واشنطن تطرح خطة القوة الدولية لغزة أمام مجلس الأمن قريبا

كشف موقع أكسيوس الأمريكي، الخميس، أن واشنطن تسابق الزمن لوضع اللمسات الأخيرة على خطة لإنشاء قوة أمنية دولية في قطاع غزة وبينها عرضها على مجلس الأمن قريبا.
وأوضح أن القوة تأتي في إطار مشروع يحمل اسم “قوة الاستقرار الدولية” (ISF)، بإشراف مباشر من البنتاغون والقيادة المركزية الأمريكية، وبتوجيه من الرئيس دونالد ترامب.
وأجرت الإدارة الأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة “مشاورات حساسة مع عدد من الدول العربية والإسلامية، من بينها مصر وتركيا وقطر وإندونيسيا وأذربيجان، بهدف حشد الدعم للخطة التي يُتوقع عرضها رسميًا خلال الأسابيع المقبلة”، وفق أكسيوس.
الخطوة التالية
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين أنهم أحرزوا تقدما كبيرا في إعداد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعم إنشاء القوة ويشكل أساسا قانونيا يسمح للدول بالمشاركة فيها.
لكن القرار لن يحول القوة إلى بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، بل سيتيح للولايات المتحدة الإشراف والتأثير على عملياتها.
ومن المتوقع اتخاذ قرارات حاسمة بشأن تشكيل القوة خلال الأيام المقبلة، قبل عرضها على إسرائيل والدول المشاركة المحتملة في الأسابيع التالية.
وقال أحد المشاركين في التخطيط إنهم يحاولون الاستفادة من دروس الفشل السابقة في لبنان وأفغانستان.
خلفية الخطة وأهدافها
تأتي هذه التحركات في ظل هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي يشهد خروقات متكررة ما أعاد المخاوف من تجدد الحرب.
وترى واشنطن في “تشكيل قوة دولية متعددة الجنسيات، إلى جانب شرطة فلسطينية جديدة يتم تدريبها بإشراف أمريكي ومصري وأردني، هو السبيل الوحيد لمنع عودة القتال وتهيئة الظروف لانسحاب تدريجي لإسرائيل من غزة”، وفق الموقع.
وتنص الخطة الأمريكية المؤلفة من عشرين بندًا لوقف الحرب في غزة على نشر قوة أمنية دولية تُكلف بحماية الحدود مع إسرائيل ومصر ومنع تهريب الأسلحة، وتكون مشاركتها شرطًا أساسيًا لأي انسحاب إسرائيلي جزئي من القطاع.
كما تتضمن الخطة تشكيل قوة شرطة فلسطينية جديدة تخضع للتدريب والتدقيق من قبل الولايات المتحدة ومصر والأردن، مع مساهمات عسكرية من دول إسلامية وعربية.
المواقف الدولية والإقليمية
وبحسب المصادر، فقد أبدت دول مثل إندونيسيا وأذربيجان ومصر وتركيا استعدادها المبدئي للمساهمة في القوة، فيما لا تزال دول أخرى متحفظة بسبب المخاطر الأمنية والتعقيدات السياسية في غزة.
وتعارض إسرائيل بشدة مشاركة تركيا، لكنها تواجه ضغوطًا أمريكية في هذا الشأن، إذ ترى واشنطن أن إشراك أنقرة وقطر ومصر ضروري لكونها الأطراف الأقدر على التواصل مع حماس ودفعها إلى الالتزام بالاتفاقات.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن “غياب نظام أمني موثوق في غزة يحظى بموافقة إسرائيل سيؤدي إلى استمرار الهجمات المتبادلة”، بينما أكد مسؤول آخر أن واشنطن لا تريد التسرع في إشراك القوات التركية مباشرة، مفضلًا التحرك “بحذر لإنجاز الأمور بشكل صحيح، لأننا لن نحظى بفرصة ثانية”.
حماس في قلب الحسابات
تدرك واشنطن أن نجاح الخطة يتوقف على موقف حركة حماس، إذ تخشى أن تعتبر الحركة القوة الدولية قوة احتلال جديدة، ما سيقوض فرص نجاحها.
وتسعى الولايات المتحدة، عبر وسطاء عرب، إلى إقناع حماس بقبول انتشار القوة مقابل ضمانات بعدم ملاحقة عناصرها أو نزع سلاحها بشكل فوري. وتشير معلومات نقلها أكسيوس إلى أن حماس تتعرض لضغوط من مصر وقطر وتركيا للقبول بالخطة، وربما الموافقة على دور محدود للقوة في مراقبة الحدود وإعادة الإعمار.
لكن في حال رفضت حماس، ترجح مصادر أمريكية أن تبدأ العملية بانتشار محدود للقوات في جنوب غزة، وهي المنطقة الأقل خضوعًا لسيطرة الحركة، بهدف إنشاء منطقة آمنة تمهّد لمرحلة إعادة الإعمار وعودة الخدمات الإنسانية.
تنسيق مع إسرائيل
وأوضح التقرير أن واشنطن أجرت، تحت إشراف فريق ترامب – الذي يضم صهره غاريد كوشنر ومبعوثه ستيف ويتكوف ونائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، مباحثات مكثفة مع قادة الجيش الإسرائيلي لوضع تصور أولي حول حجم القوة ومهامها.
وأوضحت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب تخشى فقدان السيطرة الأمنية، بينما أبلغها الأمريكيون أن نجاح الخطة يتطلب “تهيئة الظروف السياسية والأمنية أولًا قبل الحكم على نوايا حماس”.
وتحقق واشنطن تقدمًا في إعداد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يمنح القوة الدولية تفويضًا قانونيًا يسمح للدول بالمشاركة فيها دون أن تكون تابعة للأمم المتحدة.
ووفقًا للمصادر، ستظل القوة تحت إشراف الولايات المتحدة التي ستتولى مراقبة عملياتها والتأثير على قراراتها الميدانية.
آمال حذرة ومخاوف كبيرة
ورغم الزخم الدبلوماسي، لا تزال فرص نجاح الخطة موضع شك بسبب التعقيدات السياسية في غزة والانقسامات الإقليمية. لكن مسؤولا أمريكيا قال “لا أحد يرفض الفكرة بعد، والجميع ينتظر رؤية الصيغة النهائية”، مضيفًا أن “المنطقة تدرك أن البديل هو فوضى دائمة”.
ونقل أحد المشاركين في إعداد الخطة انطباعًا واقعيًا عن الجهود الأمريكية: “من يعرف تاريخ هذا الصراع لا يمكن أن يكون متفائلًا كثيرًا… لكن في النهاية، لا أحد يريد أن يقف في وجه دونالد ترامب”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز




