أشهرها «الموناليزا».. 4 سرقات شهدها متحف اللوفر قبل «عملية الـ7 دقائق»

شهد متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، أمس الأحد، عملية سطو جريئة وصفتها وسائل الإعلام الفرنسية بـ”سرقة القرن”.
في غضون دقائق معدودة، نجح 4 لصوص مزودون بمعدات احترافية في الاستيلاء على 8 قطع نادرة قيمتها “لا تُقدّر بثمن” نظرًا لأهميتها التاريخية والثقافية.
وبحسب التحقيقات الأولية، استغرقت العملية بين أربع إلى سبع دقائق فقط، حيث استخدم الجناة أدوات لقطع الأنظمة المعدنية والبلورية المحيطة بالمعروضات، قبل أن يفرّوا من المكان على متن دراجات نارية كانت تنتظرهم خارج المتحف.
عمليات سرقة سابقة في اللوفر
لكن لم تكن هذه السرقة الأولى في تاريخ المتحف الأشهر عالمياً، إذ سبق أن تعرّض اللوفر لعدة حوادث مماثلة على مدار القرن الماضي، ما جعله يعيش دائماً تحت ضغط أمني كبير.
لوحة “الموناليزا” عام 1911
في 21 أغسطس/آب 1911، اختفت لوحة الموناليزا الشهيرة لليوناردو دافنشي من داخل المتحف، حيث نفّذ السرقة عامل إيطالي يُدعى فينتشنزو بيروجي كان يعمل في تركيب الزجاج الواقي للوحات.
دخل هذا الرجل المتحف يوم الإغلاق الأسبوعي، وفكّ اللوحة من إطارها وخبأها تحت معطفه، ليخرج بها دون أن يلاحظه أحد، ولم يُكتشف الاختفاء إلا بعد مرور أكثر من 24 ساعة، ولم تُستعد اللوحة إلا بعد عامين عندما حاول بيروجي بيعها لتاجر فنون في فلورنسا.
وأصبحت هذه الحادثة سبباً في الشهرة العالمية غير المسبوقة للموناليزا، ودفع المتحف إلى تطوير أنظمته الأمنية لأول مرة في تاريخه.
سرقة دروع ومقتنيات معدنية عام 1983
في 31 مايو/أيار 1983، فوجئ موظفو المتحف صباحاً بواجهة عرض مكسورة واختفاء خوذة ودروع مرصعة بالذهب والفضة تعود إلى القرن السادس عشر.
لم تُكشف تفاصيل العملية آنذاك، لكن القطع عُثر عليها بعد نحو أربعة عقود في مدينة بوردو خلال فحص لإرث عائلي، وأُعيدت إلى المتحف عام 2021.
سرقة لوحة “طريق سيفر” عام 1998
في أحد أيام الأحد المجانية للدخول عام 1998، اختفت لوحة “طريق سيفر” (Le Chemin de Sèvres) للرسام الفرنسي كاميّ كورو من قاعة العرض في الطابق الثاني، ورغم تفتيش أكثر من 20 ألف زائر غادروا المتحف في ذلك اليوم، لم يُعثر على اللوحة حتى اليوم.
دلالات وتبعات
لكن عملية السرقة الأخيرة كشفت عن ثغرات أمنية مقلقة فاللصوص المحترفين تمكنوا من استغلال بعض أعمال الصيانة أو الثغرات التقنية، ما أثار انتقادات واسعة حول مدى جاهزية أنظمة الأمن في المتحف.
المجوهرات المسروقة ليست مجرد قطع فنية، بل جزء من تاريخ فرنسا الإمبراطوري، مما يجعل استرجاعها في حال تفكيكها أو تهريبها إلى السوق السوداء مهمة شبه مستحيلة، كما أنه مع استقبال اللوفر ملايين الزوار سنوياً، يواجه تحدياً كبيراً في تأمين مقتنياته وسط محدودية في عدد الحراس والموارد البشرية.
ما الذي سيحدث لاحقاً؟
تُجري السلطات الفرنسية تحقيقات موسعة، تشمل تحليل كاميرات المراقبة داخل المتحف ومحيطه، وفحص الأدلة الجنائية في موقع الجريمة، إلى جانب التعاون مع الإنتربول لتتبع أي محاولات لبيع أو تهريب القطع المسروقة.
ومن المتوقع أن يدفع هذه الحادثة الحكومة الفرنسية إلى زيادة الإنفاق على أمن المتاحف الوطنية وتحديث الأنظمة التكنولوجية لحماية المجموعات الأثرية.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز