اسعار واسواق

الإمارات تقود التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة والمتجددة


تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الثلاثاء، باليوم العالمي للطاقة، مؤكدة ريادتها العالمية في التحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، وتعزيز التوجهات المستدامة التي تتماشى مع أهداف الحياد المناخي 2050.

يأتي هذا الاحتفال في وقت تحقق فيه دولة الإمارات إنجازات نوعية في مختلف مجالات الطاقة، من خلال مشاريع رائدة واستثمارات ضخمة تدعم الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، وتضع الإمارات في مقدمة الدول العالمية في قطاع الطاقة المتجددة.

وأبدت دولة الإمارات، خلال فعاليات مؤتمر الأطراف، التزامها بمضاعفة الجهود في مجال إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة، باعتباره خطوة استراتيجية نحو تحقيق أهداف “اتفاق الإمارات التاريخي”، الذي دعا إلى مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات وتحسين كفاءة الطاقة بنسبة مضاعفة بحلول عام 2030، مؤكدة أهمية التعاون الدولي وتعزيز الالتزامات العالمية لتحفيز الاستثمار الخاص، وتحقيق مستقبل طاقة أكثر استدامة للجميع.

وفي كلمة ألقتها ممثلة الإمارات، آمنة الضحاك، خلال الجمعية العامة، دعت إلى سد الفجوة في نشر الطاقة المتجددة، مشيرة إلى التزام الإمارات بدعم الدول النامية من خلال استثمارات مستهدفة، أبرزها صندوق “ألتيرّا” الذي يعد أكبر أداة استثمارية عالمية لتمويل العمل المناخي، ومبادرة الاستثمار الأخضر في أفريقيا، مشددة على ضرورة اتباع نهج تعاوني وشامل للتحول العالمي في الطاقة، وتحفيز الدول على تحديد أهداف طموحة للطاقة المتجددة وخلق بيئات جاذبة للاستثمار الخاص.

وتواصل الإمارات دفع عجلة التحول العالمي في قطاع الطاقة، من خلال نهج استباقي واستثمارات ضخمة في الطاقة المتجددة، حيث تؤكد الدولة التزامها الراسخ ببناء مستقبل مستدام للجميع عبر الابتكار، وبناء شراكات استراتيجية، وإيجاد حلول فعّالة تتماشى مع أهداف اتفاق الإمارات التاريخي. ويعكس هذا النهج توجه الإمارات نحو تعزيز ريادتها العالمية في تطوير البنية التحتية للطاقة وتوظيف أحدث التقنيات لإنتاج طاقة نظيفة ومستدامة.

الطاقة والمشاريع الاستراتيجية

وفي تصريحات سابقة، قال سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي، إن الاستثمارات الإماراتية في مشاريع الطاقة تؤكد التزام الدولة بالمساهمة في استقرار أسواق الطاقة العالمية وتحقيق التنمية المستدامة، مضيفًا أن مشهد الطاقة في الإمارات يستهدف تحقيق توازن استراتيجي بين مصادر الطاقة التقليدية والنظيفة، ضمن مستهدفات استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 والاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050. 

وأكد أن الإمارات مستمرة في تنفيذ مشاريع طاقة متجددة ونظيفة طموحة، وتعزيز ريادتها في تطوير بنية تحتية متقدمة لنقل وتوزيع الطاقة إقليميًا وعالميًا، بما يجعلها السوق الأسرع نموًا لمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة في المنطقة.

وأشار المزروعي إلى أن الإمارات تسعى لتحقيق المزيد من الإنجازات عبر مشاريع الطاقة الشمسية، والطاقة النووية السلمية، وطاقة الهيدروجين، ومشاريع تحويل النفايات إلى طاقة، بهدف الوصول إلى مستقبل خالٍ من الكربون، وتوظيف التقنيات المتقدمة لخدمة قطاع الطاقة، مؤكدًا أن الاستكشافات الجديدة ستعزز الاحتياطيات النفطية والغازية لدعم أمن الطاقة الوطني والعالمي، وزيادة القدرة الإنتاجية للإمارات بما يسهم في تعزيز مكانتها كمصدر موثوق للطاقة على مستوى العالم.

شحن المركبات الكهربائية

وفيما يخص قطاع النقل المستدام، أطلقت الإمارات سياسة وطنية لدعم انتشار المركبات الكهربائية والهجينة، مع تطبيق آلية تسعير لخدمات الشحن السريع والاعتيادي، لتعزيز الاستثمار في البنية التحتية لشواحن المركبات الكهربائية، وتعمل وزارة الطاقة الإماراتية على تطوير مواصفات قياسية لأجهزة الشحن، وإطلاق دليل استرشادي لتركيب الشواحن في البنية التحتية.

ويهدف المشروع المشترك بين وزارة الطاقة الإماراتية مع شركة الاتحاد للماء والكهرباء، تحت مسمى “الإمارات لمحطات شحن المركبات الكهربائية” UAEV، لتوفير بنية تحتية متطورة للمركبات الكهربائية في جميع أنحاء الإمارات، مع التركيز على الاستثمارات الخارجية.

وبحلول نهاية 2024، بلغ عدد نقاط الشحن 1000 نقطة، منها 100 نقطة تم تركيبها عبر المشروع، ويستهدف البرنامج زيادة عدد نقاط الشحن إلى 10 آلاف بحلول 2030، و30 ألف نقطة بحلول 2050.

التنافسية العالمية والإنجازات النوعية

وحققت الإمارات مراكز متقدمة عالميًا في سبعة مؤشرات للتنافسية في قطاع الطاقة لعام 2024، منها المركز الأول عالميًا في مؤشر الوصول إلى الكهرباء، ومؤشر موثوقية الإمدادات، ومؤشر الوصول إلى وقود الطهي النظيف، إضافة إلى المركز الأول عالميًا في القدرة التنافسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، والمركز الأول في جاهزية سوق الهيدروجين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الثاني عالميًا في نصيب الفرد من استهلاك الطاقة الشمسية، والمركز الخامس عالميًا في البنية التحتية للطاقة.

وأوضحت وزارة الطاقة أن مشاريعها ومبادراتها الطموحة تدعم الصناعات الوطنية المرتبطة بالطاقة، مثل البتروكيماويات والهيدروجين والأمونيا، بما يعزز الاستدامة الصناعية ويدفع عجلة الاقتصاد الوطني.

منشأة الطاقة النظيفة المستمرة

وفي مطلع العام الجاري، أعلنت الإمارات عن إنجاز عالمي جديد عبر تدشين أول منشأة لإنتاج الطاقة النظيفة بقدرة 1 غيغاواط دون انقطاع، بالتعاون بين شركة مصدر الإماراتية وشركة مياه وكهرباء الإمارات، حيث تمكنت شركة مصدر من جمع 5 غيغاواط من الطاقة الشمسية مع سعة تخزين تبلغ 19 غيغاواط ساعة لإنتاج طاقة نظيفة مستمرة. 

ويعد هذا المشروع الأول من نوعه عالميًا، حيث يوفر طاقة متجددة بشكل مستمر، ويشكل بداية لنقلة نوعية في مجال الطاقة النظيفة. وتستثمر الإمارات حاليًا أكثر من 150 مليار درهم في قطاع الطاقة، منها 45 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة، مع خطط لاستثمار 500 مليار درهم خلال الثلاثين عامًا المقبلة لتحقيق الحياد المناخي، مع التركيز على توازن النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.

رؤية الإمارات للطاقة النظيفة

وتتضمن رؤية الإمارات مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف بحلول 2030، وخفض الانبعاثات للوصول إلى الحياد المناخي في قطاع الكهرباء والمياه بحلول 2050، ورفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 42%-45% مقارنة بعام 2019، وزيادة القدرة المركبة للطاقة النظيفة إلى 19.8 غيغاواط بحلول 2030، ومضاعفة مساهمة توليد الطاقة النظيفة إلى 32%.

كما تواصل الإمارات قيادتها العالمية في مجال الطاقة المتجددة من خلال الشراكات الدولية، وكونها عضوًا مؤسسًا في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إلى جانب برامج محلية مثل إدارة الطلب الوطني، وتحديث المباني الحكومية لتحسين كفاءة الطاقة والمياه وخفض التكاليف.

الابتكار والشراكات الاستراتيجية

وأكد خبراء دوليون، أن الاستثمار في الطاقة النظيفة بالإمارات لم يعد خيارًا تنمويًا فقط، بل ضرورة استراتيجية لضمان استدامة النمو الاقتصادي وجعل الدولة شريكًا أساسيًا في صياغة مستقبل الطاقة المستدامة. وأوضح فريدريك جودميل، نائب الرئيس التنفيذي لإدارة الطاقة في “شنايدر إلكتريك”، أن التحول نحو الطاقة النظيفة في الإمارات يمثل بداية لعصر جديد يقوم على الابتكار والمرونة والازدهار المشترك، مستشهدًا بدمج الدولة للتقنيات الذكية وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات.

كما أكد إرشاد منصور، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث الطاقة الكهربائية، أن الإمارات تمتلك العناصر الأساسية لقيادة عصر جديد يجمع بين الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي، مستشهدًا بمحطات براكة للطاقة النووية، ومجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية المزود بقدرات تخزين، وشركات مثل G42 وغيرها من الشركات العالمية الرائدة.

وتستند ريادة الإمارات إلى إطار استراتيجي وطني متكامل، شمل تحديث استراتيجية الطاقة، وتشغيل محطات براكة، وخارطة طريق الريادة للهيدروجين، والاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050، وغيرها من السياسات والخطط الداعمة للتحول إلى طاقة مستدامة.

مدن مستدامة وتنقل نظيف

ولم تقتصر جهود الإمارات على توليد الطاقة فقط، بل امتدت لتشمل تطوير النقل المستدام، حيث تدعم حلول النقل الجماعي النظيفة، وتشجع انتشار السيارات الكهربائية، بما في ذلك مترو دبي الذي يسهم في تقليل الازدحام وخفض الانبعاثات الكربونية، مع التركيز على جعل الإمارات نموذجًا عالميًا في الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة.

في اليوم العالمي للطاقة، تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها كرائدة عالمية في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، مدفوعة برؤية قيادتها الرشيدة، واستثماراتها الضخمة، واستراتيجياتها المتكاملة التي تضمن تحقيق الحياد المناخي، وتعزز من مكانة الدولة على خريطة الطاقة العالمية، وتوفر نموذجًا ملهمًا للدول في قيادة التحول نحو مستقبل مستدام للطاقة.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى