوداني الأخيرة تعكس مسعىً لإعادة رسم توازنات القوى داخل الإطار الشيعي مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقبلة، في وقت يسعى فيه رئيس الوزراء إلى تعزيز استقلال حكومته عن تأثير الزعامات الحزبية التقليدية، خصوصًا المالكي الذي يُعد أحد أبرز رموز الإطار وقياداته التاريخية.
هيئة الإعلام والاتصالات
وتُعد هيئة الإعلام والاتصالات، التي أُنشئت عام 2004، الأولى من نوعها في الشرق الأوسط من حيث الجمع بين تنظيم قطاعي الإعلام والاتصالات ضمن إطار واحد.
ورغم أنها هيئة مستقلة وفق الدستور العراقي، فإنها عمليًا تخضع لنفوذ القوى السياسية الكبرى، وتُعد من الهيئات التي يجري تقاسمها بين الأحزاب الحاكمة.
وتتولى الهيئة تنظيم البث والإرسال، وإدارة تراخيص الاتصالات والتسعير، إضافة إلى وضع السياسات الفنية الخاصة بقطاع الإعلام والاتصالات، وهي من المؤسسات الحساسة التي تسعى الأحزاب إلى السيطرة عليها لما تمثله من نفوذ إعلامي واستراتيجي واسع.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
				



