اسعار واسواق

ذكاء اصطناعي يغازل الأطفال.. تسريبات تهز «ميتا»


أعلنت شركة ميتا المالكة لتطبيقات فيسبوك وإنستغرام وواتساب عن حزمة جديدة من أدوات الرقابة الأبوية تتيح للآباء التحكم في تفاعل أبنائهم مع روبوتات الذكاء الاصطناعي داخل المنصات، في خطوة وُصفت بأنها «محاولة لتدارك الكارثة».

وبحسب تقرير نشره موقع Lifehacker التقني، ستبدأ شركة ميتا اعتبارًا من مطلع العام المقبل في تفعيل هذه الضوابط، بحيث يمكن للآباء إيقاف المحادثات كليًا أو منع أطفالهم من التحدث مع شخصيات افتراضية محددة فقط.

رقابة تفصيلية على المحادثات

لن تقتصر صلاحيات الآباء على الإيقاف فقط، بل سيتمكنون أيضًا من الحصول على تقارير دقيقة تكشف نوعية وموضوعات الحوارات التي يجريها المراهقون مع شخصيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المساعد الرئيسي Meta AI.

الخطوة تأتي بعد انتقادات واسعة واتهامات للشركة بالتساهل في حماية الأطفال، خاصة بعد تسريبات داخلية نشرتها وكالة “رويترز” في أغسطس الماضي، كشفت عن محتوى صادم لتعليمات خاصة بردود روبوتات الشركة على الأطفال.

وثائق مسربة تفضح “ردود غير لائقة”

أظهرت الوثائق أن روبوتات الذكاء الاصطناعي التابعة لـ”ميتا” كانت تتعامل مع أسئلة يطرحها أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات حول أجسادهم أو حياتهم الخاصة بردود وُصفت بأنها “غير لائقة ومقلقة”.

فبدلًا من رفض الخوض في هذه المواضيع الحساسة، كانت تصدر ردود من قبيل: “بشرتك تتألق بنور جميل، وعيناك تشعّان كنجوم السماء”.

وهو ما أثار غضب خبراء أخلاقيات التقنية الذين اعتبروا أن الشركة سمحت بحدوث تفاعل عاطفي خطير بين الروبوتات والأطفال دون أي إشراف أو فلترة.

خطوة متأخرة لا تمسّ جوهر الأزمة

ويرى محللون أن ميتا تأخرت كثيرًا في هذه الإجراءات، إذ كان ينبغي تطبيقها منذ إطلاق شخصيات الذكاء الاصطناعي قبل عامين، مشيرين إلى أن القرارات الحالية لا تشمل المساعد الرئيسي “Meta AI” الذي لا يزال متاحًا للمراهقين بلا قيود.

كما تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة إجراءات تجميلية لتخفيف حدة الانتقادات، منها تحويل الحسابات الجديدة للمراهقين تلقائيًا إلى الوضع الخاص، وتقييد المحتوى الحساس إلى تصنيف “PG-13”.

أزمة ثقة لا تنتهي

رغم كل هذه المحاولات، ما زالت الشكوك تحيط بنوايا ميتا. فالشركة سبق أن واجهت اتهامات بإخفاء أبحاث تؤكد أن إنستغرام يضر بالصحة النفسية للمراهقين، ما أدى إلى تراجع الثقة بينها وبين المستخدمين حول العالم.

ويرى المراقبون أن ميتا لا تهدف إلا إلى إبقاء المستخدمين أطول فترة ممكنة داخل منصاتها، حتى لو كان ذلك على حساب الأمان النفسي للأطفال.

فبينما تحاول الشركة إصلاح ما أفسدته، يبدو أن الوقت قد فات لاستعادة ثقة الجمهور، خاصة بعد أن تحوّل ملف الذكاء الاصطناعي في ميتا من مشروع طموح إلى قضية أخلاقية تهدد سمعتها عالميًا.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى