الذهب يستقر فوق 4 آلاف دولار للأوقية وسط تفاؤل اقتصادي وغموض جيوسياسي

استقر الذهب، اليوم الخميس، فوق مستوى 4000 دولار للأوقية (الأونصة)، مع تقييم المستثمرين لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في وقت عززت فيه الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية وآمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية جاذبية المعدن النفيس.
وسجلت الفضة مستوى قياسيًا مرتفعًا، مدعومة بارتفاع مماثل في أسعار الذهب، وتزايد الطلب من المستثمرين، إلى جانب نقص المعروض في الأسواق.
وفقا لرويترز، استقر الذهب في المعاملات الفورية عند 4035.07 دولار للأوقية، بينما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% إلى 4054.60 دولار.
وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت، أمس الأربعاء، فوق 4000 دولار للأوقية لأول مرة في التاريخ، مسجلة أعلى مستوى على الإطلاق عند 4059.05 دولار.
أما الفضة، فارتفعت بنسبة 1.6% لتصل إلى 49.65 دولار للأوقية، محققة مكاسب تجاوزت 70% منذ بداية العام، مستفيدة من العوامل ذاتها التي دفعت الذهب للصعود، إضافة إلى شح المعروض في السوق الفورية.
وقال المحلل المستقل روس نورمان: «الجانب اللافت في سوق الفضة هو أن صافي المراكز الطويلة ارتفع بشكل طفيف، مما يشير إلى أن هذا الصعود لا يستند إلى المضاربة، بل يعكس أسسًا قوية تدعم ارتفاع الأسعار».
في الأثناء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يشمل إطلاق سراح الرهائن مقابل سجناء بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك ضمن المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب.
وقال نيكوس تزابوراس، الخبير المالي في منصة التداول ترادو: «يواجه ارتفاع الذهب مقاومة، إذ يسهم التقدم الدبلوماسي في غزة في تقليص تدفقات المستثمرين الباحثين عن الملاذات الآمنة، بينما يضعف استمرار انتعاش الدولار الأمريكي من قوة المعدن النفيس، مما يجعله عرضة للتراجع».
وأضاف: «مع ذلك، لا يزال الاتجاه الصعودي قائمًا، ولا تزال الطريق نحو أعلى مستوياته التاريخية مفتوحة على مصراعيها».
وحام مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في شهرين، مما جعل السبائك المقومة بالدولار أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الأجانب.
وحقق المعدن الأصفر مكاسب تجاوزت 53% منذ بداية العام، وهو في طريقه لتسجيل أكبر مكسب سنوي منذ أزمة النفط عام 1979.
وفي سياق متصل، كشف محضر اجتماع البنك المركزي الأمريكي يومي 16 و17 سبتمبر/أيلول، الذي صدر أمس الأربعاء، أن مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي اتفقوا على أن المخاطر التي تهدد سوق العمل الأمريكية مرتفعة بما يكفي لتبرير خفض أسعار الفائدة، لكنهم ما زالوا يتوخون الحذر في ظل استمرار التضخم.
ووفقًا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة CME، تتوقع الأسواق خفضًا إضافيًا لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول.
وذكر بنك يو.بي.إس في مذكرة أن «استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية يساهم في تعزيز تداول الذهب، إلى جانب تصاعد المخاوف المالية في اليابان وفرنسا، في ظل التغييرات الأخيرة على صعيد القيادة السياسية».
وعادة ما يزدهر الذهب الذي لا يدر عوائد في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، وأوقات الضبابية الاقتصادية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاتين بنسبة 0.1% إلى 1664.44 دولار، بينما صعد البلاديوم بنسبة 2.1% إلى 1480.22 دولار، مسجلا أعلى مستوى له في أكثر من عامين.
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز