الضغط على إسرائيل.. «الطريق الوحيد» لإنقاذ خطة ترامب في غزة

مع شن إسرائيل، الأسبوع الماضي، غارات ليلية على غزة، أثارت «انتهاكات» الدولة العبرية لاتفاق وقف النار مخاوف محلية لدى سكان القطاع، وقلقًا دوليًا، من انهيار خطة دونالد ترامب للسلام.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي أعلن استئناف العمل بوقف إطلاق النار في اليوم التالي من تلك الغارات، إلا أن «أي اتفاق يسمح لأي طرف بانتهاك بنوده بشكل منهجي كما يشاء هو مجرد حبر على ورق»، يقول موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي، مطالبًا إدارة دونالد ترامب بأن تكون مستعدة للضغط على بنيامين نتنياهو إذا كانت تريد إنقاذ خطتها للسلام.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن إسرائيل واصلت تقييد تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو عنصر أساسي في الاتفاق مع حماس لإنهاء القتال. وشنّت غارات جوية على القطاع بانتظام، مستشهدةً بتقارير غير مؤكدة عن هجمات شنتها الحركة الفلسطينية على قواتها، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات. وترفض فتح معابر إضافية من شأنها تعزيز تدفق المساعدات للمدنيين الفلسطينيين الجائعين والمعدمين.
وفي حين أن العديد من التقارير عن الهجمات على القوات الإسرائيلية «إما مبالغ فيها أو غير دقيقة، ويعود ذلك جزئيًا إلى احتمال بقاء بعض مقاتليها منفصلين عن قنوات القيادة، إلا أنها وقّعت أيضًا اتفاقًا يجب عليها الالتزام به»، يقول الموقع الأمريكي، مشيرًا إلى أنه «يجب محاسبة أي طرف ينتهك وقف إطلاق النار على أفعاله. وهذا يشمل حماس، التي تعمل بلا شك على استعادة قوتها وستتحدى إسرائيل أينما أمكنها ذلك».
النفوذ الأمريكي
ومع ذلك، يبقى تفاوت القوة ونفوذ الولايات المتحدة على إسرائيل أمرًا بالغ الأهمية في هذا السياق، لا سيما بالنظر إلى أن الأخيرة انتهكت اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة من جانب واحد.
وبحسب الموقع الأمريكي، فإن الغارات الإسرائيلية الجديدة في 28 أكتوبر/تشرين الأول، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص إضافي – بينهم 46 طفلًا – تُبدد أي فكرة عن وجود وقف إطلاق نار حقيقي في غزة اليوم، بل إن القواعد نفسها التي منحت إسرائيل تساهلاً استثنائيًا لعقود هي السائدة.
وشبه الموقع الأمريكي، الاتفاق الإسرائيلي مع حماس بـ«وقف إطلاق النار» بين تل أبيب وحزب الله في لبنان، مع استمرار قصفها لأراضٍ لبنانية ذات سيادة.
سياسة إسرائيلية، جاءت بنتائج عكسية، «فالجهود النبيلة لنزع سلاح حزب الله تواجه عقبات، لأن استمرار الوجود الإسرائيلي يعزز مبرر وجود الحزب، ألا وهو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي»، بحسب الموقع الأمريكي.
وعلى غرار حماس، سيستغل حزب الله هذه الديناميكية للاحتفاظ بسلاحه وقوته. في هذه الأثناء، يجد اللبنانيون واللاجئون السوريون أنفسهم عالقين في المنتصف، ويُنظر إليهم على الأرجح على أنهم نقطة ضغط أخرى على بيروت من قِبَل القادة الإسرائيليين والأمريكيين.
السيناريو نفسه، يتكرر في غزة أيضًا، لكن في ظل ظروف أسوأ، يعيشها المدنيون الفلسطينيون في القطاع، فجميعهم تقريبًا مُهجّرون، مع تدمير مُعظم البنى التحتية العامة.
وبينما تستمر ظروف المجاعة وسط انعدام الأمن الغذائي المُتفشي وسوء التغذية لدى الأطفال، يُهدد القتال الفلسطيني الداخلي المُستمر بين حماس والمليشيات المدعومة من إسرائيل المدنيين يوميًا.
ضغط مستمر
وبموجب ما يُسمى بوقف إطلاق النار وخطة السلام الأوسع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمكونة من 20 نقطة، لا تزال إسرائيل تسيطر على نحو 53% من غزة، مع صياغة غامضة تُملي انسحابًا مستقبليًا يقارب 8% – تُسمى «منطقة عازلة» تحيط بحدود غزة المتنازع عليها مع إسرائيل – عند نزع سلاح حماس.
ويتحدث المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون علنًا عن إعادة بناء المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل فقط، في إعادة صياغة واضحة لخطة نقل الفلسطينيين إلى ما يُسمى سابقًا بـ«المناطق الإنسانية».
وادّعى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى جانب ترامب، هذا الأسبوع أن لإسرائيل الحق في ضرب أهداف في غزة، معتبرًا هذه الأعمال مشروعة بموجب تفاصيل وقف إطلاق النار. تتعارض هذه الادعاءات مع التعريف الأساسي للمصطلح وهذه الاتفاقيات. فوقف إطلاق النار من جانب واحد ليس وقف إطلاق نار على الإطلاق، بحسب «ذا ناشيونال إنترست».
وأشار إلى أن إدلاء مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى بمثل هذه التصريحات «أمرٌ يتحدى المنطق، لا سيما بالنظر إلى رأس المال السياسي الهائل الذي استثمرته إدارة ترامب لتحقيق وقف إطلاق النار المرتقب».
وحذر الموقع الأمريكي، من أن السماح لنتنياهو «بتدمير إطار السلام المفترض للأجيال يتعارض مع السمات المفهومة عن ترامب وكرهه للخسارة، حتى عند النظر إلى حسن النية المؤيدة لإسرائيل التي تدعم إدارة ترامب على نطاق أوسع».
وطالب بضرورة ممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل، ومحاسبة جميع الأطراف على انتهاك وقف إطلاق النار، لا سيما بصفتها ضامنة للاتفاق.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز




