الصفقة الأضخم منذ عقود.. 80 مليار دولار تحقق حلم ترامب في الطاقة النووية

                            وقعت الحكومة الأمريكية قبل أيام شراكة مع الشركتين الكنديتين المالكتين لشركة “وستنغهاوس إلكتريك” بهدف محطات نووية بقيمة 80 مليار دولار على الأقل، ضمن واحدة من أكثر الاستثمارات الأمريكية طموحا في مجال الطاقة النووية منذ عقود.
وستستحوذ الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حصة في المفاعلات النووية الجديدة ترى أنها أساسية لمواصلة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتاتي الصفقة في إطار ترسيخ مساعي الرئيس ترامب “للهيمنة على الطاقة” المعتمدة على النفط والغاز والفحم والطاقة النووية.
وستُموَّل هذه المفاعلات، جزئيًا على الأقل، من اليابان، التي وافقت على استثمار 100 مليار دولار في مشاريع وستنغهاوس التي تُبنى في الولايات المتحدة بمساعدة مقاولين يابانيين، وفقًا لبيان حقائق نشرته الحكومة اليابانية، ونقلته صحيفة واشنطن بوست.
وتم الإعلان عن الخطة بعد تصريح ترامب، الذي يقوم برحلة إلى آسيا، بأن اليابان ستقدم ما يصل إلى 332 مليار دولار لدعم البنية التحتية في الولايات المتحدة، بما في ذلك بناء مفاعلات من وستنغهاوس.
وبموجب الاتفاق مع شركتي كاميكو وبروكفيلد لإدارة الأصول، ستتولى الحكومة الأمريكية ترتيب التمويل والمساعدة في استخراج التصاريح اللازمة لمحطات الطاقة النووية التي ستعتمد على مفاعلات وستنغهاوس.
وقالت الشركتان إن الحكومة الأمريكية سيكون لها في المقابل حصة مشاركة تسمح لها بمجرد استحقاقها بالحصول على 20% من أي توزيعات نقدية تتجاوز 17.5 مليار دولار تصدرها شركة وستنغهاوس.
وحدات مفاعل AP1000
ولا تُحدد الصفقة، التي أعلن عنها مالكو وستنجهاوس هذا الأسبوع، المبلغ الذي سينفقه دافعو الضرائب الأمريكيون للمساعدة في بناء وحدات مفاعل AP1000 الذي تريده إدارة ترامب.
وحسب الصحيفة، يمكن أن تكون الاستثمارات في المفاعلات محفوفة بالمخاطر، لأن المشاريع النووية الكبيرة غالبًا ما تُعاني من تجاوزات هائلة في التكاليف وتأخيرات طويلة.
ولا توجد مفاعلات كبيرة قيد الإنشاء حاليا في الولايات المتحدة.
وتم تركيب آخر وحدات AP1000 التي بُنيت في الولايات المتحدة في جورجيا، وانتهى بها الأمر بتكلفة تُقارب ضعف التكلفة الأولية، مما أضاف 17 مليار دولار إلى التكلفة الإجمالية، وهو مبلغ غير متوقع.
وتم الانتهاء من المشروع في عام 2024، متأخرًا سبع سنوات عن الموعد المحدد.
طاقة هائلة
وعند تشغيلها بنجاح، توفر المحطات كميات هائلة من الطاقة، حيث يُولّد كل مفاعل كهرباء تكفي لتشغيل أكثر من 800 ألف منزل.
وترى شركات التكنولوجيا الكبرى والإدارة الأمريكية هذه التقنية ركيزة أساسية لتقدم ابتكارات الذكاء الاصطناعي، إذ يمكنها تزويد مراكز البيانات بالطاقة التي تستهلك ما يعادل استهلاك مدن بأكملها من الكهرباء.
وأبرمت الإدارة الأمريكية هذه الاتفاقية مع شركتي بروكفيلد لإدارة الأصول وكاميكو، اللتين تمتلكان شركة وستنجهاوس بشكل مشترك.
وتستخدم هذه الوحدات تقنية مفاعلات الماء الخفيف التي لطالما غذّت الطاقة النووية الأمريكية.
ويشير منتقدون إلى حقيقة أن النفايات المشعة، التي تظل خطرة لآلاف السنين، يتم الاحتفاظ بها حاليا في الموقع في المحطات النووية في أحواض تبريد ثم تنقل إلى براميل صلبة.
غياب الجيل الأحدث
ومن اللافت للنظر غياب تقنيات الجيل التالي النووية التي تدعمها الإدارة الأمريكية عن الإعلان.
ويقول المروجون إنها أكثر أمانًا ومرونة من المفاعلات التقليدية، وقد واجهت الشركات التي تسعى إلى طرح مثل هذه المحطات في السوق انتكاسات متكررة في مجال الهندسة وسلسلة التوريد.
ولم تتمكن حتى الآن من ربط أي مفاعل من هذا القبيل بشبكة الكهرباء.
وتنبع هذه الاتفاقية، التي تبلغ قيمتها 80 مليار دولار، من الأوامر التنفيذية التي وقّعها الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام، بهدف إحياء الطاقة النووية، ودعا أحد الأوامر إلى تطوير ما لا يقل عن 10 مفاعلات نووية كبيرة قديمة.
وأمرت إدارة ترامب في مايو/ أيار اللجنة التنظيمية الأمريكية للطاقة النووية بخفض اللوائح التنظيمية وتسريع إصدار التراخيص الجديدة للمفاعلات، سعيا لاختصار العملية التي تستغرق عدة سنوات إلى 18 شهرا.
وصرح وزير الطاقة كريس رايت في بيان: “ستساعد هذه الشراكة التاريخية مع الشركة النووية الأمريكية الرائدة في إطلاق العنان لرؤية الرئيس ترامب الكبرى لتنشيط أمريكا بالكامل والفوز بسباق الذكاء الاصطناعي العالمي”.
وأضاف: “لقد وعد الرئيس ترامب بنهضة في مجال الطاقة النووية، وهو الآن يفي بوعوده”.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يعزز فيه النمو في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الطلب على الطاقة في الولايات المتحدة لأول مرة منذ عقدين مما شكل ضغطا على بعض قطاعات شبكة الطاقة بالبلاد.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
 
				



