تاكسي مصر الجوي.. نقلة نوعية في مفهوم النقل السريع (حوار)
يشكّل مشروع «التاكسي الجوي المصري» نقلة نوعية في مفهوم النقل السريع داخل مصر، خاصة مع تنامي النشاط السياحي واتساع شبكة الطرق والمطارات.
وأُطلقت أول خدمة من نوعها في مجال النقل الجوي الخفيف “Egypt Air Taxi”، وذلك خلال مؤتمر رسمي، بحضور عدد من كبار المسؤولين وسفير دولة الإمارات لدى القاهرة ومسؤولي شركة طيران أبوظبي وممثلي قطاعي السياحة والنقل والمستثمرين تحت اسم “تاكسي مصر الجوي”.
وفيما يتعلق بتفاصيل المشروع وآفاقه المستقبلية، كان لـ”العين الإخبارية” هذا الحوار مع المهندس تامر وجيه، رئيس مجلس إدارة شركة TCM المشغّلة للمشروع.
بداية، كيف يمكن توصيف حجم واستثمارات مشروع التاكسي الجوي؟
المشروع من نوع مختلف تماماً عن أي استثمار تقليدي، لأنّ القيمة الحقيقية فيه تبدأ من الحصول على الموافقات الرسمية، وهي في حد ذاتها استثمار ضخم نظراً لطبيعة المشروع الجديد على السوق المصري.
الاستثمار هنا شراكة بين جهة سيادية مصرية ومستثمر مصري من القطاع الخاص ومستثمر أجنبي، ما يجعله نموذجاً فريداً للتعاون الثلاثي.
ما هي حجم الاستثمارات المباشرة؟
أما عن حجم الاستثمار المباشر، فهو يتجاوز 5 مليارات جنيه، دون احتساب قيمة الأراضي والمطارات والمقار التي تدخل فيها الدولة كمساهم أساسي.
ما المناطق التي تغطيها الخدمة حالياً؟
نغطي في المرحلة الحالية نوعين من المناطق؛ الرحلات الداخلية داخل القاهرة الكبرى، تحديداً المخصصة لشركات السياحة، وتشمل خطوطاً من مصر الجديدة إلى الهرم وسقارة والقلعة وغيرها، أما الرحلات الخارجية، فتشمل وجهات سياحية كبرى مثل الغردقة، الجونة، مرسى علم، شرم الشيخ، العلمين والأقصر.
ما عدد الاسطول وهل سيتم زيادته؟
نبدأ حاليًا بأسطول يضم أربع طائرات في الخدمة، وسينضم إليها 4 طائرات جديدة خلال الشهر المقبل، مع زيادة تدريجية حسب حجم الطلب.
ما أبرز التحديات التي واجهتكم أثناء الإطلاق؟
التحدي الأكبر أن المشروع جديد تماماً على السوق المصري، ويحتاج إلى تنسيق مكثف بين الجهات المشاركة.
كما واجهنا صعوبة في اعتماد رخص الطائرات والطيارين القادمين من الخارج، لكننا وجدنا دعماً كبيراً من القوات الجوية المصرية التي قدمت خبراتها الفنية والتقنية واللوجستية.
طيارونا من أعلى المستويات، يحملون رخصًا دولية معتمدة، ويعملون وفق معايير الطيران المدني المصري والعالمي.
كم يبلغ متوسط تكلفة الرحلات؟
الأسعار تبدأ من 200 دولار للفرد للرحلات القصيرة داخل القاهرة، وتصل إلى نحو 1500 دولار للرحلات السياحية إلى المدن البعيدة.
ورغم أن الخدمة ليست موجهة لكل فئات المجتمع، إلا أنها تستهدف السياح ورجال الأعمال والشركات الكبرى والسفارات، وهي فئة تحتاج إلى سرعة وأمان وجودة عالية في التنقل.
هل هناك خطط لتوسيع الخدمات لتشمل النقل الطبي أو الشحن السريع؟
نعم، لدينا اهتمام خاص بالنقل الطبي الجوي، نظرًا لأهمية التدخل السريع في الحوادث أو المناطق المزدحمة.
نتواصل حالياً مع وزارة الصحة وهيئة الإسعاف المصرية لتفعيل تعاون يتيح وجود مروحيات مجهزة لنقل المرضى أو المصابين في الحالات الطارئة.
أما خدمة الشحن الجوي السريع فهي ليست مطروحة في الوقت الحالي، لكنها واردة مستقبلًا.
ما طبيعة الشراكة بين TCM والجهات الأخرى؟
الشركة مصرية 100%، تتبع مجموعة برايم للاستثمار، وهي مجموعة وطنية لها نشاطات في مجالات جذب الاستثمارات الخارجية لمصر.
لدينا حضور خارجي في عدة دول، ونفخر بأننا نشارك في مشروع يضع مصر ضمن الدول القليلة التي تمتلك خدمة التاكسي الجوي مثل الولايات المتحدة، أبوظبي، سنغافورة، وهونغ كونغ.
ما أنواع الطائرات والخدمات المقدّمة للمستخدمين؟
الطائرات المستخدمة من طراز إيرباص الأوروبي، وتتنوع بين نسخ VIP تسع 8 أفراد وأخرى تتسع لـ15 راكبًا.
لدينا نظام تطبيق إلكتروني حديث يتيح حجز الرحلات ومتابعة الاستخدام وتقييم الخدمة، إلى جانب مركز اتصال (Call Center) لتسهيل التواصل مع العملاء وتوضيح نقاط الإقلاع والهبوط.
الخدمة تستهدف تقديم تجربة راقية وآمنة وسريعة لزوار مصر ومستخدميها من داخل البلاد.
أخيراً، كيف ترى مستقبل النقل الجوي القصير في مصر؟
مصر اليوم أصبحت ضمن البلدان القليلة في العالم التي تقدم خدمة النقل الجوي القصير، وهي خطوة تعزز مكانتها كوجهة سياحية واستثمارية متقدمة.
السنوات القادمة ستشهد توسعاً كبيراً في هذا القطاع، خصوصاً مع التطور الهائل في البنية التحتية والطرق والمطارات.
نحن متفائلون بأن المشروع سيساهم في خلق تجربة نقل جديدة، تليق بمكانة مصر في المنطقة.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز
