يوم الأغذية العالمي 2025.. مبادرات إماراتية رائدة تعزز الأمن الغذائي

تحتفي الإمارات، الخميس، بـ”يوم الأغذية العالمي 2025″، في وقت نجحت فيه في تنفيذ خطط ومبادرات وإستراتيجيات رائدة لتعزيز الأمن الغذائي.
مبادرات تستهدف بناء منظوماتٍ قادرة على تحقيق الاكتفاء الغذائي عبر تطوير إنتاج محلي مستدام ممكّن بالتكنولوجيا، وتكريس التقنيات الذكية في إنتاج الغذاء، وتطوير الإنتاج الزراعي المحلي وتعزيز جودته وتنافسينه والحد من فقد وهدر الغذاء، بما يسهم في أن تكون دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051.
ويحتفي العالم في 16 أكتوبر/ تشرين الأول بـ”يوم الأغذية العالمي 2025″ ، الذي يصادف هذا العام الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة، ويتم الاحتفال به تحت شعار “يداً بيد من أجل أغذية ومستقبلٍ أفضل”.
ريادة إماراتية
وفي إطار الاحتفال بتك المناسبة، نظمت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية بالتعاون مع منظمة “ديهاد المستدامة” جلسة حوارية بعنوان “من العطاء إلى الاستدامة: ريادة الإمارات في الأمن الغذائي العالمي”.
حضر الجلسة، التي عقدت في “متحف المستقبل” بدبي، عبدالله محمد البسطي، رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية وشارك فيها نخبة من القادة وصناع القرار والخبراء في العمل الإنساني والتنمية المستدامة.
وشارك في الجلسة سعيد العطر، الأمين العام المساعد لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية والسفير الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس منظمة “ديهاد المستدامة” ورئيس “ديساب”، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، وستيفن أندرسون، مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي بدولة الإمارات وممثل البرنامج لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
واستعرض المشاركون تجربة دولة الإمارات الرائدة في بناء منظوماتٍ قادرة على تحقيق الاكتفاء الغذائي وتعزيز الشراكات الدولية الهادفة إلى الحدّ من الجوع ودعم التنمية طويلة الأمد.
وبمناسبة يوم الأغذية العالمي، وتماشياً مع شعاره لهذا العام “يداً بيد من أجل أغذية ومستقبلٍ أفضل”، أكد المشاركون أن النهج الإنساني الذي تتبناه دولة الإمارات يعكس التزاماً عملياً بتعزيز توفير الغذاء من خلال مبادراتٍ ومشاريع تسعى إلى تقديم حلول عملية للتحديات المتزايدة في هذا المجال.
وأكد المشاركون أن تجربة دولة الإمارات الإنسانية والإنمائية تشكل نموذجاً عالمياً فريداً في الجمع بين الرؤية الاستشرافية والتفاعل الإنساني، بما يعكس قيمها الراسخة في العطاء والمسؤولية المشتركة، ويجسد دورها الريادي في دعم التنمية المستدامة وتحقيق غدٍ مزدهر للبشرية جمعاء.
على نارٍ هادئة
أيضا في إطار الاحتفال بتلك المناسبة، يواصل الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية بالتزامن مع اليوم العالمي للأغذية، طرح أفكار تخدم إنتاج الأغذية عالميا وذلك عبر معرضه المبتكر الذي يحمل عنوان “على نارٍ هادئة” بتقييم المعمارية عزه أبوعلم الاستاذ المساعد في جامعة زايد والمؤسِّسة المشاركة ومديرة الأبحاث في إستوديو هولسوم.
وحول تقارب مضمون معرض على نارٍ هادئة ويوم الأغذية العالمي قالت عزه أبو علم:” يتقاطع مضمون معرض على نارٍ هادئة مع دعوات يوم الأغذية العالمي 2025 بشكل واضح ومتكامل، إذ يشتركان في الرؤية الهادفة إلى بناء نظام غذائي أكثر استدامة وشمولية”.
وأشارت إلى أن المعرض “يُعد منصة حيوية لاستعراض الابتكارات والتقنيات الحديثة التي تعزز الإنتاج الزراعي والمستمدة من البيئة العمرانية الإماراتية وتحافظ على الموارد الطبيعية، وهو ما يتماشى تمامًا مع شعار “يدًا بيد من أجل أغذية ومستقبل أفضل”.
الأسبوع العالمي للغذاء
أيضا تحل تلك المناسبة فيما تستعد الإمارات، لاستضافة فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء في الفترة من 21 إلى 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في مركز أدنيك أبوظبي.
ويتم تنظيم الحدث برعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وينطلق بمشاركة محلية ودولية واسعة تضم نخبة من صنَّاع القرار والخبراء وكبرى الشركات العالمية المتخصصة في القطاع.
ويجمع الحدث نخبة من الخبراء والمبتكرين لمعالجة التحديات المُلِحَّة في مجالات الأمن الغذائي والزراعة والاستدامة، مرسِّخاً دور أبوظبي الريادي كمنصة دولية رئيسية للحوار حول بناء أنظمة غذائية مستدامة.
وتحظى فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء بشراكة إستراتيجية مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، التي تمثل ركيزة دولية في دعم جهود الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية.
وتشارك “الفاو” هذا العام بوفد رفيع المستوى، حيث تؤكد هذه الشراكة مكانة أبوظبي كمركز عالمي للحوار والعمل المشترك في هذا القطاع الحيوي، وتعكس التزام الإمارات بتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المتزايدة في مجال الأمن الغذائي، وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للحوار والعمل المشترك في هذا القطاع الحيوي.
إستراتيجية الأمن الغذائي 2051
خطط وبرامج وفعاليات تتوافق مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي الهادفة بأن تكون دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051.
وكانت حكومة دولة الإمارات قد أطلقت عام 2018 الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي الهادفة إلى تطوير منظومة وطنية شاملة تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام، من خلال توظيف التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتنمية الشراكات الدولية لتنويع مصادر الغذاء، وتفعيل التشريعات والسياسات التي تسهم في تحسين التغذية والحد من الهدر لضمان الأمن الغذائي في كافة الظروف والمراحل.
وتتضمن الاستراتيجية، 38 مبادرة رئيسة قصيرة وطويلة المدى، ضمن رؤية عام 2051.
مبادرة نعمة
وانسجامًا مع إستراتيجية الأمن الغذائي الوطني 2051، تأتي مبادرة “نعمة” الهادفة إلى الحد من فقد وهدر الغذاء وتعزيز الاستهلاك الغذائي المستدام في الإمارات.
وتم إطلاق مبادرة “نعمة” التي تحتضنها مؤسسة الإمارات بالشراكة بين وزارة التغير المناخي والبيئة وديوان الرئاسة، عام 2022 وتعد ركيزة أساسية في الجهود الوطنية للحد من هدر الغذاء وتعزيز الاستهلاك المستدام.
وفي عام 2024، تمكنت المبادرة من تحويل 612 ألف كيلوجرام من الغذاء بعيدًا عن مكبات النفايات، وإنقاذ وإعادة توزيع 367.450 كيلوجرامًا من الغذاء الفائض، استفاد منها أكثر من 450 ألف شخص.
وقامت المبادرة بإطلاق أول دراسة خط أساس وطنية لقياس فقد وهدر الغذاء على مستوى الدولة، وسيتم الإعلان عن النتائج النهائية للدراسة خلال النصف الأول من عام 2026، لتكون منطلقا لسياسات جديدة وشراكات وإستراتيجيات للتفاعل المجتمعي تدعم هدف دولة الإمارات بخفض فقد وهدر الغذاء بنسبة 50% بحلول عام 2030، كما تسهم هذه الجهود في تحقيق رؤية مبادرة “نعمة” بأن تكون الإمارات دولة لا يُهدر فيها الغذاء.
أكبر منطقة لوجستية في العالم
أيضا، في خطوة رائدة لدعم مساعي وجهود دولة الإمارات في تعزيز أمنها الغذائي الوطني وتطوير كامل سلسلة القيمة الغذائية محلياً وعالمياً، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في يوليو/ تموز 2024 خطة لتطوير أكبر منطقة لوجستية في العالم لتجارة المواد الغذائية والخضار والفواكه، وإنشاء “سوق المواد الغذائية والخضار والفواكه بدبي”.
ويمثل هذا المشروع الرائد خطوة مهمة نحو مضاعفة حجم سوق تجارة الغذاء في الإمارات، ويساهم في جعل الدولة أكثر مرونة في مواجهة تحديات تجارة الغذاء الدولية وتوفير الغذاء بأسعار تنافسية، وهو ما يدعم مساعي توفير غذاء صحي كاف آمن ذي قيمة غذائية مناسبة لكل أفراد المجتمع بأسعار مناسبة من أجل حياة صحية، وفي كل الأوقات.
ازرع الإمارات
أيضا ضمن جهود الإمارات لتحقيف الأمن الغذائي، وتطوير قطاع الزراعة، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أكتوبر/ تشرين الأول الماضي البرنامج الوطني “ازرع الإمارات” والذي يضم عدة مبادرات تدعم توجهات دولة الإمارات للتنمية الزراعية وتعزيز معدلات الأمن الغذائي الوطني المستدام.
ويعد البرنامج داعم لتوجهات دولة الإمارات للتنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي الوطني المستدام، ويستهدف تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي لأهم المنتجات الزراعية، وتوسيع الرقعة الخضراء في الدولة ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المنتج المحلّي ذي القيمة الغذائية العالية.
المركز الزراعي الوطني
وفي مايو/ آيار الماضي، تم الإعلان عن بدء تشغيل “المركز الزراعي الوطني”، إحدى مبادرات البرنامج الوطني “ازرع الإمارات”، الذي يهدف إلى دعم المزارعين المواطنين، وتعزيز جودة وتنافسية الإنتاج الزراعي المحلي في أسواق الدولة، بما يُترجم رؤية القيادة الرشيدة نحو تنمية مستدامة وشاملة للقطاع الزراعي.
ويهدف المركز إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الطموحة تشمل: زيادة عدد المزارع المنتجة بنسبة 20%، وزيادة المزارع العضوية بنسبة 25% وتوسيع نطاق المزارع التي تتبنى الحلول الذكية مناخياً لتصل إلى 30% وتقليل الهدر في الإنتاج الزراعي بنسبة 50%.
المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي
أيضا في إطار تحقيق أهداق البرنامج الوطني “ازرع الإمارات” الهادف إلى تحقيق وصية المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بزراعة الإمارات ونشر الرقعة الخضراء في جميع أنحائها، تم في مايو/ آيار الماضي تنظيم المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي الأول، ليكون بمثابة منصة وطنية استراتيجية تعزز من تمكين المزارعين المواطنين وتحفّز الابتكار في القطاع الزراعي، بما يدعم منظومة الأمن الغذائي المستدام لدولة الإمارات.
وشهد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ممثّل الحاكم في منطقة العين، انطلاق النسخة الأولى من المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي في العين، الذي نظمته وزارة التغير المناخي والبيئة، في مركز أدنيك العين من 28 إلى 31 مايو / آيار الماضي.
وأكد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أن تنظيم المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي في العين يحمل رمزية خاصة تجسّد التزام دولة الإمارات بتعزيز المنظومة الزراعية الوطنية، ويعبّر عن رؤية متكاملة تجعل من الزراعة أحد محركات التنمية المستدامة، وركنًا أساسيًا في تحقيق الأمن الغذائي.
وأشار إلى أن دعم المزارعين المواطنين وتمكينهم هو خيار استراتيجي يهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وتنمية الاقتصاد الوطني.
المتحف الزراعي الوطني
وشهد “المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي 2025” إطلاق “المتحف الزراعي الوطني”، ليكون أول مساحة وطنية مخصصة لرواية تاريخ الزراعة في الدولة، وتوثيق تطورها من الزراعة التقليدية إلى الزراعة الذكية والمستدامة.
وضم المتحف مجموعة من المعروضات التفاعلية، والمجسمات التوثيقية، ووسائط رقمية تتيح للزوار من جميع الأعمار التعرف على التحولات التي شهدها القطاع، والجهود التي بذلتها الدولة في سبيل تطويره، مع إعطاء الزوار لمحة عن الخطط المستقبلية لتطوير الزراعة الذكية وتطبيقاتها على أرض دولة الإمارات.
مجلس شباب الإمارات للزراعة
أيضا خلال المعرض ذاته، أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة والمؤسسة الاتحادية للشباب، “مجلس شباب الإمارات للزراعة”، بهدف تمكين الكفاءات الشابة الإماراتية وتعزيز دورها في مستقبل القطاع الزراعي بالدولة.
يهدف المجلس ليكون منصة وطنية حيوية لتحويل رؤى الشباب إلى واقع ملموس لتعزيز قطاع الزراعة في دولتنا، وتمكين شباب الإمارات الطموح وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة، ودعم الابتكار والاستدامة، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في تطوير منظومة الأمن الغذائي وإيجاد حلول ذكية للتحديات البيئية والزراعية، بما يسهم في تحقيق رؤية الإمارات لمستقبل أكثر استدامة.
حلول ذكية
أيضا ضمن جهودها لتعزيز الأمن الغذائي، شهدت دولة الإمارات تجارب رائدة للاستثمار في الزراعة العضوية والزراعة العمودية، والزراعة المائية، باستخدام حلول الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ومنها مشروع “سبع سنابل” في الشارقة، و”بستانك” أكبر مزرعة عمودية في العالم، و”آيروفارمز AgX”، أحدث مزرعة عمودية داخلية متطورة تركز على البحث العلمي والتطوير في دولة الإمارات والشرق الأوسط، ومزرعة الإمارات البيولوجية في أبوظبي أكبر مزرعة عضوية في الدولة والتي تنتج أكثر من 60 نوعاً من المنتجات العضوية المحلية خلال الموسم، إضافة إلى مشروع “وادي تكنولوجيا الغذاء” الذي يهدف لمضاعفة إنتاج إمارة دبي الغذائي 3 مرات.. وغيرها الكثير من المشاريع الزراعية الرائدة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA=
جزيرة ام اند امز