اسعار واسواق

غزة تودع النار بالزغاريد والدموع.. وتترقب تنفيذ الاتفاق


من بين الركام والألم، جاء خبر وقف إطلاق النار ليوقظ في غزة نبضا من الفرح الممزوج بالذهول، ويمنح أهلها أملا لطالما تأخر.

فبينما لا تزال غزة تلملم أنفاسها من حرب طاحنة أرهقتها على كل المستويات، جاء الاتفاق على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ليمنح الناس هناك فسحة من الراحة.

والليلة الماضية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن إسرائيل وحماس وافقتا على “المرحلة الأولى” من خطته لوقف القتال وإطلاق سراح بعض الرهائن والأسرى في غزة، وذلك بعد ثلاثة أيام من مفاوضات غير مباشرة في منتجع شرم الشيخ بمصر.

وفي منشور على موقع “تروث سوشيال”، شكر ترامب الوسطاء من قطر ومصر وتركيا. وقال: “هذا يعني أنه سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن قريبا جدا، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم ودائم”.

من جهتها، أعلنت حماس أنها توصلت إلى الاتفاق، مؤكدة أنه  يشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع وتبادلا للأسرى.

وقالت الحركة في بيان لها إن الاتفاق جاء بعد “مفاوضات مسؤولة وجادة” حول مقترح ترامب.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فشكر الولايات المتحدة “على التزامها بهذه المهمة المقدسة المتمثلة في تحرير رهائننا”.

وقال: “بعون الله، سنعيدهم جميعا إلى ديارهم”. مشيرا إلى أنه سيعقد اجتماعا للحكومة الإسرائيلية، اليوم الخميس، للموافقة على الاتفاق.

في الأيام الأخيرة، اجتمع مفاوضون في مصر لتقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل حول تفاصيل “المرحلة الأولى” من خطة من 20 نقطة أعلنها ترامب في البيت الأبيض الأسبوع الماضي.

هكذا استقبل سكان غزة الخبر

ردود الفعل الأولى في الشارع الغزّي، من دموع واحتفالات عفوية، عكست حجم التوق إلى نهاية “للجحيم” الذي عاشوه منذ عامين، وفتحت الباب أمام أسئلة كثيرة حول ما تحمله الأيام القادمة.

في شوارع غزة المدمّرة، خرج الناس رغم الجراح والدمار، وبدأت مظاهر الفرح تتسلل إلى الأحياء المنكوبة.

وفي المخيمات ومراكز الإيواء، علا صوت الزغاريد، وأطلقت بعض الأعيرة النارية في الهواء احتفالا، بينما علت تكبيرات الجماهير في مناطق مثل خان يونس والمواصي، في جنوب قطاع غزة، ودير البلح في الوسط.

“يوم عظيم”

أحمد شحيبر، شاب من غزة المدينة يقيم الآن في مأوى مؤقت، لم يستطع تمالك نفسه عندما سمع الخبر. بحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في صحيفة “الغارديان” البريطانية.

يقول عبر الهاتف “أنا أبكي لأنني لا أصدق أن هذا قد يكون بداية النهاية. تعبنا… كل يوم فقدنا فيه أحدا.” مضيفا “إنه يوم عظيم، فرحة عارمة”،

“لا أصدق الخبر”، هكذا قال أيمن صابر، أحد سكان مدينة خان يونس في قطاع غزة، بينما تجمع الناس في منطقة المواصي الساحلية ليهتفوا بصوت واحد “الله أكبر”، ويطلقوا طلقات نارية احتفالية في الهواء.

مشاعر مختلطة

لكن خلف الفرح، تبرز خشية عامة من خيبة أمل جديدة.

“تعودنا على الوعود… نأمل أن يكون هذا الاتفاق مختلفا”، يقول إياد عماوي، أحد العاملين في تنسيق الإغاثة، الذي لا يزال يستوعب الإعلان عن وقف إطلاق النار.

مضيفا أن الناس في غزة “بحاجة إلى ما هو أكثر من وقف النار، يحتاجون إلى كرامة، ومأوى، وعلاج نفسي، وأمل”.

وتابع “نؤمن ولا نؤمن. مشاعرنا متضاربة، بين الفرح والحزن، ذكريات، كل شيء مختلط”.

وأعرب عماوي عن أمله في أن يُنفذ الاتفاق كما هو متفق عليه، ليتمكن الناس من العودة إلى ديارهم والبدء في “تجديد الإرادة والأمل في الحياة” في غزة، حيث يُصاب العديد من الأطفال وتنتشر الأنقاض في كل مكان.

وأشار إلى أن أكبر مخاوفه هو أن تضع إسرائيل عقبات أمام تنفيذ الاتفاق. “نحن بحاجة إلى إصلاح كل شيء هنا، وخاصة الآثار النفسية لمواصلة حياتنا”.

في إسرائيل

في شوارع تل أبيب، تعانقت العائلات الباكية، وهتفت، واحتشدت فور علمها بالخبر.

وقالت والدة رهينة إسرائيلي محتجز في غزة: “ماتان سيعود إلى الوطن. هذه هي الدموع التي تمنيتها”، وفقا لما ذكرته صحيفة هآرتس.

وطالب بعض المتجمعين في ساحة الرهائن بالمدينة بالاعتراف بدور ترامب في التوسط في الصفقة، داعين إلى منحه “جائزة نوبل” أثناء تجمعهم في الساعات الأولى من الصباح للاحتفال.

نشرت إميلي داماري، وهي بريطانية إسرائيلية احتجزتها حماس لأكثر من عام قبل إطلاق سراحها في يناير/كانون الثاني الماضي، مقطع فيديو على حسابها على إنستغرام تحتفل فيه بالخبر مع أصدقائها، ومن بينهم زميلها الرهينة السابق رومي غونين.

وكجزء من الاتفاق، أعلنت حماس أنها ستفرج عن الرهائن العشرين الذين ما زالوا على قيد الحياة في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

وأفادت مصادر بأن عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين ستتم خلال 72 ساعة من توقيع الاتفاق.

واحتجزت حماس 251 شخصا رهائن في غزة عام 2023، حيث لا يزال 47 منهم، من بينهم 25 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم في عداد الموتى.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في منشور على موقع إكس: “الأمة بأكملها تنتظر بفارغ الصبر. أعرب عن خالص تعازيي لعائلات الرهائن بمناسبة العودة المرتقبة لأحبائهم”.

وصرح نتنياهو بأنه سيعقد اجتماعا للحكومة، اليوم الخميس، للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بينما دعت حماس ترامب والدول الضامنة إلى ضمان تنفيذ إسرائيل الكامل له.

وكانت الحرب الإسرائيلية الانتقامية على قطاع قطاع، قد اندلعت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد هجوم مباغت شنته حماس على بلدات إسرائيلية أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص.

وفي قطاع غزة، أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 67 ألف شخص، بينهم العديد من الأطفال، كما أدت إلى مجاعة حادة، وتدمير هائل للقطاع.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى