اسعار واسواق

التحول الأخضر يتباطأ في الغرب ويتسارع في الشرق.. خريطة جديدة للطاقة المتجددة


خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة إلى النصف خلال العقد الجاري، رغم تجاوز الطاقة الخضراء الفحم عالميا للمرة الأولى في التاريخ خلال النصف الأول من عام 2025.

وكانت الوكالة قد توقعت العام الماضي أن تضيف الولايات المتحدة نحو 500 غيغاواط من الطاقة المتجددة الجديدة بحلول عام 2030، معظمها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لكنها الآن تتوقع إضافة 250 غيغاواط فقط، في تراجع يعكس تأثير السياسات الأمريكية الجديدة على جهود التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.

ويُعد هذا التراجع أحد أبرز المؤشرات على تأثير إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إعادة توجيه سوق الطاقة العالمي، إذ تحث واشنطن العالم على زيادة مشترياته من النفط والغاز الأمريكيين، في وقت تواجه فيه الطاقة الخضراء قيودًا تنظيمية وتمويلية متزايدة.

في المقابل، رفعت الوكالة توقعاتها لنمو الطاقة المتجددة في الهند بنسبة 10%، لتصبح ثاني أكبر سوق للنمو العالمي بعد الصين. كما ارتفعت التوقعات الخاصة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 23%، بدعم من بدء تشغيل مشاريع رائدة تشمل توربينات الرياح والألواح الشمسية.

وأوضحت الوكالة أن نحو 80% من النمو العالمي في الطاقة المتجددة سيأتي من الطاقة الشمسية، مدفوعًا بانخفاض التكاليف وتسريع إجراءات الترخيص.

وتأتي هذه التقديرات بعد تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة «إمبر»، كشف أن مصادر الطاقة المتجددة ولّدت 5072 تيراواط/ساعة خلال النصف الأول من عام 2025، متفوقة على الفحم الذي سجل 4896 تيراواط/ساعة — وهي سابقة تاريخية وصفتها سونيا دنلوب، الرئيسة التنفيذية للمجلس العالمي للطاقة الشمسية، بأنها «تحول تاريخي».

لكن وتيرة النمو المتوقعة في الولايات المتحدة والصين تبقى أبطأ من السابق، ما جعل وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها الإجمالية لنمو الطاقة المتجددة العالمية بنحو 5%، لتصل إلى 4608 غيغاواط بحلول عام 2030 — وهي قدرة تعادل تقريبًا مجمل طاقة الصين والاتحاد الأوروبي واليابان مجتمعة اليوم.

ورغم ذلك، من المتوقع أن تبلغ القدرة العالمية المتجددة 9529 غيغاواط في 2030، أي أقل من الهدف العالمي الطموح البالغ 11 ألف غيغاواط الذي أُعلن في 2023.

وأكدت الوكالة أن بلوغ الهدف لا يزال ممكنًا إذا تبنت الدول سياسات أكثر جرأة لسد فجوات التنفيذ والطموح، محذّرة في الوقت ذاته من تزايد مشكلات الأسعار السلبية وتقليص الإنتاج، نتيجة توسّع مشاريع الرياح والطاقة الشمسية بوتيرة تفوق قدرة شبكات النقل والتخزين على الاستيعاب.

وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول: «على صانعي السياسات أن يولوا اهتمامًا خاصًا لتحديات سلاسل التوريد وتكامل الشبكات».

وأشارت الوكالة إلى أن أحد الأسباب الرئيسة وراء خفض التوقعات الأمريكية هو قانون “مشروع واحد كبير وجميل” الذي أصدره الرئيس ترامب، والذي عجّل بإنهاء الإعفاءات الضريبية للمشاريع الخضراء، وعلّق منح تصاريح لمشروعات الطاقة على الأراضي والمياه الفيدرالية.

وتتوقع الوكالة أن تبلغ إضافات الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة ذروتها عام 2027، قبل أن تتراجع تدريجيًا في 2028 وتستقر حتى نهاية العقد.

أما الصين، فقد خُفِّضت توقعاتها للنمو المتجدد فيها بنسبة 5% بسبب تغييرات في السياسات قد تحدّ من أرباح المشاريع الجديدة، لكنها ما تزال تمثل 60% من النمو العالمي للطاقة المتجددة، وتسير نحو تحقيق أهدافها في طاقتي الرياح والشمس قبل خمس سنوات من الموعد المحدد — أي بحلول عام 2035.

aXA6IDQ1LjE0LjIyNS4xMCA= جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى