سباق النفوذ في بحر الصين الجنوبي.. واشنطن تصعّد وبكين ترد

تصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي، السبت، مع تبادل واشنطن وبكين الاتهامات حول الأنشطة العسكرية في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية.
فخلال اجتماعاته في كوالالمبور مع وزراء حرب ودفاع دول رابطة آسيان، وجّه وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث انتقادات حادة إلى الصين بسبب ما وصفه بـ«الأعمال المزعزعة للاستقرار» في البحر المتنازع عليه.
وقال هيغسيث إن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أدوات وتكنولوجيا متقدمة لدعم حلفائها في جنوب شرق آسيا، بهدف تعزيز قدرتهم على «الرد المشترك على التهديدات الصينية». وأضاف: «نحتاج إلى تطوير قدراتنا على المراقبة والرد السريع… ولن يكون الطرف الذي يتعرض للعدوان وحده».
وجاءت تصريحاته بعد مناورات بحرية مشتركة شاركت فيها قوات من الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا والفلبين، وهي تدريبات وصفتها بكين بأنها «قوّضت السلام والاستقرار الإقليميين».
وفي المقابل، أعلن الجيش الصيني أنه راقب وتتبع دورية بحرية مشتركة للفلبين وشركائها يومي 30 و31 أكتوبر/تشرين الأول، معتبرًا أن هذه الأنشطة «تهدد الاستقرار الإقليمي».
وقال المتحدث باسم القيادة الجنوبية للجيش الصيني إن «الفلبين تثير المشاكل في المنطقة»، مؤكدًا أن القوات الصينية «في حالة تأهب قصوى لحماية السيادة الوطنية والحقوق البحرية».
وتطالب الصين بمعظم بحر الصين الجنوبي عبر خط متنازع عليه يتقاطع مع مناطق اقتصادية خالصة لعدة دول، بينها الفلبين وفيتنام وماليزيا، في حين ترفض الحكم الدولي الصادر عام 2016 الذي أبطل مطالبها.
من جانبه، دعا وزير الدفاع الصيني دونغ جون إلى «حشد القوة الشرقية» مع دول آسيان لحماية السلام والاستقرار، مؤكدًا أن التعاون الإقليمي هو السبيل لتفادي المواجهة.
ويأتي التصعيد المتبادل بين واشنطن وبكين يعيد بحر الصين الجنوبي إلى واجهة التوترات الدولية، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لتأكيد حضورها العسكري وتعمل الصين على ترسيخ سيادتها البحرية في الممر الحيوي الذي تمر عبره تجارة تتجاوز قيمتها ثلاثة تريليونات دولار سنويًا.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




