ندوة خاصة بمهرجان الجونة.. يسرا تفتح قلبها وتكشف أسرار 50 عاما من العطاء
في ندوة احتضنها مهرجان الجونة السينمائي 2025، تحدثت الفنانة يسرا عن محطات فنية وإنسانية امتدت لنصف قرن، وسط تفاعل واسع من الحضور.
شهد مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة، التي انطلقت يوم الخميس الماضي وتستمر حتى 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، ندوة خاصة احتفاءً بمسيرة الفنانة الكبيرة يسرا، تحت عنوان “50 سنة تألق”. أدار الندوة الإعلامي محمد عمر، وسط حضور جماهيري لافت من النجوم ومحبي السينما الذين حرصوا على تكريم مشوار يسرا الفني الطويل والمميز.
يسرا: “الميديا ليها قيمتها بس لازم يكون في حدود”
استهلت الفنانة يسرا حديثها عن علاقتها بالإعلام وتطور الميديا عبر العقود، مشيرة إلى الفارق الكبير بين الماضي والحاضر في تناول أخبار الفنانين. وقالت: “زمان كان عندك 3 أو 4 جرايد، و3 أو 4 أو 10 مجلات بالكثير، ماكنش فيه الانفتاح على حياتك وشخصك بالطريقة دي. دلوقتي كل حد بيحكم عليك بطريقته… يعني عجبته النهاردة في موقف، بكرة ماعجبتهوش، تلاقي شتايم نازلة تِرِف، ويكبروا الموضوع عشان يبقى حدث، ويجيب لايكات وفلوس. فيه حتة مابقاش فيها الحلو اللي كنا عارفينه”.
وأضافت مؤكدة تقديرها لدور الإعلام رغم تحفظها على بعض مظاهره: “بس ما أقدرش أنكر إن الميديا ليها قيمتها، وليها قوتها”.
وتطرقت يسرا إلى تعاملها مع المواقف الصعبة في حياتها، موضحة أنها تعلمت عبر الزمن كيفية ضبط انفعالاتها أمام الجمهور، وقالت: “صادفت في حياتي مواقف كتير جدًا، مرات بتتعامل معاها بذكاء، مرات بتفهم، ومرات وإنت متضايق جدًا. بس الوقت علّمني إنه حتى لو أنا متضايقة، الناس اللي قدامي مالهاش ذنب يشوفوني كده، ليهم حق عليّ”.
وأكدت على أهمية الخصوصية في حياة الفنان، مشددة على أنها لا تفضل الكشف عن تفاصيل حياتها الشخصية للعامة: “أنا مؤمنة إن لازم يكون في حدود. مش معناها إني أفتح حياتي قدام العالم، ده شيء صعب جدًا. لازم أحس إني مرتاحة وأنا بتكلم، لأنك مش كل حاجة تقدر تقولها، خصوصًا مع السوشيال ميديا اللي بتقص الكلام وتحط اللي يعجبها. عشان كده بقيت واخدة بالي أكتر”.
كواليس “الإرهاب والكباب”
في سياق حديثها، كشفت يسرا عن كواليس شخصية أدّتها في أحد أبرز أفلامها، “الإرهاب والكباب”، الذي جمعها بالمخرج شريف عرفة والكاتب الكبير وحيد حامد. وروت الموقف الطريف الذي سبق تصوير الفيلم قائلة: “سبت شريف عرفة كتير… شهر، شهرين، وبعدين قولت له: والله العظيم لو ماجيت النهاردة أنا مش شغالة، أنا عايزة أفهم هعمل إيه. دخل شريف الشقة، قفلت عليه بالمفتاح عشان ما يهربش! صممت الفستان قدامه، وعملناه في يوم واحد، وابتدى يقولي: سبيني أمخمخ في دورك مع الأستاذ وحيد حامد. وطلع الفيلم العظيم ده زي ما شفتوه. أهو ده سر من الأسرار”.
صداقة يسرا وإلهام شاهين وليلى علوي وهالة صدقي.. أقوى من الشائعات
وخلال الندوة، شاركت الفنانة إلهام شاهين بتدخل مؤثر تحدّثت فيه عن صداقتها الطويلة مع يسرا وزميلاتها ليلى علوي وهالة صدقي، مؤكدة أن علاقتهن الحقيقية تتجاوز ما يراه الجمهور على الشاشة. وقالت إلهام: “بيسألوني دايمًا هو أنتو بتحبوا بعض بجد؟ بقالنا 50 سنة الناس بتشوفنا بالشكل ده. وأنا داخلة النهاردة أنا وهالة صدقي سألونا: هو أنتو كده بجد؟! إحنا جيل مترابط جدًا، وبنحب بعض بصدق. مش لازم نشتغل مع بعض كل يوم، لكن بنتكلم كل يوم، ونتقابل، ونخرج سوا”.
وردت يسرا على كلمات صديقتها قائلة: “إحنا عندنا حياة جميلة مع بعض. لما أحب أخد إجازة بجد، بروح أغسل دماغي مع صحابي كده… لا لبس ولا مكياج. نأكل أكلة حلوة، نضحك ونفتكر حاجات تضحكنا”.
وأضافت إلهام شاهين معبرة عن امتنانها لتلك الصداقة: “صداقتنا أجمل شيء في الدنيا. وإحنا زي ما كنا في فيلم دانتيلا صديقتين، دي حقيقتنا بجد”.
ثم وجهت رسالة للإعلام والجمهور لتوضيح صورة حياة الفنان الحقيقية بعيدًا عن الأضواء قائلة: “الناس بيشوفونا في الحفلات بنرقص ونغني، لابسين حلو، بس مش دي حياتنا كلها. ماحدش بيشوف المتاعب اللي بنعيشها. الفنان ممكن يكون مريض أو تعبان أو فاقد حد غالي، وبرضه بينزل يشتغل. فيه التزامات، فيه جمهور. نفسي الناس تفهم ده”.
واختتمت حديثها بكشف بعض المواقف الصعبة التي مرت بها خلال مسيرتها: “أنا مرة النار مسكت في شعري في مسلسل أديب، وقعت من فوق حصان في فيلم خادمة ولكن واتعالجت سنة، وكنت هغرق في النيل في السجينتان. حاجات كتير عدينا بيها، بس بنكمل لأن دي مهنتنا وحبنا الكبير للفن”.
ندوة استثنائية تحتفي بـ50 عامًا من الإبداع
جاءت الندوة في أجواء احتفالية مفعمة بالحب والتقدير للفنانة يسرا، التي شكّلت خلال نصف قرن رمزًا للفن المصري والعربي الراقي. وتفاعل الحضور مع كلماتها التي جمعت بين الصدق والحنين، وبين روح الفنانة التي لا تزال مشتعلة بالحياة والإبداع بعد 50 عامًا من التألق المستمر.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
