إدارة غزة بعد الحرب.. «العين الإخبارية» ترصد تباين المواقف بين واشنطن و«فتح»

تتفق حركة “فتح” والإدارة الأمريكية في الموقف على وجوب ألا يكون هناك دور لحركة “حماس” في غزة ما بعد الحرب، لكنهما تختلفان في العديد من المواقف.
وتعبر حركة “فتح” في مواقفها السياسية عن موقف السلطة الفلسطينية.
ويتضح من خلال مقارنة ما، بيان مواقف وردت في بيان صدر عن حركة “فتح”، السبت، وبين تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الجمعة، أن ثمة خلافات حول عدد من القضايا بين الجانبين بشأن مستقبل غزة.
ورصدت “العين الإخبارية” هذا التباين بين الموقفين:
إدارة غزة
تقول حركة “فتح” في بيان صدر عنها السبت، إنها “ترى أن التوافق على لجنة إدارية مهنية من الكفاءات لإدارة شؤون قطاع غزة لفترة محددة تُعد خطوة مهمة ومطلوبة، شريطة أن تكون هذه اللجنة تحت مرجعية حكومة دولة فلسطين”.
وأضافت أن «أي تجاهل لهذه المرجعية من قبل أي طرف يعتبر تكريسا للانقسام، ويخدم أهداف الاحتلال الساعية إلى فصل غزة عن الضفة والقدس، ومنع تجسيد الدولة الفلسطينية الموحدة».
في المقابل، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال جولة في مركز التنسيق المدني العسكري في مدينة كريات غات بجنوب إسرائيل، الجمعة، ردا على سؤال بشأن دور السلطة الفلسطينية في غزة ما بعد الحرب: “لقد عبّرنا عن مخاوفنا بشأن وضع السلطة الفلسطينية الحالي. إنها بالتأكيد بحاجة إلى إصلاح. أما الدور الذي ستلعبه في مستقبل غزة، فلم يُحدد بعد، إن كان لها أي دور أصلًا. لا نعرف. أعني، هذا ما يجري العمل عليه”.
وأضاف: “إدارة غزة على المدى الطويل، بحيث لا تكون حماس، ولا تكون منظمة إرهابية – هذا عمل يجب إنجازه. أعني، لا يمكنني الحكم مُسبقًا على شكل هذا الاتفاق الآن، لأنه أمرٌ يجب العمل عليه جماعيًا مع إسرائيل، ومع الدول الشريكة، وهو أمرٌ مُتفق عليه من الجميع، ولكي ينجح يجب أن يوافق عليه الجميع. نحن نعمل، لكننا لسنا في المرحلة التي يُمكنني فيها الجزم بما سيبدو عليه الأمر فعليًا. لا أحد يستطيع الجزم بذلك”.
وتابع روبيو: “لكن يُمكنني الجزم بما لا يُمكن أن يبدو عليه. لا يُمكن أن يكون مكانًا يُحكمه من يريد استخدامه كمنصة انطلاق لهجمات على إسرائيل. إذا كان الأمر كذلك، فسنشهد حربًا أخرى. لن يكون هناك سلام. لن يكون هناك سلام أبدًا طالما أن هناك منطقة أو أرضًا تُستخدم كمنصة انطلاق لتهديد أمن إسرائيل. الجميع يُدرك ذلك، وكل من وقّع على هذه الاتفاقية يُدرك ذلك”.
القوة الدولية
تقول حركة “فتح” في بيانها إن “الأمن في قطاع غزة هو مسؤولية الأجهزة الأمنية الفلسطينية الرسمية، وأن أي قوة دولية -إن وُجدت- يجب أن تكون على الحدود لا داخل القطاع، وبتفويض واضح ومحدد من مجلس الأمن بما لا يمس بالسيادة الفلسطينية ولا بدور مؤسساتها الرسمية”.
من جهته، أشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أنه جار العمل على تشكيل هذه القوة الدولية دون إشارة إلى السلطة الفلسطينية.
وقال في مؤتمره الصحفي: “لم نُشكّل تلك القوة بعد، لذا لا يزال العمل جاريًا. هناك العديد من الدول التي عرضت المشاركة. من البديهي أنه عند تشكيل هذه القوة، يجب أن تكون من دول تُرحب بها إسرائيل، أو دول تُرحب بها أيضًا. دعوني أقول فقط إنني أعتقد أن هناك العديد من الدول التي تُبدي اهتمامًا حاليًا. لن أخوض في قائمة الدول المُقترحة، أو التي رُفضت. لن نخوض في ذلك. يكفي أن نقول إن هناك العديد من الدول التي عرضت المشاركة وهي مهتمة بالمشاركة”.
وأضاف روبيو: أعتقد أيضًا أنه من الإنصاف لهذه الدول أن تعرف ما الذي تُشارك فيه، ولهذا السبب يجري العمل على إنشاء هذه القوة الأمنية، وما هي صلاحياتها، وما هي قيادتها، وتحت أي سلطة ستعمل، ومن سيتولى إدارتها، وما هي وظيفتها. أعني، كيف سيتم توفير الموارد لها، وكيف سيتم استدامتها وتمويلها، وما هي قواعد الاشتباك؟ هناك الكثير مما يجب العمل عليه. لهذا السبب يعمل كل هؤلاء الأشخاص في هذا المبنى. لذا، جزء من إقناع الناس بالتسجيل هو إخبارهم بما سيسجلون من أجله.”.
وتابع: “لا أريد الخوض في مسألة من يُمنع من المشاركة، أو من لا يُسمح له بذلك. من الواضح أن كل فرد في هذه القوة يجب أن يكون شخصًا يتمتع بالقدرة والاستعداد، وأن يكون أيضًا شخصًا يرتاح إليه الجميع، بما في ذلك إسرائيل”.
وردا على سؤال إن كانت واشنطن تنوي نشر قوات الأمن الدولية كقوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة تحت إشراف مجلس الأمن؟ أجاب روبيو: “لم نقرر بعد. ربما. لا نعرف. قد يكون هذا أحد الخيارات. المشكلة هي أن بعض هذه الدول لا يمكنها المشاركة في هذا إلا بتفويض من الأمم المتحدة، على سبيل المثال. لذا، ربما يكون ذلك بقرار من الأمم المتحدة؛ هذا أحد الخيارات. قد يكون لدينا اتفاقية دولية أيضًا”.
وأضاف: “نحن نعمل على ذلك. أعني، سنجد الصيغة المناسبة للقيام بذلك؛ قد تكون الأمم المتحدة. نعمل على صياغة نص بهذا الشأن الآن، ونأمل أن يكون جاهزًا. قد تكون هناك طريقة أخرى للقيام بذلك. لكننا سنحتاج إلى شيء ما، لأن بعض هذه الدول، بموجب قوانينها الخاصة، لا يمكنها المشاركة في هذه الجهود إلا بتفويض أو علم دولي تخضع له”.
مجلس السلام
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة تعكف على تشكيل مجلس السلام في غزة والذي سيكون تحت إدارته.
وقال ترامب: “لدينا مجلس السلام، وهو مُشكّل. طُلب مني أن أكون رئيسًا. صدقوني، لم أكن أرغب في ذلك، لكن مجلس السلام سيكون مجموعة قوية جدًا، وسيكون له نفوذ كبير في الشرق الأوسط. لم يُوحّد الشرق الأوسط قط على هذا النحو. لقد وُحّد بالفعل الآن، باستثناء حماس، وهي جماعة هامشية، وحماس، نظريًا، وُحّدت أيضًا، ووقعت على الوثيقة. كما تعلمون، لقد وافقوا على كل هذه الأمور. الآن يمكنهم معارضتها. لا بأس، ولن يمانع أحد إذا تدخلنا وحاسبناهم”.
من جهتها، قالت حركة “فتح” في بيانها: “تشدد الحركة على رفض أي شكل من أشكال الوصاية أو الانتداب على شعبنا، وأن دور لجنة السلام الدولية هو للرقابة والتدقيق في إطار زمني محدد ولضمان التزام الجميع بوقف الحرب، والاشراف على إعادة الإعمار وتنفيذ الخطة، دون أي مساس بالقرار الوطني المستقل أو ولاية مؤسسات دولة فلسطين”.
نزع السلاح
ليس ثمة تفاهم واضح بين موقف “فتح” وموقف واشنطن بشأن نزع سلاح حماس ونزع سلاح غزة.
وقالت حركة “فتح”: “فيما يخص السلاح الفلسطيني، فإن حركة فتح تؤكد أن المعالجة الجذرية لهذا الملف يجب أن تكون ضمن رؤية وطنية تؤسس لسلطة واحدة، وسلاح واحد، وقانون واحد، وبما يضمن وحدة الموقف والاستقرار الداخلي، ويفوّت على الاحتلال ذرائع استمرار العدوان أو تكريس الانقسام”.
وردا على ما إذا كان قد دار نقاش حول برنامج لإعادة شراء الأسلحة في غزة، قال روبيو: “حسنًا، لا أعرف. انظر، هناك الكثير من الأفكار المطروحة حول هذا الموضوع. خلاصة القول هي أنه لا يمكن امتلاك أيٍّ من عناصر الإرهاب. لا يمكن امتلاك أنفاق، لا يمكن امتلاك صواريخ، لا يمكن امتلاك أي شيء يهدد أمن إسرائيل”.
وقال ردا على سؤال بشأن نزع سلاح “حماس”: “إذا رفضت حماس نزع سلاحها، فسيكون ذلك انتهاكًا للاتفاق، ويجب تطبيقه. لن أتطرق إلى آليات تطبيقه، ولكن لا بد من تطبيقه. أعني، هذه صفقة، والصفقة تتطلب الوفاء بشروط. لقد أوفت إسرائيل بالتزاماتها. إنهم يقفون عند الخط الأصفر، وهذا مشروط بنزع السلاح”.
وأضاف بشأن خطة ترامب: “كما تعلمون، فقد وقّعت أكثر من عشرين دولة على هذا، بما في ذلك قوى إقليمية ودول إقليمية ودول عربية. وقّعت دول ذات أغلبية مسلمة على الالتزام بأنه لن يكون هناك – أي أن تكون غزة منزوعة السلاح، وأنه لن تكون هناك حماس قادرة على تهديد إسرائيل. هذا التزام ليس من الولايات المتحدة فقط، بل وقّعته جميع هذه الدول. ونتوقع تمامًا أن يفي الجميع بهذه الالتزامات”.
لا دور لحماس
ويكاد يكون الموقف من أنه لا دور لحماس في إدارة مستقبل غزة هو الموقف الوحيد المتطابق بين واشنطن و”فتح”.
تقول حركة “فتح” في بيانها إنه “فيما يتصل بالوحدة الوطنية، فإنّ توجه حركة “فتح” نحو إنجاز وحدة وطنية حقيقية تستجيب للمصالح العليا لشعبنا هو ثابت وطني لا يتزحزح، لأنّ الذهاب إلى حوار وطني شامل هو حاجة وطنية لا ترفا سياسيًا. غير أنّ هذه الوحدة لن تُبنى إلا على أرضية صلبة لا تخيب آمال شعبنا، قائمة على الثوابت والمرتكزات الوطنية، وفي مقدمتها الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعيًا ووحيدًا للشعب الفلسطيني، وبكل التزاماتها الوطنية والسياسية والقانونية والدولية، بما يشمل الالتزام بالشرعية الدولية، والرؤية الفلسطينية الجامعة القائمة على وحدة الجغرافيا، والقانون، والنظام السياسي، والمؤسسات المدنية والأمنية لدولة فلسطين”.
وتضيف: “تؤكد حركة “فتح” أن القيادة الفلسطينية، برئاسة الرئيس محمود عباس، تعمل بثبات ومسؤولية لتثبيت وقف الحرب، واستعادة الحياة إلى قطاع غزة، وحماية القرار الوطني المستقل في إطار الشرعية الفلسطينية الجامعة، وعدم السماح لأي جهة بتقويض وحدة الموقف أو المساس بثوابت المشروع الوطني الفلسطيني”.
بدوره، قال روبيو: “كل من وقّع على هذه الخطة (خطة ترامب)- جميع هذه الدول الأخرى وافقت، والجميع اتفق على أن حماس لا تستطيع الحكم ولا يمكنها المشاركة في إدارة مستقبل غزة. الجميع وافق على ذلك، لذا يجب أن يكون جزءًا من هذا”.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز




