اسعار واسواق

التصعيد الأخير بغزة.. هل يعجل بتفعيل الرقابة الدولية على اتفاق الهدنة؟


مع تصاعد تبادل الاتهامات بين إسرائيل و”حماس” حول حادث رفح، أثير تساؤل عن الرقابة الدولية على اتفاق وقف إطلاق النار.

فحركة “حماس” نفت علمها بالهجوم في رفح وأكدت تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل أصرت على اتهام الحركة بالمسؤولية عن الهجوم.

ولم يكن هذا الهجوم، الذي ردت عليه إسرائيل بعشرات الهجمات، هو الانتهاك الأول لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ قبل أسبوع إذ سبقه عدد كبير من الانتهاكات الإسرائيلية.

وفي حين تطالب حركة “حماس” الأطراف الضامنة للاتفاق للتدخل فإن إسرائيل تبدو متجهة لتكرار النموذج السائد في لبنان حيث إنها هي من يقرر إذا ما تم انتهاك الاتفاق وهي من تحاسب عليه، فلا تكاد تتوقف الهجمات في جنوب لبنان منذ وقف إطلاق النار نهاية العام الماضي.

غير أن الوضع في غزة يبدو مختلفا، إذ في حين أن الاتفاق في لبنان تم ما بين إسرائيل ولبنان برقابة أمريكية فإن الاتفاق في غزة بين إسرائيل و”حماس” تم بوساطة وضمانة الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر وتركيا.

وقد تم الاحتفال بتوقيع الاتفاق في مدينة شرم الشيخ بمصر بمشاركة وتوقيع الرؤساء: الأمريكي دونالد ترامب والمصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.

آلية رقابة

وينص الاتفاق على وجود آلية رقابة من الدول الضامنة للاتفاق وهي الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر وتركيا.

وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن أن المراقبين الأمريكيين للاتفاق يتواجدون في عسقلان جنوب إسرائيل، في وقت كرر فيه الرئيس الأمريكي ترامب عدة مرات أنه لا حاجة لوجود جنود أمريكيين على الأرض في غزة لمراقبة تنفيذ الاتفاق.

وفي حين أنه من الممكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تراقب الاتفاق من إسرائيل، فإن الدول الضامنة الأخرى وهي مصر وقطر وتركيا من المرجح ألا تقبل أن تقوم بهذه المهمة من إسرائيل.

معضلة معبر رفح

لكن في المقابل، فإن وصول المراقبين من هذه الدول إلى غزة من خلال مصر يتعين عليه أن ينتظر فتح الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر.

وكان من المقرر فتح المعبر يوم الثلاثاء، لكن إسرائيل أرجأت بذلك بداعي الاحتياج لترتيبات لوجيستية ثم قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن من المرجح فتحه يوم غد الأحد قبل أن يربط مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي فتح المعبر بإعادة جثامين لرهائن بقوله: ” ن يُفتح معبر رفح إلا عندما نرى حماس تُعيد الرهائن القتلى بوتيرة معقولة”.

ولم يفسر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ما يعنيه بـ”وتيرة معقولة”. غير أنه حتى تحقق هذا الطلب الإسرائيلي فإن من غير المتوقع وصول المراقبين من هذه الدول الثلاث.

وكانت إسرائيل رفضت السماح لخبراء أتراك بالوصول إلى غزة من أجل المساعدة في البحث عن جثامين الرهائن ما بين الأنقاض في غزة.

ومن ناحية ثانية فقد بات واضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع غزة وكأنها صاحبة القرار فيها.

فاليوم أعلنت الحكومة الإسرائيلية إغلاق المعابر في غزة وعدم إدخال المساعدات الإنسانية حتى اشعار آخر قبل أن تتراجع تحت وطأة الضغط الأمريكي.

كما كان واضحا من سلسلة التصريحات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين بأن النية تتجه للتصعيد الميداني قبل أن تتراجع وتعلن التزامها بوقف إطلاق النار تحت وطأة الضغط الأمريكي.

ضغوط أمريكية

وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” الإسرائيلية: “عبر مسؤولون أمنيون في إسرائيل عن إحباطهم من قرار إسرائيل استئناف المساعدات الإنسانية لغزة غدا (الإثنين)، بناء على طلب الولايات المتحدة، رغم قرار المستوى السياسي بوقف المساعدات في ظل الحادث الخطير في قطاع غزة”.

وأضافت: “لقد تم تغيير القرار الإسرائيلي خلال ساعات قليلة على خلفية الضغوط الأمريكية”.

ونقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير عن إحباطه من تسلسل الأحداث: “إذا كان لا يزال هناك أي شك في التدخل الأمريكي، فمن الواضح الآن: لن نتحرك شبرا واحدا في غزة دون موافقتهم. ما حدث الليلة هو دليل لا لبس فيه. أي شيء يتعارض مع رغباتهم لن ينفذ”.

وأضاف المسؤول: “لا يمكن لإسرائيل اتخاذ قرارات بشأن ما يحدث في قطاع غزة، ولا يمكن “لبنانة” غزة بالمعنى الكامل للكلمة، إنه أمر مزعج للغاية “.

من جهتها، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: ” بسبب ضغط من الإدارة الأمريكية، أصدر المستوى السياسي الإسرائيلي التعليمات للمستوى العسكري العودة لوقف إطلاق النار”.

وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: “يُعدّ اتفاق إنهاء الحرب في غزة إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا للرئيس ترامب. ترى الإدارة الأمريكية أن الوضع هش للغاية، وأن الرقابة القوية فقط هي التي ستحافظ على السلام الهش”.

وأضافت: “يقول مسؤولون أمريكيون إن إدارة ترامب ستعزز سيطرتها بشكل كبير على تنفيذ اتفاق السلام في غزة لضمان عدم انهياره”.

أيام حاسمة

وقال مسؤول أمريكي: “ستكون الأيام الثلاثين المقبلة حاسمة. نحن الآن مسؤولون عما يحدث في غزة فيما يتعلق بتنفيذ الاتفاق. سنتخذ القرارات”.

المسؤول الأمريكي أضاف أن اشتباكات يوم الأحد هي بالضبط نوع الحوادث التي كانوا قلقين بشأنها وتوقعوها خلال الفترة الانتقالية الحالية.

وأشارت إلى أنه من المقرر أن يصل نائب الرئيس فانس، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى إسرائيل هذا الأسبوع للدفع نحو تنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق.

وقالت: “سيركز ويتكوف وكوشنر على: استقرار وقف إطلاق النار لإتاحة الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق، واستمرار إعادة جثث الرهائن المتوفين، وتنظيم إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وحل المشاكل بين إسرائيل والأمم المتحدة لضمان عدم تمكن حماس من الاستيلاء على شحنات المساعدات والاستفادة منها، وإنشاء قوة استقرار دولية تنتشر في غزة للمساعدة في حفظ الأمن، والعمل على خطط لبناء “رفح الجديدة” كنموذج لغزة خارج حكم حماس، كما يعملان على خطة لنزع سلاح حماس ونزع سلاح غزة”.

غضب بن غفير

انصياع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإدارة ترامب بشأن غزة يغضب اليمين الإسرائيلي المتطرف وعلى رأسه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير.

وقال بن غفير على منصة “إكس”: “انهيارٌ مُخزٍ لمكتب رئيس الوزراء، الذي أعلن تعليق المساعدات حتى صدور “إعلان جديد” – والذي جاء بعد ساعتين فقط”.

وأضاف: “يجب أن نوقف هذه الفضيحة، ونعود إلى القتال العنيف في أسرع وقت ممكن – مناورات، واحتلال، وتشجيع الهجرة”. وتابع بن غفير: “كفى انهيارات”.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى