هدنة غزة تهتز.. إسرائيل تتوعد حماس وتحدد «مناطق حمراء»

في تصعيد يهدد اتفاق هدنة غزة، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حماس، الأحد بالرد بقوة إذا نفّذ مقاتلوها هجمات تنتهك وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال كاتس في بيان: «ستدفع حماس ثمنا باهظا عن كل طلقة وعن كل خرق لوقف إطلاق النار. إذا لم تُفهم الرسالة، فإن ردودنا ستزداد شدة تدريجيا».
وحدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، مناطق، قال إنها مناطق حمراء، مناشدًا الفلسطينيين، بعدم الاقتراب منها
وفي تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»، قال أفيخاي أدرعي: في أعقاب الانتهاكات المتكرّرة لاتفاق وقف إطلاق النار، والهجوم الذي نفذته عناصر حماس صباح اليوم سيردّ الجيش الإسرائيلي بقوة كبيرة ضدّ البنى التحتية الإرهابية وضدّ عناصر حماس.
مناطق حمراء
وجدّد الجيش الإسرائيلي تحذيره: من أجل سلامتكم ونظرًا للغارات الجارية، تواجدوا فقط في الجهة الواقعة غرب الخط الأصفر، مضيفًا: المنطقة المعلّمة باللون الأحمر تعتبر منطقة قتال خطيرة جدًا
وطالب من كل من لا يزال متواجدًا داخل هذه المنطقة الإخلاء غربًا فورًا
واهتزّ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الأحد بعد إعلان الجيش الإسرائيلي شنّ غارات في جنوب القطاع ردا على هجمات لحركة حماس على مواقعه، وهو ما نفته الحركة.
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد تعليمات لقوات الأمن “بتحرك قوي ضد الأهداف الإرهابية في قطاع غزة”، متهما حركة حماس بانتهاك وقف إطلاق النار.
لكن حماس ردت بأنها ملتزمة وقف إطلاق النار وأنها ليس علم بوقوع اشتباكات في رفح.
ودخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد حرب مدمرة تواصلت لأكثر من سنتين عقب هجوم حماس.
وبموجب المرحلة الأولى من الاتفاق، سلمت حماس في الثالث عشر من الشهر الحالي 20 رهينة على قيد الحياة في مقابل 2000 معتقل فلسطيني أفرجت عنهم الدولة العبرية.
لكن الجيش الإسرائيلي قال في بيان الأحد “في وقت سابق اليوم، أطلق الإرهابيون صواريخ مضادة للدبابات وفتحوا النار على قوات الجيش الإسرائيلي العاملة لتدمير البنية التحتية الإرهابية في منطقة رفح وفقا لشروط اتفاق” وقف إطلاق النار.
غارات إسرائيلية
وأضاف “رد الجيش الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية باستخدام مقاتلات ونيران مدفعية، مستهدفا منطقة رفح للقضاء على التهديد، وقام بتدمير عدة أنفاق ومنشآت عسكرية تم رصد نشاط إرهابي فيها”.
وروى شاهد لوكالة فرانس برس أن “الطيران الحربي نفذ غارتين على رفح، لا توجد تفاصيل حول وجود شهداء أو جرحى، المنطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي”.
وقال شاهد آخر إن “مقاومين من حماس قاموا باستهداف مجموعة تابعة لياسر أبو شباب (المعادي لحماس) في جنوب شرق رفح، وتفاجؤوا بوجود دبابات للجيش” الإسرائيلي.
وأضاف “يبدو أن اشتباكا وقع، لا أعرف بالضبط، الطيران نفذ غارتين من الجو بالمكان، ولا تفاصيل”.
رد حماس
من جهة أخرى، أكدت كتائب عز الدين القسّام، الجناح المسلح لحركة حماس الأحد، التزام الحركة اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، نافية علمها بوقوع اشتباكات في رفح.
وقالت في بيان عبر تليغرام “نؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة”.
وأضافت: “لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث أن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في آذار/مارس” الفائت.
واتهم عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق إسرائيل بخرق الاتفاق، قائلا: «الاحتلال هو من يواصل خرق الاتفاق واختلاق الذرائع الواهية».
وسرعان ما صدرت ردود فعل عن مسؤولين إسرائيليين، مثل وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي كتب على منصة «إكس»، قائلا “إنها الحرب!”.
وفي وقت سابق، أعلنت إسرائيل أنها تعرّفت على جثتي رهينتين سلمتهما حماس في إطار الاتفاق، ليرتفع بذلك عدد الرفات المسلّمة من حماس إلى 12.
ووفقا للسلطات الإسرائيلية، يعود الرفات الأول إلى الإسرائيلي رونين إنغل، والثاني للتايلندي سونتايا أوكارسري، وقد خُطفا في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأعلن مكتب نتنياهو مرة جديدة الأحد أن إسرائيل لن تقوم بـ”أي مساومة” ولن تدخر جهدا “إلى أن يُستعاد كل الرهائن الذين قتلوا”.
وتشترط إسرائيل استعادة رفات كل الرهائن قبل السماح بفتح معبر رفح الضروري لإدخال المساعدات إلى القطاع المنكوب.
وتقول حماس إن استمرار إقفال المعبر يعيق دخول المعدات اللازمة للبحث عن رفات الرهائن بين الأنقاض.
مهمة هائلة
والسبت، اعتبر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر وهو أول مسؤول أممي كبير يزور القطاع غزة منذ توقف العمليات العسكرية، أن “هناك مهمة هائلة يتعين القيام بها”.
وقال فليتشر لوكالة فرانس برس في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة حيث عاين حجم الدمار “جئت إلى هنا قبل سبعة أو ثمانية أشهر. كانت غالبية هذه المباني لا تزال قائمة. أما الآن، فمن المروع للغاية رؤية جزء كبير من المدينة وقد تحول أرضا خلاء”.
وأضاف “لدينا الآن خطة ضخمة مدتها 60 يوما لزيادة الإمدادات الغذائية، وتوزيع مليون وجبة يوميا، والبدء بإعادة بناء القطاع الصحي، وإقامة خيام لفصل الشتاء، وإعادة مئات الآلاف من الأطفال إلى المدارس”.
وفي أنحاء غزة، يعمل عناصر الإنقاذ على انتشال جثامين الفلسطينيين من تحت الأنقاض، في حين تسعى حماس إلى استخراج رفات الرهائن الإسرائيليين الذين من المقرر أن تسلمهم للصليب الأحمر بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز