«صفعة سياسية» لإخوان تونس.. عفو رئاسي يبدد مخططات تأجيج الأوضاع

في خطوة أنهت محاولات الإخوان لتأجيج الشارع التونسي، أصدر الرئيس قيس سعيد عفواً عن مواطن صدر بحقه حكما بالإعدام، في قضية أثارت جدلاً واسعاً داخل البلاد.
وكانت الدائرة الجنائية بمحكمة نابل (شمال شرق البلاد) أصدرت حكمًا بالإعدام شنقًا بحق مواطن صابر شوشان (51 عامًا)، على خلفية منشورات على «فيسبوك» اعتُبرت «إساءة إلى الرئيس ووزيرة العدل والقضاء».
غير أن السلطات التونسية سارعت إلى احتواء الموقف، حيث أعلنت الرئاسة إصدار عفو رئاسي خاص أُفرج بموجبه عن شوشان بعد أيام قليلة من الحكم، تأكيدًا – وفق بيان رسمي – على تمسك الدولة «بمبادئ العدالة وحماية الأفراد من الأحكام الجائرة».
محاولات إخوانية لاستثمار الأزمة
في المقابل، تحركت جبهة الخلاص الإخوانية سريعًا، فعقدت مؤتمرًا صحفيًا صباح الثلاثاء في محاولة لتصوير القضية على أنها «دليل على قمع الحريات»، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة مكشوفة لإشعال الشارع واستغلال القضية سياسيًا.
وقال المحلل السياسي عمر اليفرني في حديث لـ«العين الإخبارية» إن «القاضي الذي أصدر الحكم معروف بانتمائه إلى تيار قريب من الإخوان، مشيرًا إلى أنه من أتباع نور الدين البحيري، وزير العدل الأسبق والقيادي البارز في حركة النهضة».
وأوضح اليفرني أن الحركة، خلال فترة حكمها، «عملت على تلغيم جهاز القضاء بأتباعها لضمان نفوذها داخل المؤسسات»، لافتًا إلى أن رئيس الدائرة الجنائية بمحكمة نابل «من قيادات جمعية القضاة التي أسسها الإخوان خلال فترة سيطرتهم على الحكم».
وأضاف أن صدور الحكم بهذه الصيغة «لم يكن قانونيًا بقدر ما كان سياسيًا»، إذ سعت الجماعة إلى استغلاله لإظهار تونس كدولة قمعية، بينما جاء العفو الرئاسي ليقطع الطريق على تلك المناورة ويعيد تأكيد استقلال القرار القضائي والسياسي في البلاد.
«جيوب الردة» ومحاولة تشويه الدولة
من جهته، رأى المحلل السياسي المنجي الصرارفي أن حكم الإعدام كان «محاولة مدروسة من جيوب الردة داخل الجهاز القضائي لإحراج الرئيس قيس سعيد وتصوير تونس على أنها دولة ديكتاتورية».
وأوضح أن العفو الرئاسي «شكّل صفعة سياسية للإخوان ومحاولاتهم المتكررة لتشويه صورة الدولة في الداخل والخارج».
وأشار الصرارفي إلى أن الحكم صدر استنادًا إلى الفصل 72 من المجلة الجزائية الذي ينص على عقوبة الإعدام في حال المساس بأمن الدولة، مبيّنًا أن القضاء التونسي لم يصدر مثل هذه الأحكام حتى في قضايا الإرهاب والتآمر والتخابر، ما يبرز الخلفية السياسية وراء القضية.
وختم بالقول إن «تنظيم الإخوان تلقى الحكم بترحاب سياسي لأنه كان ينتظر استثماره لإعادة طرح نفسه كضحية، غير أن التدخل الرئاسي أنهى هذه المسرحية سريعًا، وأعاد ضبط إيقاع المشهد السياسي في البلاد».
aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز