اسعار واسواق

5 دعامات و12 خطوة لإنهاء الحرب


في لحظة سودانية تتقاذفها نيران الحرب وتتنازعها المبادرات، يطلّ صوتٌ سياسيٌّ يدعو إلى طريق ثالث لا ينتمي إلى المدافع ولا إلى الشعارات.

هذا الطريق يدعو إلى العمل التفاوضي المدعوم من الرباعية الدولية بوصفه المدخل الواقعي لإنهاء الحرب واستعادة الدولة.

فمن داخل أروقة حزب الأمة القومي، كشف القيادي عروة الصادق في حديث خاص لـ«العين الإخبارية» عن تصوّر سياسي متكامل يقوم على تعزيز الحلول التفاوضية ورفض القطيعة التي ـ على حد وصفه ـ «تؤجج نيران الحرب وتطيل أمدها».

وأوضح الصادق أن الإطار المقترح يقوم على 5 دعامات رئيسية و12 خطوة تنفيذية، تهدف جميعها إلى تحويل الهدنة إلى واقعٍ ملموسٍ يُعيد الثقة بين الأطراف ويضع السودان على طريق السلام المستدام.

*ما جوهر الرؤية السياسية التي تطرحونها لإنهاء الحرب في السودان؟

نحن في حزب الأمة القومي نطرح إطارًا عمليًا متماسكًا يقوم على تعزيز الحلول التفاوضية بدل القطيعة التي تُؤجّج نيران الحرب.

هذه الرؤية تقوم على تحويل النداءات الدولية والإقليمية إلى مصفوفة أفعال قابلة للتحقق، لا إلى بيانات نوايا تتبدد في الهواء.

هذا الإطار يستند إلى 5 دعامات رئيسية و12 خطوة تنفيذية تهدف إلى ترجمة الأقوال إلى وقائع ملموسة على الأرض.

*ما الدعامة الأولى التي يقوم عليها هذا التصور؟

الدعامة الأولى هي ما نسميه «عقيدة المسار المزدوج»، وتعني أن السلام يجب أن يهبط من الأعلى ويصعد من الأسفل.

فمن الأعلى، تُدار مفاوضات مركزية ترعاها الرباعية الدولية، ومن الأسفل يقود المدنيون توأمًا مجتمعيًا داخل الولايات.

الغاية من هذا المسار المزدوج أن ترتبط كل خطوة سياسية بتحسن ملموس في حياة المدنيين، سواء بوقف الهجمات أو وصول المساعدات، وذلك ضمن جداول زمنية قصيرة لا تتجاوز أسبوعًا أو شهرًا.

*وماذا عن الدعامة الثانية؟

الدعامة الثانية هي توحيد المبادرات داخل مصفوفة واحدة بدل تزاحم المسارات.

نحن نرى إمكانية دمج رؤية الرباعية والأفريقية والعربية ومبادرة الدكتور عبدالله حمدوك في مصفوفة اندماج سياسي تقودها آلية تنسيق مشتركة.

وتضم الرباعية، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، والأمم المتحدة، والإيغاد، مع تمثيل مدني مستقل.

هذه المصفوفة تنقسم إلى 3 حزم رئيسية:

• وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية

• الترتيبات الأمنية الانتقالية

• مسار الحكم والاقتصاد

ولتجنب التعثر، يُحال أي بند متعارض إلى لجنة تحكيم سياسي تفصل فيه خلال 72 ساعة دون تعطيل المسار العام.

*ذكرتم «نزع السلاح المالي».. كيف تفهمون هذه الدعامة الثالثة؟

السلام لا يثبت ما لم يُطفأ محرك الحرب الاقتصادي. والمقصود هو نزع السلاح المالي قبل السلاح القتالي، أي وقف الجبايات غير القانونية، وضبط تهريب الذهب وسلاسل القيمة.

إضافة إلى تجميد عوائد الشركات العسكرية في حساب سيادي مراقب يُصرف على الخدمات الأساسية تحت تدقيق مستقل.

كما نقترح إنشاء مجلس وطني مؤقت لحوكمة الموارد بأغلبية سودانية وخبراء مستقلين، يُصدر ميزانية شفافية شهرية ومؤشرات امتثال علنية تُقاس فيها الخدمات لا الأقوال.

*ما المقصود بمصطلح «مثلث الامتثال» الذي طرحتموه كدعامة رابعة؟

«مثلث الامتثال» هو آلية دقيقة لتحويل التعهدات إلى وقائع.

يقوم هذا المثلث على تحقق مستقل بفريق سريع الحركة، وعتبات قياس أسبوعية لخفض الهجمات وتحسين الخدمات، مع آلية تصحيح فوري تمنح الحوافز عند الامتثال وتفرض إجراءات تصحيحية عند الإخفاق، وفق مبدأ العصا والجزرة المتوازن.

*أما الدعامة الخامسة فهي «بروتوكول درء الفتنة».. كيف تعمل هذه الآلية؟

هذا البروتوكول يستهدف منع إعادة إنتاج الكراهية وخطاب التحريض.

نقترح ميثاقًا إعلاميًا يوقف التعبئة العدائية، وخطًا ساخنًا لتلقي الشكاوى الإعلامية مع حماية المبلّغين، بالتوازي مع قضاءٍ انتقالي يبدأ بمساءلة مرتكبي جرائم الدم ضد المدنيين أياً كانت الجهة التي ينتمون إليها.

*دعنا ننتقل إلى الجانب التنفيذي.. ما أبرز الخطوات الـ12 التي تقوم عليها الخطة؟

تشمل الخطة:

1. هدنة قابلة للتحقق لمدة 90 يومًا

2. ممرات إنسانية مؤمّنة بخريطة مرور واضحة للطرفين.

3. إطلاق دفعات من المحتجزين تشمل المرضى وكبار السن والقُصَّر

4. وقف جميع أشكال الجبايات غير الرسمية، واستبدالها بتمويل طارئ للخدمات عبر حساب سيادي مراقب.

5. تثبيت الشرطة المدنية في المدن المستقرة

6. إنشاء مجلس موارد وطني مؤقت يشرف على الذهب والموانئ والوقود والاتصالات ويصدر بيان شفافية شهري.

7. إعادة هيكلة أمنية ممرحلة

8. عدالة انتقالية مختلطة لقضايا الحرب

9. حكومة تكنوقراط محدودة الاختصاص تدير الاقتصاد والخدمات والإغاثة.

10. توزيع عادل للموارد على الولايات

11. ميثاق إعلامي لمحاربة خطاب الكراهية

12. برنامج إنعاش سريع يعيد الكهرباء والمياه والصحة والتعليم خلال مئة يوم في المدن الأكثر تضررًا.

*كيف تنظرون إلى مسار «الرباعية الدولية» ودورها في الحل؟ 

الرباعية هي أحد أهم المبادرات الدولية والإقليمية المطروحة لإنهاء النزاع في السودان ويجب أن تعتمد مؤشرات أسبوعية معلنة لقياس التقدم في إيصال المساعدات وحماية المرافق وخفض الهجمات.

ونحن نطالب بتحقيق توازن بين العقوبات الذكية والحوافز الإنسانية، بحيث يُكافأ الالتزام بتمويل إنساني السريع، ويُواجه الإخلال بعقوبات ذكية تستهدف اقتصاد الحرب لا المجتمع.

كما يجب أن تعترف الرباعية بمحلية القيادة، فتضم وفدًا مدنيًا موحدًا يمثل الولايات لا النخب المركزية فقط، وأن تمنع أي مكافأة تُمنح بقوة السلاح، بل تُربط المكاسب بـ«سلم الامتثال» مع الحرص على وصل مسارات الهدنة والاقتصاد والعدالة. قائلاً: «إن فصلها يعني انهيار الجميع».

هل يمكن دمج جميع المبادرات الدولية والإقليمية في مبادرة واحدة؟

نعم، يمكن ذلك بشرط التوظيف المنظم، فالرباعية تضمن آليات التنفيذ والتمويل المشروط، والاتحاد الأفريقي يوفر المظلّة الشرعية، والجامعة العربية تفتح جسور الدعم السياسي والاقتصادي، ومبادرة «حمدوك» تؤمّن البعد المدني والمشاركة الواسعة.

بهذا الشكل، كما أقول دائمًا، يصبح لدينا سكة واحدة تنطلق عليها كل القاطرات بدل التصادم على سكتين متوازيتين.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى